«طلاب الدمج» أحد المصطلحات الحديثة فى نظم التعليم يستهدف عدم استثناء أى فرد من التعليم ما يعنى أنه يسهم فى توفير الدعم الكامل لدمج طلاب ذوى الإعاقة فى الحصول على فرصة التعليم دون تمييز، بشرط توفر الدلائل والتشخيصات التى تؤكد ذلك، وبالرغم من أنه فى الظاهر جيد إلا أن عدم وجود مفاهيم ثابتة يسبب أزمات، خاصة أن بعض المدارس فى ظل الاستسهال تظلم آلاف الطلاب الاصحاء الذين تحولهم المدارس إلى طلاب دمج.
قالت رانيا رجب، من أولياء الأمور، إن المدارس لا تبذل مجهودا خلال مقابلة التقديم، وتطلب توافر بعض المهارات المعرفية للإجابة عن بعض الأسئلة، وفى حالة عدم قدرة الطفل على الإجابة ترفض المدرسة قبوله، موضحة أنه إذا ظهرت مشكلة لغوية لدى الطفل يمكن قبوله ضمن فئة الدمج.
«المدرسة كانت عايزة تحولها للدمج بالعافية»، من جانبها أكدت هايدى أحمد، من أولياء الأمور، أزمتها مع مدرسة ابنتها، موضحة أن شخصيات الأطفال تختلف فى مرحلة الطفولة حسب عوامل التربية والتنشئة الاجتماعية، بعضهم يحتاج فهم الشخصية لتحديد طرق التعامل معهم؛ خاصةً فى سنوات الدراسة الأولى، مشيرة إلى أن بعض المدرسين لم يتوافر لديهم قدرة استيعاب شخصية الطالب، موضحة أنها تلقت شكاوى من المدرسين بشأن عدم تفاعل ابنتها داخل الفصل، ما أدى إلى تعرضها إلى محاولة ضمها لفصول الدمج فى حين أنها ليس لديها أى مشكلة تتطلب ذلك.
وكانت تتميز ابنتها بمستوى جيد من الذكاء واستيعاب المعلومات الدراسية ولم يسبق لها الرسوب من قبل، وكانت تعانى من عدم القدرة على التفاعل داخل الفصل سواء مع المدرسين أو الطلاب.
وحاولت «هايدى» توضيح شخصية ابنتها والطرق المناسبة للتعامل معها، فقط كانت تحتاج إلى استيعاب من خلال مزيد من الاهتمام والتحفيز المعنوى.
وأكدت انتهاء هذه المشكلة بعد استيعاب إحدى المدرسات ما سبق، وبدأت ابنتها التعود على المدرسة والتفاعل مع أقرانها، مضيفة أن مفهوم الذهاب إلى الحضانة فى سن مبكرة بهدف التأسيس على قراءة وكتابة الحروف قبل دخول المدرسة، مفهوم خطأ نتج عنه تعود المدارس أن الطفل تتوفر لديه معلومات عن الدراسة وتحدد ذلك من خلال امتحان شفوى يجرى عند التقديم.
وأوضحت ناهد مصطفى، أخصائى صعوبات التعلم والتوحد، أن التطورات الأخيرة فى البحث العلمى أسفر عنها إمكانية تشخيص وعلاج مشكلة «صعوبة التعلم» فى السنوات الأولى من عمر الطفل، مؤكدة أنها واجهتها حالات تعرضت إلى رفض أبنائهم فى المدرسة بسبب الإصرار على ضمهم إلى فئات الدمج لعدم القدرة على نطق الحروف بشكل طبيعى وتفضيل العزلة والسلوك العدوانى، بالإضافة إلى ضعف المستوى التعليمى ما يعد من أكثر العلامات التى تنبه إلى وجود مشكلة يعانى منها الطفل لكن لا يمكن اعتباره من ذوى الإعاقة أو ضمه إلى فئات الدمج، موضحة أن مثل هذه المشكلات يمكن التعامل معها وعلاجها من خلال المتابعة مع طبيب مختص.
أشارت ناهد، إلى اختلاف مستويات صعوبة التعلم حسب مستوى ونسبة ذكاء التى يتم تحديدها من خلال إجراء الاختبارات العقلية، حيث تتنوع صعوبة التعلم بين ثلاثة مستويات وهى صعوبة التعلم، بطء التعلم، والإعاقات العقلية المتنوعة، وتظهر صعوبة التعلم فى مرحلتين من العمر، حيث تظهر المرحلة الأولى على الطفل فى الثالثة من عمره ولا تؤثر على مستوى التعليمى للطفل بينما تبدأ المرحلة الثانية فى الثامنة من عمره وتؤثر على السلوك الاجتماعى والتعليمى تدريجياً، لافتة إلى أن مدة علاج تلك المشكلات تختلف حسب نوعها وظروفها، وفترة اكتشافها، إضافة إلى إدراكها من قبل الأسرة وسرعة التوجه إلى الطبيب. ووجهت ناهد نصحية إلى الأمهات، مشددة على أنه فى حال ملاحظة ظهور أى سلوك غير طبيعى على الطفل يجب متابعته وفى حالة تكراره يجب التوجه إلى طبيب مختص واستشارته وعدم التهاون فى الأمر أو اعتباره وضعا مؤقتا يختفى بمرور الوقت.