حصلت «المصرى اليوم» على نص التحقيقات بواقعة ذبح طفلة تبلغ من العمر سنتين، على يد والدها «فلاح»، «مدعى النبوة»، وأن رسائل جاءت لتبلغه بأنه نبى، كما تكلمه العصافير، وقد جاءته الإشارة بقتل ابنته قمر بعزبة التحرير فى ديروط الشريف بأسيوط، وهو ما تم بطريقة انتقامية، حيث أقبل الأب على خنقها بشال أبيض، وكتم أنفاسها، لكنها لم تمت، فأتى بسكين من المطبخ وذبحها من رقبتها.
واعترف المتهم فى التحقيقات بقتل ابنته «قمر عماد ماهر»، عمدا مع سبق الإصرار، وقال: «اللى حصل إن جاتلى رسالة من رمضان اللى فات إنى أنا نبى، إن القتل فى فلسطين ده غضب من ربنا، والعصافير كانت بتكلمنى، وناس كتير كانوا عاوزين يموتونى أنا وعيالى، لكن ربنا نجانى، وبعدين جاتلى إشارة إن لازم حد يموت، وإنى أقتل ابنى ومراتى، لكن أنا مرضيتش، وبعدين جاتلى رسالة تانى إنى لازم بنتى قمر تموت».
وتابع المتهم قائلا: «فى يوم الواقعة، الساعة ٨ الصبح، بنتى قمر كانت نايمة فى الأوضة، وأنا كنت لسه صاحى من النوم، فرحت علی بنتی وهى نايمة على ظهرها، وأنا كان معايا شال أبيض وحاولت أخنقها بالشال وأكتم نفسها، لكن هى ماماتتش، وبعدين رحت جبت السكينة من المطبخ ودبحتها من رقبتها».
وعن عمله، قال فى التحقيقات: أنا أعمل بعدة مهن مختلفة، منها عامل باليومية، ثم بائع سمك بسوق العبور، ومهن أخرى كثيرة. ولم يتمكن المتهم من ذكر أسماء أبنائه، قائلا: «عندى ولاد كتير، بس مش فاكر أساميهم دلوقتى».
واعترف المتهم بقتل ابنته، وبتعاطيه المواد المخدرة، وقال: «كنت بشرب حشيش وشابو، عادى زى أى واحد لما أكون مخنوق، ولكن وقت ما قتلت ابنتى، مش فاكر كنت شارب مخدرات ولا لا، لكنى معنديش أى أمراض نفسية، وماتعرضتش على أى مستشفيات نفسية ولا عصبية، وزى ما قلت قبل كده، جاتلى إشارة إن لازم حد يموت، وإنى أقتل ابنى ومراتى، لكن أنا مرضيتش، وبعدها جت رسالة تانى إن لازم بنتى قمر تموت».
صورة ضوئية من تقرير الطب النفسى
«منذ متى تأتيك تلك الهواجس على وجه التحديد؟».. سؤال أجاب عنه «مدعى النبوة»، وقاتل ابنته فى أسيوط، خلال التحقيقات، قائلا: «من فترة كده من قبل رمضان، بس مش فاكر من إمتى بالظبط».
وللمرة التانية، بعترف إنى قتلت بنتى بس مش بعانى من أى أمراض نفسية، ومعنديش أى سوابق جنائية مسجلة، ولم يتم ضبطى فى أى قضايا مماثلة».
وخلال التحقيقات، قال الرائد يحيى حافظ، ٣٥ سنة، معاون مباحث مركز شرطة ديروط، أمام النيابة العامة، وبناء على البلاغ الوارد من الأهالى، بقيام المتهم بارتكاب الواقعة، موضحا: «وردت إلينا معلومة من أحد مصادرنا السرية بتواجد المتهم (عماد.م.م) أمام مسكنه، فقمت على الفور بالانتقال، لضبطه، وبتمشيط مكان جلوسه عثرت على سلاح أبيض، وأثناء ذلك حضر لى شقيق المتهم جمال ماهر، وقرر لى بأن شقيقه المتهم يعانى من مرض نفسى وقدم لى إحدى الروشتات الطبية التى تفيد بذلك وعليه قمت بالتحفظ على المتهم والسلاح الأبيض وروشتة العلاج واصطحاب شقيقه».
وقال جمال ماهر، ٣٨ سنة، عامل عادى، شقيق المتهم: «أخويا عماد تعب نفسياً بعد ما ساب الشغل فى القاهرة وقعد معانا فى البلد، وكان بيعمل عملية حصوة فى الكلى وبدأت تصرفاته تبقى غربية وبيقول إن أنا إله وأنا نبى، وبقى يكسر فى حاجة البيت ويحرق فى هدومه وبتجيله هلاوس إن فيه ناس حواليه بيكلموه فأخدناه على دكتور مخ وأعصاب فى ديروط، وكشف عليه وقالنا إن عنده انفصام فى الشخصية، وكتب له علاج، وكان بيرفض ياخد العلاج، وكان كل شوية بيزعق لنا ويقول إبعدوا عنى، أنا نبى من عند ربنا والإشارات بتجيلى كل شوية، وعرفنا إن فيه دكتور نفسى فى المنيا عنده مصحة، وقررنا نعرضه عليه، ولكن الصبح صحينا على صويت والناس بتقول إن عماد أخويا قتل بنته قمر ودبحها بالسكينة وده اللى حصل».
وجاء فى تقرير طبى نفسى وعقلى بالقضية رقم 3503 لسنة 2024 إدارى مركز ديروط، والمقيدة برقم 644 لسنة 2024 حصر تحقيق، ضد المتهم لإيداعه للفحص بإدارة الطب النفسى الشرعى وإعداد تقرير طبى نفسى وعقلى عن حالته، ومدى مسؤوليته الجنائية بالقضية المذكورة.
وتشكلت لجنة ثلاثية من الدكتور محمد نصر الدين صادق، أستاذ الطب النفسى، بجامعة القاهرة رئيساً، والدكتور أحمد محمد عبد الرحمن، استشارى الطب عضواً، والدكتورة حسناء أحمد محمد شاهين، استشارى الطب النفس عضواً»، وثبت للجنة الفحص أن المتهم لا يعانى من أى أعراض دالة على وجود اضطراب عقلى أو نفسى فى الوقت الحالى أو وقت ارتكابه الواقعة محل الاتهام يفقده أو ينقصه الإدراك والاختيار وسلامة الإرادة والتمييز والحكم الصائب على الأمور ومعرفة الخطأ من الصواب، مما يجعله مسؤولاً عن الاتهام المسند إليه طبقاً للمادة (62) من قانون العقوبات.