كتب- أحمد جمعة:
بينما تدنو الانتخابات الأمريكية من ساعاتها الحاسمة مع فتح مراكز الاقتراع صباح الثلاثاء (بالتوقيت المحلي)، تبرز منافسة حادة بين المرشحين دونالد ترامب وغريمته كامالا هاريس والتي جذبت الاهتمام العالمي أجمع، في حين خفتت التغطية على 3 مرشحين أخرين يتنافسون جنبًا إلى جنب مع أقطاب الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
يعتقد كثير من المراقبين، أنه على الرغم من ابتعاد المرشحين الثلاث عن نيل ثقة الأمريكيين، إلا أنه في خضم التقارب الكبير بين حظوظ ترامب وهاريس والذي قد تحسه آلاف الأصوات فقط بالولايات المتأرجحة، يكون لهؤلاء المرشحين ربما دور في التأثير على النتائج النهائية لتلك الانتخابات.
لكن تبقى عقبة أمام هؤلاء المرشحين، كونهم لم يتخطوا القواعد المطلوبة للظهور على بطاقات الاقتراع في الولايات الأمريكية الـ 50 مجتمعة، إذ تفرض قوانين بعض الولايات إجراءات صارمة أمامهم لجمع عدد كبير من التوقيعات، والتسجيل المبكر بهذه الانتخابات.
من هم الـ 3 مرشحين؟
كورنيل ويست (مستقل)
ويست هو أكاديمي شهير وأستاذ جامعي وينظر إليه على أنه ليس غريبًا عن الحملات الانتخابات، لكن هذه هي المرة الأولى التي يترشح فيها منافسًا لأقطاب الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
كان ويست داعمًا نشطًا لباراك أوباما في حملته عام 2008، ثم تحول لدعم السيناتور بيرني ساندرز في عامي 2016 و2020، قبل أن يتخلى عن الحزب الديمقراطي عندما أعلن عن حملته العام الماضي.
نظرًا لخبراته المحددة كمرشح في الانتخابات الرئاسية وليس مساندًا، واجه ويست صعوبة في إيجاد مكان له في سباق 2024؛ حيث قام بتغيير انتماءاته الحزبية مرتين ويعاني من محدودية التمويل لدعم ترشيحه غير المضمون.
وبدأ الأكاديمي الأمريكي حملته الانتخابية في يونيو 2023 عن حزب "الشعب"، بيد أنه سرعان ما حوّل وجهته لحزب الخضر، قبل أن يغادره مجددًا ليستقر على خوض المنافسة مستقلًا.
وجرى إدراج "ويست" في بطاقات الاقتراع بـ 13 ولاية أمريكية فقط، من بينها ميشيغان.
شارك ويست بشكل متكرر في الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ووجد قاعدة دعم بين الغاضبين من الصراع، كما باتت رسالته تلقى صدى لدى الناخبين الشباب والجالية الكبيرة من الناخبين الأمريكيين العرب في ميشيغان المتأرجحة.
يحاول ويست التواصل مع هذه المجتمعات، التي دعمت بايدن في عام 2020 ولكن قد تتراجع عن دعمه بسبب سياسته تجاه الحرب في غزة ولبنان.
جيل شتاين (حزب الخضر)
تدخل "شتاين" الانتخابات الراهنة للمرة الثالثة في حياتها السياسية التي تقترب إليها بصفتها "طبيبة وناشطة بيئية"، كان آخرها في العام 2016 حينما خاضت المنافسة ضد دونالد ترامب وهيلاري كلينتون، وحصدت نحو 1 % من مجموع الأصوات حينها.
وصفتها مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، بأنها "مُفسدة للأصوات" خاصة في انتخابات 2016، والتي كانت نسبة أصواتها أكبر من هامش فوز ترامب في الولاية المتأرجحة، في حين يُنظر إلى عودتها إلى بطاقة الاقتراع الجاري على أنها تهديد للديمقراطيين مجددًا.
وتعلم الحزب الديمقراطي الدرس، حيث نجح في عام 2020، برفع دعوى في ولاية "بنسلفانيا" المتأرجحة لإزالة حزب الخضر من بطاقة الاقتراع، مما أدى إلى إزالة خيار بديل كان متوقعًا أن يضر بإجمالي أصوات جو بايدن.
تقود شتاين حملة الحزب لدعم حق الوصول إلى بطاقات الاقتراع وتعزيز أولويات الحزب لحماية البيئة، وعلى الرغم مما أثير بشأن دورها في إبعاد "كلينتون" عن البيت الأبيض، لم تتأثر، وعادت إلى الساحة السياسية مجددًا.
جرى إدراج "شتاين" في بطاقات الاقتراع بـ 32 ولاية بينها بنسلفانيا.
تشيس أوليفر (الحزب الليبرتاري)
في مايو من العام الجاري، حسم الحزب الليبرتاري الأميركي اختياره، بإعلان المرشح السابق لمجلس الشيوخ في جورجيا، تشيس أوليفر، مرشحاً رئاسياً له، بعد استبعاد المرشح المستقل روبرت إف كينيدي جونيور.
أصبح أوليفر مرشح الحزب الليبرتاري بعد 7 جولات تصويت في المؤتمر الوطني مع وعود بتوسيع الحزب في جميع الولايات الخمسين، في الوقت الذي تركز حملته على استقطاب الشباب الذين قد يجذبهم موقفه المناهض للحرب من خلال الجامعات ومنصات وسائل التواصل الاجتماعي.
اشتهر بفرضه جولة الإعادة في سباق مجلس الشيوخ في جورجيا لعام 2022 التي فاز به الديمقراطيون في النهاية، لكنه حصل على 2% من الأصوات.
وجرى إدراج "أوليفر" الذي يدنو من 40 عاما، في بطاقات الاقتراع بـ 42 ولاية بينها جورجيا المتأرجحة.
ورغم أن قاعدة الحزب الليبرتاري صغيرة نسبيًا، إلا أن الناخبين يعرفون "أوليفر" من خلال ترشحه لمجلس الشيوخ وقد يستمر في جذب الناخبين الذين لا يثقون في الحزبين الديمقراطي والجمهوري.