مؤشر ضبط الوقت، كان يشير لـ12 بعد منتصف الجمعة الماضي، هدوء يطبق على الحى الهادئ بحدائق 6 أكتوبر، ومعه دلف شابان إلى عمارة رجل على المعاش وانصرفا يحملا شاشة تلفزيون وحقيبة داخلها ما استوليا عليه من شقة صاحب الـ70 عامًا، لكن سرعان ما تبدلت الأحوال عقب صراخ حارس العقار «إلحقونى.. البيه مقتول ومتكتف».

تفاصيل مقتل مٌسن في حدائق أكتوبر

دقائق معدوات ووصلت قوة من مباحث قسم شرطة حدائق أكتوبر، يتقدمها المقدم محمد نجيب، رفقتها عناصر الأدلة الجنائية إلى المنطقة، وسرعان ما حضرت سيارة إسعاف لنقل جثمان «العجوز» إلى ثلاجة حفظ الموتى في المستشفى تحت تصرف النيابة العامة التي أخطرت بالواقعة، والتي استهلت تحقيقاتها بالانتقال إلى مسرح الجريمة حيث تبين وجود آثار تعذيب وتعدِ بآلة حادة على جسد المجني عليه وتغطية وجهها بملابسه الداخلية، بما أشار إلى أن الضحية كان في «علاقة مشبوهة»، لاسيما وأن «كارت الفيزا» خاصته اختفى، وتبينّ عدم العثور على تليفونه المحمول وأمواله.

المعاينة دلت على عدم وجود آثار كسر في الشقة محل الجريمة، بما يُدل على أن دخول مرتكبي الواقعة إليها كان بطريقة عادية، فأمرت النيابة الأدلة الجنائية برفع الآثار البيولوجية والبصمات الموجودة، خصوصًا بقع الدماء الغزيزة التي عثر عليها.

كثفت الشرطة من تحرياتها بإشراف العقيد مروان مشرف، مفتش المباحث، ولم تمر 73 ساعة حتى نجحت في القبض على شابين، أحدهما «عاطلًا»، إذ تتبعت خط سيرهما من خلال فحص كاميرات المراقبة ورصد المكالمات الهاتفية للمجني عليه، والتي تبين من خلالها تعرفه على الشابين واتصاله عليهما يوم الجريمة للاتفاق على إقامة علاقة شاذة بينهم.

اعترافات المتهمين

المتهمان، قررا في اعترافاتهما، أنهما «خدناه على قد عقله»، وحين وصلا إلى شقة المجني عليه باغتاه بضربات قاتلة، حتى لا يستغيث بجيرانه أو يصدر صراخًا، وكنوع من إهدار كرامته جردناه من ملابسه الداخلية وكتمنا بها أنفاسه قبل أن يلفظ أنفاسه متأثرًا بالإصابات التي لحقت به، وإلى ذلك استولينا على شاشة تلفزيون حافظة نقوده ومبلغ مالي قدره 115 ألف جنيه.