تستدعى الأهمية التاريخية للمدينة والمحجر الرومانى «مونس كلوديانوس»، فى سفاجا، اتخاذ إجراءات عاجلة لحمايتها، بحيث ينتظر العاملون بالسياحة والآثار صدور قرار من رئيس الوزراء لضمها إلى المناطق الأثرية المحمية، وذلك منذ ٦ سنوات، حيث قدم المجلس الأعلى للآثار مذكرة بضم ٣ مناطق على مساحة تصل إلى ٢٦٠ فدانًا، ويأمل العاملون فى مجال السياحة والآثار أن يتم تنفيذ خطط الحماية وتطوير المنطقة وصدور قرار رئيس الوزراء، بما يعزز من موقعها كأحد أهم مقاصد السياحة الأثرية فى مصر، ويوفر موارد مالية تدعم الحفاظ على هذا الموقع الفريد.
وأكد النائب محمد الدابى، وكيل لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشيوخ، أن المدينة والمحجر الرومانى من أهم مواقع التراث الرومانى فى مصر، ورغم اكتشافها منذ ١٩٦ عامًا، إلا أن المدينة ظلت بلا حراسة أو سياج يحميها من التعديات طوال السنوات الماضية، وإعلان ضمها للمناطق الأثرية سيحميها ويمنع أى تعديات على مكوناتها.
جانب من آثار «مونس كلوديانوس»
جانب من آثار «مونس كلوديانوس»
وأضاف الدابى أن ضم مدينة «مونس كلوديانوس» إلى قائمة المناطق الأثرية سيسهم فى تأمينها، ما يجعلها مؤهلة لتكون ضمن برامج السياحة الأثرية، الأمر الذى يجذب الزائرين ويعزز من موقعها السياحى. وفى حال تحقيق ذلك، يمكن إدخال نظام تذاكر للزيارة يوفر موارد لدعم حماية الموقع وزيارة المدينة تتيح للسياح التعرف على مراحل استخدام الرخام فى العصور الرومانية، حيث كان يتم نقله من سفاجا إلى روما فى رحلة طويلة عبر البحر.
وأوضح محمود صابر، رئيس اللجنة الثقافية بنقابة المرشدين السياحيين بالغردقة، أن مدينة ومحجر «مونس كلوديانوس» الأثرية على بُعد ٤٥ كيلو مترًا غرب مدينة سفاجا، وتعتبر أكبر مدن العمال والمحاجر الرومانية، حيث كانت توفر الرخام والأحجار الضخمة التى استُخدمت فى بناء المعابد والهياكل الرومانية الملكية، مثل فيلا الإمبراطور هادريان ومعبد فينوس.
وأوضح صابر أن المدينة كانت تدار بواسطة الجيش الرومانى، وكان يعمل بها آلاف العمال الرومانيين المهرة، ما جعلها مركزًا لإنتاج الأعمدة والأحجار الفاخرة التى بُنيت بها أهم قصور ومعابد روما.
جانب من آثار «مونس كلوديانوس»
جانب من آثار «مونس كلوديانوس»
جانب من آثار «مونس كلوديانوس»
وشهدت المنطقة فى عام ٢٠١٧، زيارة وزير الآثار الدكتور خالد عنانى لموقع «مونس كلوديانوس»، والذى أكد أهمية وضع خطة متكاملة لتحويل المدينة إلى مقصد سياحى مع تأمينها. وقد قامت لجنة متخصصة من وزارة الآثار بزيارة المدينة ووضعت مقترحات لحمايتها، إلا أن التنفيذ لم يتم حتى الآن، حيث مازالت المدينة تفتقر إلى حماية أو أسوار تمنع التعديات.
وتضم المدينة بقايا منازل العمال وأبراج مراقبة وأعمدة رخامية ضخمة يصل طول الواحدة منها إلى ٢٠ مترًا ووزنها لحوالى ٢٠٠ طن، إضافة إلى مبانٍ ما زالت محتفظة بتصميماتها، مثل إسطبلات الثيران التى كانت تُستخدم فى جر الأحجار. وتحتوى المنطقة أيضًا على آبار المياه المعدنية والكنائس الجرانيتية والنصوص الرومانية المحفورة، والتى تشهد على ازدهارها خلال الحكم الرومانى.