وسط صرخات غضب مدّوية، قرر عامل الانتقام بعد أن تعذر عليه استعادة زوجته التي لجأت إلى منزل والدتها في إحدى قرى مركز الصف جنوب الجيزة.
جملة قصيرة قالها الزوج الغاضب: «هموتك يا صباح»، كانت كافية لتحول المشهد من خلاف أسري إلى جريمة كادت تودي بحياة عائلة بأكملها.
خلاف صغير تحول إلى كارثة
البداية، كانت بخلاف عادية بين زوجية كغيرهما، لكنه سرعان ما تطورت بطريقة غير متوقعة. الزوجة «صباح» غادرت «عش الزوجية» وقصدت منزل والدتها بحثًا عن الأمان، بينما الزوج لم يتقبل قرارها بأن ترحل دون إذنه، وبدأ يُحمل والدتها (حماته) مسؤولية التفكك الأسري، متهمًا إياها بالتحريض على «خراب بيته» بتشجيع الابنة على هجره.
زجاجة المولوتوف
في لحظة غضب، غير محسوبة المخاطر والعواقب، حمل الزوج زجاجة «مولوتوف» متوجهًا إلى منزل أم زوجته في منطقة الصف، ألقى الزجاجة على البيت المكون من طابقين فوق الأرضي فأشعل النيران في غرفة بأكلمها، ولحسن الحظ انتبه الجيران للأدخنة المتصاعدة وتمنكوا من إخراج قاطني المنزل سالمين قبل أن تقع كارثة بموت محقق، وعملوا على إطفاء النيران بطرق بدائية كما اتصلوا بـ«المطافئ» التي حضرت بـ3 سيارات ونجحت في إخماد الحريق تمامًا قبل امتداده إلى المجاورات.
القبض على المتهم
أجهزة الأمن نجحت في ضبط الزوج المتهم، وأحالته للنيابة العامة حيث اعترف بجريمته التي بررها بأنه أراد الانتقام من «أم العيال» وحماته لشعورة بالإهانة والعجز عن استعادتها.
نار الانتقام
بعد انتقال النيابة إلى مكان الحادث، لإجراء المعاينات اللازمة تبين أن النيران التهمت غرفة كاملة.
قرارات النيابة العامة
بدورها، أصدرت النيابة العامة عدة قرارات يتقدمها حبس الزوج المتهم لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات، بعد أن اعترف بارتكابه الجريمة بدافع الانتقام من زوجته ووالدتها، كما قررت النيابة تكليف خبراء المعمل الجنائي بمعاينة موقع الحريق لإعداد تقرير تفصيلي عن حجم الخسائر المادية، وأسباب الحريق، والتأكد من استخدام مواد حارقة في إشعال النيران، إلى جانب استدعاء سكان المنزل محل الحريق والجيران الذين شهدوا الواقعة أو ساعدوا في إخماد الحريق.
وجهت النيابة بسرعة إعداد تحريات مكثفة من قبل رجال المباحث حول الحادث وأسبابه، وتحديد مدى وجود نية مسبقة للقتل أو الإضرار بالسكان، فضلًا عن استدعاء الزوجة وأفراد الأسرة للوقوف على أسباب الخلافات بينهم وأثرها على تصرفات الزوج.