الثانية عشر ظهرًا داخل مبني محكمة الأسرة بالجيزة وتحديدا أمام باب قاعة المحكمة التي تنظر دعوي النفقة المقامة من ربة منزل ضد طليقها (رجل أعمال)، بعد مرور 5 سنوات على إتمام إجراءات الطلاق، وقفت مقيمة الدعوي تنتظر هيئة محكمة الأسرة تعتلي المنصة لنظر دعواها، عيناها تتلفت في أرجاء المكان وكأنها تقول «ماذا أتي بي إلى هنا ؟»، تنظر في وجه المتواجدين حولها ثم تعود عيناها بسرعة البرق تنظر لطفلها الممسك بيدها ولسان حال صمتها يريد أن يقول: «أسفة يا صغيري أنني أتيت بك إلى هنا».

أثناء تواجد «المصري اليوم» داخل محكمة الأسرة تحدثت إلى المدعية وسألتها: إنتي عندك قضية النهاردة؟ قضيتك إيه خلع ولا طلاق؟ كأنها غريق وجد من ينتشله من الغرق، ردت بسرعة ودون تفكير: لأ أنا رافعة قضية نفقة، ماتعرفيش تساعديني بالله عليكي وتعرفي أنا قضيتي إمتي وهمشي من هنا بعد قد إيه؟.

اصطحب «المصري اليوم» صاحبة الدعوي إلى سكرتير جلسة محكمة الأسرة الذي أجابها عن كل إستفسارتها وأوضح لها المتاح من معلومات بشان دعواها.

لم تنتظر المدعية أن نسألها عن تفاصيل دعواها أمام محكمة الأسرة ، وبدأت من نفسها تحكي كيف ولماذا وصلت بـ«خلافها الزوجي» إلى المحكمة؟ وما هي قصتها التي حوتها أوراق الدعوي أمام محكمة الأسرة.

وقالت المدعية داخل محكمة الأسرة : أنا اطلقت من حوالي 5 سنين وكان إبني لسه يدوب عنده سنتين بعد جواز استمر 3 سنين، جوزي راجل مبسوط وعيلته أغنيا الفلوس مابتفرقش معاهم، لكن خلافات كتير بيني وبين جوزي وصلتنا لطريق مسدود وماكنش قدامنا غير الطلاق بعد ما فشلت كل الحلول لمشاكلنا اللي كانت مابتخلصش.

الطلاق تم بالتراضي واتفقنا ودي على إنه يتحمل نفقة إبننا بالكامل وفعلا طول السنين اللي فاتت مافيش شهر اتأخرت النفقة أو ما دفعهاش في ميعادها، لغاية من 7 شهور الحال اتبدل وكل حاجة إتغيرت- هكذا أوضحت المدعية وذكرت في دعواها أمام محكمة الأسرة .

وتضيف: طليقي تزوج من حوالي سنة وعرفت كمان إنه خلف ولد من كام شهر، وهم يدوب 3 شهور بعد الجواز اللي دفع فيهم النفقة وبعدها إنقطعت تماما، الأول كان بيقوللي حجج كتير وأسباب كتير، لغاية ما عرفت من صديق مشترك بين أسرتي وبين طليقي إن مراته الجديدة هي السبب وإنها ضغطت عليه إنه يقلل مبلغ النفقة اللي بيدفعه, مش كده وبس ده هو فكر إنه لما يمنع النفقة كذا شهر ورا بعض أنا كده ممكن أتنازل عن المبلغ اللي كان بيدفعه وأرضي بأقل منه، في مقابل إنه ما يقطعش النفقة خالص، ودي كانت خطته هو ومراته الجديدة.

وتابعت المدعية: بعد مواجهته باللي عرفته، وجرأته في الاعتراف بإنه فعلا كان عاوز كده وطلبه مني بشكل مباشر إني أقبل بمبلغ نفقة أقل، كان كفيل إني أرفع قضية أطلب فيها نفقة إبني وعندي شهود كتير هيشهدوا قدام محكمة الأسرة باللي كان بيدفعه واللي عاوز يدفعه دلوقتي بعد ما إتجوز.