الفيوم - حسين فتحي:

محافظة الفيوم، واحدة من المحافظات الغنية بالآثار، التي لا تزال مجهولة للكثيرين، سواء داخل مصر أو خارجها.

ومن بين هذه الآثار، "أقدم طريق ممهد في العالم"، والذي يقع شمال بحيرة قارون، بالقرب من جبل "قطراني".

يعود تاريخ هذا الطريق الأقدم عالميًا إلى العصر القديم، أي قبل أكثر من أربعة آلاف وخمسمائة عام، ويبلغ طوله حوالي 11.5 كيلومتر. ويُعتبر الأول الذي تم تجهيزه لنقل كتل البازلت من قمة جبل قطراني إلى ميناء الشحن على السفن أو القوارب جنوبي غرب معبد قصر الصاغة.

يقول سيد الشورة، مدير عام الآثار سابقًا، إن هذا الطريق يُصنف كأول وأقدم الطرق الممهدة على مستوى العالم، وفقًا لما تشير إليه خريطة تعود إلى عام 1905 للجيولوجي العالم "هوى بدنل".

ويرجع سبب انقطاع هذا الطريق حاليًا إلى عوامل التعرية وتأثير الزمن، مما أدى إلى بقاء 14 جزءًا فقط منه.

ويضيف "الشورة" أن هذا الطريق تم إنشاؤه من الصخور البازلتية المحيطة به منذ البداية، والتي تقع بالقرب من محاجر البازلت في المنطقة.

ويلفت إلى أن المصريين القدماء استخدموا البازلت بالإضافة إلى الخشب المتحجر والحجر الرملي في بعض أجزاء الطريق.

ووفق مدير عام آثار الفيوم السابق، فإن هذا الطريق كانت له أفرع داخل محاجر البازلت القديمة، سواء في الجهة الشرقية أو الغربية، وتم بناؤه على أقرب مسافة بين جبل قطرانى وقصر الصاغة. ويؤكد أن أحجار البازلت التي تم نقلها عبر هذا الطريق استُخدمت في بناء أرضيات المعابد الجنائزية التابعة للأهرامات في المنطقة.

ويشير "الشورة" إلى أن جبل البازلت لا يزال موجودًا في محيط قطراني شمال بحيرة قارون، ويبعد حوالي 10 كيلومترات غربيًا عن الطريق الإقليمي الذي يربط الفيوم بمحافظة الإسكندرية.