المصري اليوم

2024-04-26 07:02

متابعة
تطور جديد فى اكتشاف ومتابعة «تكيسات المبيض»

بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية تعانى من 8 إلى 13٪ من النساء فى سن الإنجاب من متلازمة تكيسات المبيض (PCOS)، التى تعد مشكلة رئيسية من مشاكل الصحة العامة، كما أن حوالى 70٪ من الحالات المصابة لم يتم تشخيصهن، حيث تعد المتلازمة حالة هرمونية شائعة تصيب النساء فى سن الإنجاب، كما تبدأ أعراضها فى الظهور خلال فترة المراهقة.

تكيس المبيض

وتختلف أعراض تكيسات المبيض من حالة إلى أخرى، مع احتمال زيادة تأثيرها مع الوقت، وبحسب «الصحة العالمية»، تظهر خطورة متلازمة تكيس المبايض كونها السبب الرئيسى للعقم، وذلك نظرًا لأنها تتسبب فى عدم انتظام الدورة الشهرية، الذى عادة ما يكون مصحوبًا بنقص الإباضة مما يقلل من فرص الحمل بشكل كبير، ورغم خطورتها إلا أنه حتى الآن لم يتم التوصل إلى سبب الإصابة بها، إلا أن النساء اللواتى لديهن تاريخ عائلى أو المصابات بمرض السكرى من النوع الثانى أكثر عرضة من غيرهن فى الإصابة بها.

ونظرًا لكون 70% من النساء المصابات بتكيس المبايض لم يتم تشخيصهن ولا يدركن إصابتهن، فقد أكدت «الصحة العالمية» أنه يجب توافر عدد من العناصر، للمساهمة فى تشخيص الإصابة بتكيس المبايض، منها ظهور علامات تنبئ عن ارتفاع مستويات هرمون الذكورة، والذى يكشف عنه ظهور شعر زائد فى الوجه أو الجسم، إلى جانب الظهور الكثيف لحب الشباب، وأيضًا عدم انتظام الدورة الشهرية؛ مع التأكيد على ضرورة استبعاد الأسباب الأخرى التى تتسبب فى ظهور مثل تلك العلامات أولًا.

عبدالمنعم فوزى

كما يمكن تشخيص تكيس المبايض عن طريق المسح بالموجات فوق الصوتية، وبعض اختبارات الدم التى تساهم فى الكشف عن التغيرات فى مستويات الهرمونات، ومن ضمن تلك الاختبارات اختبار هرمون «AMH»، وهو اختبار دم، موجود فى عدد من معامل التحاليل الطبية فى مصر، كما ساهمت «روش العالمية» المتخصصة فى مجال المستحضرات الدوائية والحلول التشخيصية فى مصر، فى توفير أحدث نسخة من ذلك التحليل بالتعاون مع أحد المعامل الخاصة، ضمن التأكيد على أهمية التشخيص المبكر لمتلازمة تكيس المبايض، بدعم من الهيئة الأوروبية للخصوبة وأمراض الأجنة، وتم الإعلان عن ذلك خلال فعاليات المؤتمر الطبى المشترك بالإسكندرية وبحضور نخبة من الأطباء وخبراء الصحة والمتخصصين فى الرعاية الصحية.

وحول أهمية ذلك التحليل الذى تبلغ دقته 90% فى تشخيص متلازمة تكيس المبايض، أوضح الدكتور هشام صالح، أستاذ فى طب النساء والتوليد فى مستشفى الشاطبى الجامعى للنساء والتوليد، لـ«المصرى اليوم»، أن التحليل يعطى انطباعا دقيقا عن مخزون البويضات لدى السيدة، لافتًا إلى أن ذلك المخزون فى غاية الأهمية لاتخاذ قرارات متعلقة بعلاج الكثير من حالات العقم، أو الحقن المجهرى وأيضًا الحالات التى تحتاج إلى أدوية تنشيط، لافتًا إلى أن بعض الحالات لديها مخزون عالٍ جدًا من البويضات ويعانى جزء كبير من تلك النساء من تكيس المبيضين.

وأضاف أن هناك حالات أخرى لديها مخزون طبيعى أو قليل جدًا من البويضات، وكل فئة منهن لها مشاكلها وطرق علاجها، موضحًا أن التحليل وضع بشكل دقيق حدًا أعلى فى حالة تخطيه يتأكد أن السيدة لديها مخزون عالٍ من البويضات، وهو ما يزيد إلى جانب بعض الأعراض الأخرى من فرص تأكيد إصابتها بمتلازمة تكيسات المبيض، مشيرًا إلى أن التشخيص الدقيق يجنب التعامل مع الحالات بشكل خاطئ، فمثلًا السيدات التى تعانى من مخزون عالٍ من البويضات إذا تم إجراء تنشيط تبويض لهم، يصبحن معرضات لمشاكل خطيرة قد تؤدى إلى الوفاة.

كما أوضح الدكتور هشام صالح أن مميزات ذلك التحليل تتمثل فى أنه رقم محدد ومعروف وليس مجرد انطباع لدى الطبيب، كما تشمل المميزات أيضًا أنه لا يحتاج إلى خبرة ولا تقنيات أو مهارات متطورة، وإنما هو تحليل دقيق جدًا وبسيط، يتم إجراؤه فى المعمل، ويعطى مؤشرا دقيقا لتشخيص الحالات التى تعانى من مخزون عالٍ، لافتًا إلى أن الطرق الأخرى التى تساهم فى الكشف عن ذلك قد تحتاج إلى أجهزة سونار متطورة جدًا، وهو أمر غير متوفر داخل كل العيادات، وأيضًا خبرة كبيرة من الطبيب ليتمكن من تحديد الحالة بناء على شكل المبيض.

وفى حال كشف التحليل عن وجود مخزون عالٍ من البويضات فى المبيض يراعى الطبيب ذلك أثناء إجراء الحقن المجهرى أو حتى قبل توجيه المريضة إلى أدوية التنشيط، وهناك حالة أخرى يساعد فيها التحليل وهى عند الكشف عن وجود مخزون ضئيل من البويضات لدى السيدة التى تجرى التحليل، وفى هذا السياق، أوضح الدكتور هشام صالح أن ذلك يساعد الطبيب المعالج فى مراعاة خطة السيدة فيما يتعلق بالإنجاب، عند إجراء الحقن المجهرى، نظرًا لأن عدد البويضات يكون أقل من المعدل المطلوب، ليتم اللجوء إلى تجميد الأجنة بعدد كافٍ يتيح لها فرص الحمل فى عدد الأطفال الذى تريده حسب تقديرات المريض.

وأضاف أن طرق تشخيص تكيسات المبيض تطورت بشكل كبير، كما أن نسبة انتشاره بين السيدات فى سن الخصوبة 10%، ويعد تأخر واضطراب الدورة الشهرية وظهور علامات مثل الشعر الزائد، علامات تدفع السيدة إلى زيارة الطبيب المختص ليجرى فحوصاته، ومن ثم يقرر إذا كانت تعانى من تكيسات المبيض أم لا.

كما لفت إلى أن اعتبار تأخر الدورة الشهرية يبدأ عندما تتأخر لمدة تتجاوز الشهر ونصف الشهر أو شهرين أو 3 شهور، مشيرًا إلى أنها ليست علامة مؤكدة وإنما بعض الحالات التى تعانى من تكيسات المبيض قد تكون دورتها الشهرية منتظمة.

ونصح الدكتور أشرف أبوعلى، استشارى طب الإخصاب وعلوم الأجنة، واستشارى أمراض النساء والتوليد، بضرورة إجراء فحوصات الكشف عن تكيسات المبيض، خصوصًا فى حال ظهور أعراض غريبة، مثل عدم انتظام الدورة الشهرية، كما أشار إلى أن الضوابط الإرشادية الطبية تعتبر أن تأخر الدورة الشهرية بالنسبة للسيدات فى سن الإنجاب لمدة 90 يومًا فأكثر هو اضطراب واضح فى الدورة الشهرية يستدعى البحث عن السبب، وأيضًا أن تأتى الدورة الشهرية أقل من 8 مرات خلال العام، وأيضًا مجيئها فى مدة أقل من 21 يومًا أو أكثر من 35 يومًا، فجميعها حالات تشير إلى حالات اضطرابات واضحة فى الدورة الشهرية.

وحول طرق العلاج، أكد أهمية تحسين نظام الحياة واتباع نظام صحى بالنسبة لجميع السيدات، وخصوصًا اللاتى يعانين من تكيسات المبيض، وذلك من خلال ممارسة الرياضة لمدة تتراوح بين 4- 5 ساعات أسبوعيًا، وهو المعدل المطلوب لمن يرغب فى تقليل وزنه أو الحد من مقاومة الأنسولين، كما شدد على أهمية تقليل الوزن بالنسبة للسيدات اللاتى تعانين من تكيسات المبيض، بمعدل 5% فى أول شهر، و5% أخرى خلال الشهر الثانى.

ولفت إلى أنه ليس كل الحالات التى تعانى من تكيسات المبيض تعانى من وزن زائد، وإنما قد تعانى بعض السيدات بأوزان طبيعية من تكيسات المبيض أيضًا، وفى هذه الحالة تصبح ممارسة الرياضة ضرورة بالنسبة لهن أيضًا دون وضع خسارة الوزن فى الاعتبار.

وإلى جانب دور التحليل فى الكشف عن ومتابعة تكيسات المبيض، لفت الدكتور عبدالمنعم فوزى، نقيب أطباء الإسكندرية، إلى دوره فى متابعة الأورام قبل وبعد الجراحة، كما أشار إلى الدقة الكبيرة التى يتميز بها التحليل، وبالتالى اتخاذ قرارات دقيقة فيما يتعلق بالأدوية التى يحتاجها المريض أو حتى القرارات المتعلقة بالعمليات الجراحية، وتابع: «قبل ذلك كنا أحيانًا نرسل العينة إلى أكثر من معمل فنحصل على نتائج وقراءات متباينة بشكل كبير، أما التقنية الجديدة فهى دقيقة بشكل كبير ونتائجها متقاربة مهما اختلفت المعامل».

وحول طرق علاج متلازمة تكيسات المبيض، أوضحت منظمة الصحة العالمية أنه لا يوجد علاج لتلك المتلازمة، ولكن يمكن أن تخفف العلاجات التى يحددها الطبيب من تخفيف الأعراض، مشددة على أهمية استشارة الطبيب بالنسبة للنساء اللاتى يعانين من عدم انتظام الدورة الشهرية أو صعوبة الحمل أو فرط حب الشباب وزيادة ظهور الشعر.

مع الإشارة إلى الأهمية الكبيرة لتغيير نمط الحياة بالنسبة لمن تعانى من تكيسات المبيض، وذلك من خلال اتباع النظم الغذائية الصحية وممارسة التمارين الرياضية بشكل يساهم فى خفض الوزن والحد من خطر الإصابة بمرض السكرى من النوع الثانى.

كما قد تساعد حبوب منع الحمل فى تنظيم الدورة الشهرية والحد من الأعراض، وأدوية أخرى فى الحد من ظهور حب الشباب أو نمو الشعر غير المرغوب فيه، الناجم عن متلازمة تكيسات المبيض فى حالة توجيه الطبيب بذلك.

للإطلاع على النص الأصلي
47
0
مشاركة
حفظ

آخر الأخبار

أحدث الأخبار

    أحدث الفيديوهات