انتظار معرفة نوع الجنين من أكثر الأمور المشوقة للزوجين، وبالأخص للأم التي تكتمل سعادتها إذا ما وافق نوع الجنين رغبتها. وفي كثير من الأحيان، تشعر الأم بالتوتر قبل معرفة نوع الجنين، وتصيبها حالة من الحزن إذا ما اكتشفت حملها بنوع جنين غير الذي كانت ترغب فيه.
وبالرغم من أن الأمر هو قَدر في المقام الأول، فإن رغبات الأم الحامل قد لا تخضع للمنطق خاصةً مع تغير الهرمونات بالجسم، الأمر الذي يجعلها أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، وتتردد في كثير من صفحات الدعم النفسي أو على مسامع الطبيب هذه الجملة: أنا حامل ببنت وكنت أريد ولدًا ونفسيتي متعبة: ما الحل؟ لا تقلقي بعد قراءة المقال يمكنك تخطي الأمر.
متى يمكنكِ معرفة نوع جنينك؟
يمكنكِ معرفة نوع الجنين في الفترة من الأسبوع السادس عشر إلى الأسبوع العشرين من الحمل، من خلال فحص الموجات فوق الصوتية (السونار) على البطن، وقد تتأخر معرفة نوع جنينك من أسبوع إلى أسبوعين بعد هذه الفترة إذا ما كان وضعه مقلوبًا فلا تظهر أعضاؤه التناسلية بوضوح للطبيب.
ماذا تفعلين إذا كان نوع جنينك مخالفًا لرغبتك؟
سواء كنتِ تريدين صبيًّا واكتشفتِ حملك بفتاة أو العكس، ففي النهاية هي أمور قدرية لا يمكن التحكم فيها، ولكن اضطراب الهرمونات وارتفاع نسبة الإستروجين لديكِ الآن يجعلكِ أكثر حساسية وتفقدين القدرة على السيطرة على مشاعرك، وهو ما قد يسبب لكِ الإصابة باكتئاب الحمل ويؤثر على صحتك وصحة جنينك.
أنا حامل ببنت وكنت أريد ولدًا ونفسيتي متعبة: ما الحل؟
1. اتركي لنفسك مساحة من الحزن
لا تحاولي كبت مشاعرك أو التظاهر بغير ما تشعرين به، فهذا الأمر يحول مشاعرك السلبية إلى فقاعة كبيرة ستنفجر في النهاية وتسبب مشكلات لكِ ولمن حولك. اتركي لنفسك مساحة من الوقت تطلقين فيها مشاعر الحزن والغضب، ولكن حاولي ألا تطول هذه الفترة حتى لا تصابي بالاكتئاب.
2. اقرئي عن تجارب الآخرين
إذا كنتِ حاملًا في بنت وكنتِ تريدين ولدًا، فحاولي القراءة حول تجارب الأمهات الأخرى مع الفتيات وأهم المشاعر المميزة في إنجاب بنات أو العكس، ولا تتقيدي بأفكار تقليدية مسبقة مثل أن البنات هن الأقرب للأب أو الأولاد هم الأكثر عنفًا، فلكل شخص تجربته المميزة والخاصة جدًا.
3. تحدثي مع نفسك
تحدثي مع نفسك حول سبب رغبتك الشديدة في فتاة أو صبي، فبعض الأمهات يرغبن في صبي كنوع من التعويض عن فقدان الأب أو إهمال الزوج أو الحاجة للشعور بالأمان الذي قد يمثله وجود صبي.
وعلى العكس، بعض الأمهات يفضلن الفتيات، خاصةً إذا كانت الأم طفلة وحيدة، فهي ترغب في صديقة أو أخت في صورة طفلتها، أو كتعويض عن نقص لمشاعر الحنان الذي قد تتخيل الأم أنها لن تجده إلا مع إنجاب فتاة.
اكتشفي السبب الحقيقي وراء رغبتك الشديدة في نوع طفل معين، فربما هو انعكاس لمشكلة نفسية تمرين بها وتحتاجين لرأي متخصص ليساعدكِ على تخطيها.
4. تحدثي مع زوجك أو أقاربك
الدعم النفسي مهم جدًّا للحامل خاصةً في هذه الفترة التي تكتشف فيها نوع الجنين، تحدثي مع زوجك أو صديقتك المقربة حول شعورك بخيبة الأمل وعن مشاعرك السلبية، فمشاركة الآخرين سيخفف عنكِ بالتأكيد ما تمرين به.
5. تخيلي حياتك مع مولودك القادم
إذا كنتِ بالفعل صنعتِ بعض التخيلات والتوقعات حول مولودك القادم وشكل حياتكما معًا، فيمكنكِ الآن تغييرها ومحاولة خلق بعض الأفكار السعيدة حول جنينك بعد اكتشاف نوعه، مثل كيف ستقضين يومك معه؟ وكيف ستحتفلين بقدومه؟ فالأفكار السعيدة ستغير حالتكِ المزاجية بالتأكيد.
ابدئي بشراء الملابس والألعاب، فشراء احتياجات المولود من الأمور التي تمنح الأم طاقة إيجابية وتشعرها بالسعادة، كذلك ابحثي عن أسماء لطفلك بعد تحديد نوعه، ويمكنكِ البدء في التحدث معه باسمه الجديد ومتابعة ركلاته واستجابته لخلق تواصل بينكما في فترة الحمل.
6. التكيف هو جزء من الأمومة
خلق توقعات بصفة عامة حول فكرة الأمومة من الأمور الخاطئة التي تقع فيها معظم الأمهات، والتكيف من الصفات التي تساعدك على تقبل حياتك الجديدة بعد قدوم المولود. والحياة مع توقعات ثابتة حول نوع المولود وطريقة التعامل معه فيما بعد، أو كيف سيكون سلوكه أو عاداته أمر غاية في الصعوبة، والتكيف مع نوع طفلك وعاداته هو أمر مهم لتحققي النجاح في حياتك كأم.
7. اجعلي يومك مليء بالإيجابيات
النصف الثاني من الحمل يكون أكثر إرهاقًا على الأم سواء من الناحية الجسدية أو النفسية مع زيادة الوزن والتوتر الناتج من اقتراب موعد الولادة، لذا لا تجعلي معرفتك لنوع الجنين تزيد من الضغوط النفسية عليكِ. املئي يومك بالإيجابيات ومارسي هواياتك التي تتناسب مع حملك، كالرسم والاستماع إلى الموسيقى، واشغلي وقتك بأشياء تجعلكِ سعيدة حتى لا يسبب لكِ التفكير في نوع الجنين الشعور بالإحباط.
8. لا تشعري بتأنيب الضمير
شعورك بالإحباط تجاه نوع جنينك قد يصيبك بالإحساس بالذنب أو تأنيب الضمير أو يشعركِ بأنكِ أم سيئة، وهذا غير حقيقي تمامًا فتغير الهرمونات بجسمك هو المسيطر على مشاعرك ونظرتك للأمور في هذه الفترة، وبعد رؤيتك لطفلك ستتغير الأمور كليًّا وستختبرين مشاعر الأمومة التي من شأنها طرد كل الأحاسيس السلبية الأخرى.
الأطفال نعمة من الخالق، حاولي ألا تسيطر رغبتك في إنجاب صبي أو فتاة عليكِ وتسبب لكِ الشعور بالحزن إذا ما اكتشفتِ حملك بنوع آخر، تحدثي مع الأمهات اللاتي مررت بتجربتك وشاركيهم مشاعرك، ولا تجعلي الاضطراب العاطفي فترة الحمل يفقدكِ الاستمتاع بهذه الفترة المهمة من حياتك.