لم تدم حيرة والد «طفل شبرا الخيمة» كثيرًا، حين خرج الصغير من منزله وأختفى في ظروف غامضة، لنحو 3 أيام، إذ أرشده مالك مقهى إلى «كهربائي» يعرف محل سكن شخص يُدعى «طارق»، أظهرته كاميرات المراقبة مع الطفل قبل تغيبه عن الأنظار.
الفاجعة، حسب والد الطفل صاحب الـ15 عامًا، أمام جهات التحقيق، أنه اشتم رائحة كريهة تنبعث من الشقة التي يستأجرها «طارق»- قهوجي- والكائنة بدائرة قسم ثانِ شبرا الخيمة، وبدخولها اكتشف جثمان ابنه مذبوحًا ومفتوح من الصدر والبطن، مشيرًا إلى أن العامل بالمقهى كان يغري الابن بالحلوى والنقود.
قبل القبض على مرتكب الجريمة، كشف والد الطفل «أحمد محمد» تفاصيل اختفاء ابنه حتى العثور على جثمانه وسبب الاشتباه في «القهوجي».
وإلى نص التحقيقات التي ينفرد «المصري اليوم» بنشرها بالمستندات.
اسمي: محمد مسعد محمد إبراهيم
س: ما هي صلتك بالمتوفى إلى رحمة الله تعالى؟
ج: هو ابني، ويدعى أحمد محمد مسعد محمد، عنده 15 سنة، عامل ومقيم معى بذات العنوان سالف الذكر.
س: وما تفصيلات بلاغك؟
ج: اللي حصل إن ابني المتوفى المدعو أحمد محمد مسعد محمد، قد تغيب وخرج من منزلى يوم 15 إبريل 2024 وقمت بالبحث عنه في كل مكان، وققمت بعدها بتحرير محضر تغيب بقسم ثانِ شبرا الخيمة وبمراجعة الكاميرات بالشارع سكني شاهدت نجلي المتوفى بصحبة المدعو «طارق» واللي شغال قهوجي بقهوة في خالد العدينى أمام البيت سكنى وبسؤال صاحب القهوة أعطانى بطاقة الرقم القومي للمدعو «طارق» وقمت بتسليمها للقسم بعدها أبلغنا المدعو «خالد» بأنه في كهربائي يعرف طريقة شقة المدعو «طارق» وذهبنا معه إلى العنوان اللي فيه الشقة وجدنا قفل على باب الشقة ومشينا وبعدها رجعنا تاني ندور على ابنى وشميت رائحة كريهة تنبعث من داخل الشقة وقمنا بمساعدة ابن صاحبة البيت بفتح الباب الخارجي بالشقة فوجدت ابني موجود وملقي على السرير عاري الجسد ومذبوح ومتوفى وقمنا بإبلاغ القسم.
س: متى وأين حدث ذلك؟
ج: الكلام ده يوم 15 إبريل 2024، وتم عمل محضر تانى يوم باختفاء ابنى بتاريخ 16 إبريل 2024، ومحضر باكتشاف الجثة بالعنوان سالف الذكر يوم 18 إبريل 2018.
س: أمام من حدث ذلك؟
ج: أمام الجيران والناس بالشارع.
س: وهل توجد ثمة خلافات سابقة بينك وبين المشكو في حقه؟
ج: لا.
س: وما هي صلتك بالمشكو في حقه المدعوى «طارق»؟
ج: هو كان شغال في القهوة اللي بجوار سكني، وكان مصاحب ابني، وبيجيب له الشيبسي والحلويات وبيعطيه النقود.
س: وما هي الآلية التي أدت إلى وفاته تلك ومن أحدثها؟
ج: هو مذبوح من الرقبة ومفتوح الصدر والبطن وبالذارع الأيمن واللي أحدثها المدعو «طارق» ومش عارف أحددها إزاي.
س: وهل تشتبه في الوفاة جنائيًا؟
ج: أيوة.
س: وهل تتهم أحد في إحداث وفاة نجلك؟
ج: أيوة المدعو «طارق»، ومعرفش إن كان لوحده أو معاه آخرون، واتخذت اللازم قانونيًا لاستخراج تصريح الدفن لنجلي.
وكانت النيابة العامة، في 25 إبريل الماضي، كشفت تفاصيل التحقيقات في القضيَّة رقم 1820 لسنة 2024 إداري قسم أوّل شبرا الخيمة، بشأن العثور على جُثمان طفل يبلغ من العمر خمسة عشر عامًا بإحدى الشُقَقِ السكنية المُستأجرة.
وأوضحت التحقيقات، أن المتهم أقدم على استدراج طفل آخر بعدما أنهى حياة الطفل "أحمد"، ليحصل على مبلغ 5 ملايين جنيه المتفق عليه من المحرض المقيم بدولة الكويت، إلا أنه تم ضبطه قبل قيامه بذلك.
وتأكدت النيابة العامة، أنها لم تعثر بمعاينتها على أية تجهيزات طبية تشير إلى أن المقصود هو تجارة الأعضاء البشرية، لكن التحريات أسفرت عن معرفة المتهم المصري المقيم بالكويت الذي استخدم في ارتكابها هاتفًا محمولًا مزودًا بشريحة اتصال يملكها والده.
تابع بيان النيابة، أنه بناء على تعليمات النائب العام، اضطلعت إدارة التعاون الدولي بمكتبه بالاتصال بالجهات المختصة بدولة الكويت والإنتربول الدولي؛ أسفرت عن ضبط المتهم ووالده، وما بحوزتهما من أجهزة إلكترونية، وجرى ترحيلهما إلى مصر؛ فباشرت النيابة العامة استجوابهما وصولاً لأسباب ارتكاب الجريمة.
وأقر المتهم الأول الذي جاوز الخامسة عشرة من عمره- أنه من أوعز لمرتكب الجريمة بارتكابها على نحو ما ورد بإقراره، قاصدًا من ذلك الاحتفاظ بالمقاطع المرئية لواقعة قتل الطفل المجني عليه والتمثيل بجثمانه، حتى تسنح له فرصة بيعها ونشرها عبر المواقع الإلكترونية التي تبثها مقابل مبالغ مالية طائلة. كما قرر أنه سبق وأن قام بهذا الفعل في مراتٍ سابقة، وجارٍ التحقق من صحة ذلك عن طريق فحص الأجهزة الإلكترونية الخاصة بالمتهم ووالده الذي ضبط معه وأنكر صلته بتلك الوقائع، وجارٍ استكمال التحقيقات.
