المصري اليوم

2024-03-29 08:00

متابعة
«المصري اليوم» ترصد مقابر «الصحابة» بالمقطم

اعتاد أهالى منطقة «الأباجية بسفح المقطم» دفن موتاهم بجوار الصحابة والأولياء والأمراء وآل البيت، فيما دخل بقيع مصر بالمقطم، الآن، تحت بند التطوير ورفع الكفاءة، حيث تم تشكيل لجنة علمية أثرية فنية، برئاسة الدكتور جمال عبدالرحيم، أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة، لإعداد دراسة كاملة حول تلك المقابر الواقعة أسفل سفح جبل المقطم، ووضع تصور مشروع كامل لتطويرها وترميمها، ما أثار جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعى، خشية الآثار الناجمة عن التطوير، وتصور رواد مواقع التواصل الاجتماعى أنها قد تمحو ملامح تلك المقابر الأثرية التى يتعدى عمرها مئات السنين.

جانب من مقابر الصحابة بالمقطم

مسجد عمر بن الفارض، وفوقه مسجد شاهين الخلوتى، أول ما تقع عليهما عيناك عند وصولك إلى منطقة بقيع مصر، وهما تحفتان معماريتان تشبهان مبانى أساطير ألف ليلة وليلة، وعندما تعبر البوابة وتقترب منها أكثر تجد أمامك ملامح التطوير قد بدأت تدب فى المكان، ومن مظاهر ذلك محاصرة السلالم الخشبية للمساجد الأثرية.

يمتاز المكان بالهدوء التام، غير أنه كباقى المقابر، يعج بالمتسولين والأطفال كحال أى مقابر عادية فى القرى.

جانب من مقابر الصحابة بالمقطم

التقت «المصرى اليوم» «بلال أبوعمر»، أحد قاطنى المقابر، والذى قال إن مقابر المقطم أو القرافة كما هو مشهور عنها، كانت مضيفة للملك الفاروق وابنة الخديو إسماعيل، ودُفن فيها طفل يبلغ من العمر 6 أشهر، وبالجوار يوجد مسجد سيدى عمر بن الفارض وفوقه مسجد شاهين الخلوتى، ورُوى أنه فى عهد السلطان قايتباى طلب منه «الخلوتى» إطلاق سراحه لأنه لم يكن يرغب فى الحروب، حتى خلا بنفسه فى المكان لمدة 30 عامًا، وعندما تُوفى قام ابنه ببناء هذا الجامع، ودُفن فيه «الخلوتى» وابنه وحفيده.

وأضاف «بلال»، وهو يشير بأصبعه: «هنا دُفنت الأميرة لؤلؤة، أميرة الهند وباكستان الشيعية، وبجوارها الأسباط، إخوة سيدنا يوسف، عليه السلام، وفوق سلطان الجيوش، وهنا السادة الخلوتية الدموية، وبعدهم السادة الوفائية، وبعدهم دُفن عبدالله بن أبى جمرة، ثم أحمد السكندرى، والإمام الليث بن سعد، وقبل عقبة بن عامر يوجد مقام عيسى بن حجر، وبعده مقبرة عمرو بن العاص، وعند الإمام الشافعى يوجد مقام آخر فيه رابعة العدوية، ومحمد بن سيد الناس».

جانب من مقابر الصحابة بالمقطم

يجهل العامة قيمة قرافة المقطم، ولا توجد لديهم معلومات بالأساس عن كم الصحابة والأولياء والملوك المدفونين بها، لذا وجب التعريف بأهميتها التاريخية والتراثية، و«قرافة المقطم» هى تلك المنطقة الواقعة بالقاهرة، وتمتد مساحتها أسفل المقطم، وسميت المقبرة «قرافة» باسم قبيلة من المغافر، الذين يُقال لهم «بنو قرافة»، حيث سكنوا المنطقة فى بداية فتح مصر، ثم اتخذها المسلمون مقابر لهم.

المؤرخ، خبير الآثار الإسلامية، سامح الزهار، قال إن جبل المقطم أو كما سماه «حارس القاهرة الأمين»، هو المظهر الطبيعى الأهم لمدينة القاهرة، والذى يقع فى الجهة الشرقية من المدينة، وقد تكون هذا الجبل فى العصور الجيولوجية القديمة نتيجة التواء طبقات الأرض شرقى نهر النيل فى شبه قوس متوسط الارتفاع، تقترب قمته من القلعة، حيث يبلغ ارتفاعه نحو 240 مترًا، ويصل ارتفاع بعض أجزائه عند المعادى إلى 375 مترًا، وينتهى طرف القوس شمالًا عند مصر الجديدة، وجنوبًا عند المعادى، ويبدو جبل المقطم وهو يطل على قرافة الإمام الشافعى وقرافة الغفير وكأنه شاطئ بحر قديم تركت مياهه آثار انسحابها التدريجى خطوطًا واضحة فى ثنايا الجبل.

جانب من مقابر الصحابة بالمقطم

وإلى الجنوب من مدينة القاهرة، يوجد كثير من الوديان بجبل المقطم، أهمها وادى التيه ووادى دجلة بالقرب من المعادى ووادى أبوسالى ووادى الرشيد ووادى جراوى ووادى حوف بمنطقة حلوان، ولا يزيد طول هذه الوديان على 15 أو 20 كيلومترًا، ونتج عن وجود هذه الوديان بالقرب من القاهرة أنها أصبحت عرضة لاجتياح السيول لها فى كثير من الأحيان، ويمتاز جبل المقطم بوجود ظواهر طبيعية متنوعة فى هضابه، أهمها وجود طبقات من الصخور النارية، مثل محاجر أبوزعبل البازلتية والجبل الأحمر والغابة المتحجرة والعيون الساخنة القديمة والأملاح القلوية.

وأضاف، فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»، أن مشروع تطوير المنطقة هو من المشروعات القومية المهمة، شريطة أن يقوم الأمر على أيدى المتخصصين من أهل العلم، فهو منطقة شديدة الخصوصية، وقد أفاض مؤرخو مصر فى العصور الوسطى فى وصف جبل المقطم، وأطنبوا فى مدحه، ونسبوا إليه الكثير من القصص، التى تصل فى كثير من الأحيان إلى حد الأساطير، فعلى سبيل المثال يقول البكرى: «المقطم هو جبل بمصر يوارون فيه موتاهم»، أما المقريزى فيذكر فى سبب تسميته بـ«المقطم»: «أن مصرايم ملك مصر أراد استخراج معادن الذهب والزبرجد والفيروز وغير ذلك من المعادن الموجودة بمصر بطريقة الصنعة- أى الكيمياء- فجعل أمرها إلى رجل يقال له مقيطام الحكيم، كان يعمل الكيمياء فى الجبل الشرقى، فسُمى به، واختُصر من اسمه، وبقى ما يدل عليه، فقيل له جبل المقطم»، على أن جمهور العلماء ذكروا أن المقطم مأخوذ من القطم، وهو القطع، فكأنه لما كان منقطع الشجر والنبات سُمى مقطَّمًا.

وأوضح الدكتور مجدى شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، أنه دُفن بالمقطم جملة من الصحابة وأولادهم، وعلى رأسهم عمرو بن العاص وولده «عبدالله» ومسلمة بن مخلد وعقبة بن عامر ومعاوية بن خديج، رضى الله عنهم، وسُميت قرافة المقطم بهذا الاسم- كما يذكر المقريزى- لأن أول مَن دُفن بهذا المكان من جبل المقطم كان رجلًا يسمى عامر بن عبدالله من بنى قرافة من أحد بطون قبائل المغافر اليمنية، فأمر عمرو بن العاص بدفنه هناك، وقال: لقد عمرها عامر، فكان أول مَن دُفن بالمقطم، أما قومه من بنى قرافة فقد جاوروا مقبرته، فعُرف المكان بهم، فقيل «القرافة»، ثم أصبح هذا الاسم «القرافة» يطلق على المقابر فى جميع أنحاء مصر من أدناها إلى أقصاها.

«إنفوجراف»

دُفن بجبل المقطم الآلاف من الصحابة وآل البيت والتابعين والعلماء والأولياء، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر:

- عمرو بن العاص

- عبدالله بن حذافة السهمى

- عقبة بن عامر الجهنى

- أبوبصرة الغفارى

- السيدة نفيسة، رضى الله عنها، وبجوارها ضريح خادمتها الست جوهرة

- السيدة سكينة بنت الحسين

- الحسن بن زيد، والد السيدة نفيسة

- القاسم الطيب، حفيد جعفر الصادق

- الإمام الشافعى

- ضريح ابن وقيع، شيخ مقرأة الإمام الشافعى

- مسجد وضريح الفقيه الخامس، الإمام الليث بن سعد، ومعه ولده وأخوه وآخرون.

- القاضى عبدالوهاب البغدادى

- قبر ابن عقيل

- ضريح أبى جعفر الطحاوى، صاحب العقيدة الطحاوية

- الإمام المزنى المصرى الشافعى

- ضريح الإمام ورش، ومعه خادمه، اللص التائب، بشارع أبى البقاء

- الإمام أبوالحسن القرافى، شيخ عصره

- قبر ذى النون المصرى الولى الكبير

- الإمام الحافظ الحجة عمر بن دحية الكلبى

- سلطان العاشقين عمر بن الفارض

- شيخ الإسلام ابن حجر العسقلانى

- ضريح جلال الدين السيوطى

- ضريح تلميذ السيوطى، الشيخ نور الدين على القرافى

- ضريح الكمال ابن البارزى

- ضريح على الشنوانى

- ضريح الفارس أرقطاى

- ضريح عمر بن الفارض

- الإمام الشاطبى، أشهر مَن جمع قراءات القرآن

- سلطان العلماء العز بن عبدالسلام

- ضريح الإمام كمال الدين القسطلانى

- المؤرخ عبدالرحمن ابن خلدون

- المؤرخ ابن هشام، صاحب سيرة ابن هشام

- محمد بن الحنفية، ابن سيدنا على بن أبى طالب

- شاهد السيدة رابعة العدوية

- أحمد بن عطاء الله السكندرى، صاحب الحكم العطائية

- القاضى العلّامة تقى الدين بن دقيق العيد القشيرى

- مقام ومسجد سيدى على وفا الكبير

- عبدالله بن أبى جمرة

- مقام الإمام العالِم فتح الدين محمد بن سيد الناس الفقيه الشافعى

- ضريح العلّامة كمال الدين بن الهمام

- القاضى ضياء الدين أحمد بن قطب الدين البسطامى

- الشيخ عز الدين الأصفهانى، حفيد الشيخ أبى الحسن الشاذلى

- الملك العادل ابن صلاح الدين الأيوبى

- السلطان قايتباى

- الصحابى عبدالله بن الحارث

- شيخ المؤرخين المقريزى

- ضريح سيدى أبوالسعود

- مقام العارف بالله تعالى الشيخ أبى العباس البصير

- مسجد وضريح العارف بالله أبى المواهب الشاذلى، المعروف بـ«التونسى»

- تربة العلّامة شمس الدين الرازى

- ضريح محمد الأشمونى، صاحب الألفية

- الصحابى عبيد بن حذافة

- الصحابى مسلمة بن مخلد الأنصارى

- الشريفة فاطمة والشريف الهاشمى والأشراف من آل طباطبا

- ابن الحسن الديبورى

- الشيخ أبوعبدالله محمد بن جابار العالِم والفقيه والحافظ للأحاديث

- الشيخ حسن حسن الشعار

- الشيخ الإمام الفقيه المحدث أشهب بن عبدالعزيز بن داوود القيسى، صاحب الإمام مالك

- تربة الإمام أشهب قبر الإمام العالم أبى القاسم عبدالرحمن بن القاسم العتقى

- جميع جنود جيش الفتح الإسلامى لمصر من الصحابة والتابعين وتابعى التابعين

- جميع حكام مصر من الولاة والأمراء والقضاة العرب والمسلمين

- جميع الأمراء والأعيان والباشوات والوزراء والقادة العسكريين طوال الحقب المصرية المتوالية

- جميع المؤرخين المصريين العظام منذ الفتح الإسلامى حتى بقية عصورها اللاحقة، ومنهم على بن الحكم، الكندى، المقريزى، ابن زولاق، السخاوى، ابن تغرى بردى، الطبرى، إبراهيم بن القاسم الكاتب، ابن ظهيرة، ابن العميد، ابن إياس، ابن زنبل الرمّال، ابن أبوالسرور البكرى، جمال الدين الشيال، شهاب الدين أحمد بن عبدالله النويرى، القلقشندى، بيبرس المنصورى الدوادار، الإسحاقى، الجبرتى، على باشا مبارك.

- مقابر الحضارم اليمنيين الذين جاءوا فى الفتح الإسلامى لمصر ومَن تلاهم من أولادهم وأحفادهم مثل مقبرة بنى عبسون، ومقبرة الجارودى، ومقبرة الصدفيين، ومقبرة المادرانيين، ومقبرة الخولانيين، ومقبرة القضاعيين، ومقبرة بنى طعمة، ومدافن الفقاعى، ومقبرة العامريين، ومقبرة المعافريين، ومقبرة التجيبيين، ومقبرة بنى كندة، ومقبرة الكلاعيين، ومقبرة الغافقيين.

للإطلاع على النص الأصلي
73
0
مشاركة
حفظ

آخر الأخبار

أحدث الأخبار

    أحدث الفيديوهات