«كانوا أول فرحتى وعمرهم ما غابوا عن عينى، حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى حرمونى من ولادى، ذنبهم إيه أطفال أبرياء علشان يحصل فيهم كده».. كلمات رددها والد الطفلين «إسلام» 6 سنوات، و« رحيم» 5 سنوات، عقب إحالة أوراق المتهم بقتلهما إلى المفتى لأخذ الرأى الشرعى فى إعدامه، وحددت جلسة الدور الثالث من شهر مايو المقبل للنطق بالحكم، وإرجاء الحكم على المتهم الثانى فى القضية لذات الجلسة.

استرجع «السيد» عامل باليومية والد الطفلين تفاصيل تلك الواقعة التى شهدتها قرية كفر أيوب التابعة لمركز ومدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، والتى اهتزت لها مشاعر الإنسانية، قائلًا: أنا راجل أعمل باليومية ورزقنى الله بالطفلين إسلام ورحيم، كانوا أول فرحتى، وكانت والدتهم فى حالة وضع قيصرى، بعد أن رزقنى الله بمولود جديد، ويوم الواقعة اصطحبت والدتهم إلى الوحدة الصحية علشان نثبت المولود الجديد وأخدت معايا رحيم، وتركت إسلام مع ابن خالته يلعبان فى الشارع، ولما رجعت ذهبنا نتناول وجبة الإفطار مع بعض، وبعدها اولادى الاتنين نزلوا علشان يشتروا حاجات مرجعوش تانى. وأضاف الأب المكلوم: «فضلت أدور عليهم فى شوارع القرية وناس تقولى كانوا فى الشارع المقابل واختفوا بعدها، ولم أتوقع ولو للحظة أن الجيران لهم علاقة بتلك الواقعة، وفضلنا ندور عليهم طول اليوم دون جدوى، وبعدها قمنا بإبلاغ الشرطة التى انتقلت إلى القرية وأجرت تحرياتها، وفوجئنا بأن المتهمين هم جيران لنا أب ونجله رغم أنهم كانوا مشاركين لنا فى رحلة البحث عنهم، وبعدها تم العثور على أبنائى داخل جوال فى مياه ترعة بنطاق مركز أبو حماد، وكانوا حاضنين بعض، منهم لله حرمونى من نور عنيا حسبى الله ونعم الوكيل فيهم».

وقالت والدة المجنى عليهما: «منهم لله حرمونى من ضنايا اللى كانوا منورين عليا حياتى، دول عمرهم ما بعدوا عنى وكانت عينى عليهم فى كل حتة، وفى الأيام الأخيرة كنت تعبانة ومش بخرج من البيت بعد إجراء عملية ولادة قيصرية، ويوم الواقعة كنا بنجهز لسبوع المولود الجديد ولقيت عمتى بتسأل على الأولاد قولت لها إنهم خرجوا يشتروا حاجة من بره، وبعد سؤالها قلبى وجعنى عليهم فسألت جارتى قالت مش لاقيينهم فى الشارع، وفضلنا ندور عليهم فى القرية والقرى المجاورة على أمل نلاقيهم، وفى الآخر رجعولى فى كفن، حسبنا الله ونعم الوكيل فى نفوس انعدمت من قلوبها الرحمة علشان يرتكبوا هذا الجرم فى حق أطفال أبرياء».

تعود أحداث القضية لشهر سبتمبر من عام 2023، عندما تلقت الأجهزة الأمنية بالشرقية، إخطارًا يفيد ورود بلاغ بالعثور على جثة الطفلين «رحيم. الـ. ح» 6 سنوات، وشقيقه «إسلام» 5 سنوات، بمياه ترعة الإسماعيلية أمام كفر أبو نجم بمركز أبو حماد. تم نقل الجثتين إلى ثلاجة حفظ الموتى فى مستشفى القرين المركزى، والتحفظ عليهما تحت تصرف النيابة العامة، وتبين من التحريات الأولية أن الطفلين متغيبان عن منزل أسرتهما منذ أسبوع بدائرة مركز بلبيس، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة وملابساتها وكيفية حدوثها. كشفت التحقيقات وتحريات المباحث أن وراء ارتكاب الواقعة «محمد. ص. م» 65 عاما، موظف بالمعاش، ونجله «خالد» 33 عاما، عامل، مقيمان فى شارع مقابل لأسرة الطفلين المجنى عليهما، وذلك نظرًا لاعتياد الطفلين اللهو أمام مسكن الأول والتعدى عليه بالسب ورشقه بالحصى بحسب أقواله.

وتبين قيام المتهم الأول باستدراج الطفلين للمسكن بحجة مساعدته فى ملء إطارات دراجته الهوائية، وتمكن بتلك الوسيلة من إبعادهما عن أعين ذويهما والمارة لارتكاب جريمته، وقام بضربهما ووضعهما فى جوال، وساعده نجله المتهم الثانى فى نقل الجثتين على موتوسيكل، وإلقائهما فى مياه ترعة الإسماعيلية، وجرفهما التيار لمكان العثور عليهما.