قررت محكمة مستأنف جنح مركز إمبابة في الجيزة، اليوم الأربعاء، حجز الاستئناف المقدّم من محمد عبدالجواد، سائق الميكروباص المتهم في حادث غرق معدية أبوغالب، إلى جلسة 25 ديسمبر المقبل للنطق بالحكم، بعد أن كان قد صدر حكم سابق بالسجن المشدد والغرامات ضد المتهمين بالقضية.
تفاصيل قضية ميكروباص معدية أبو غالب
وتعود أحداث القضية إلى 21 مايو الماضي، حينما شهدت مياه نهر النيل حادثًا مأساويًا أسفر عن وفاة 16 فتاة غرقًا، إثر سقوط ميكروباص كان يقل الضحايا إلى مزرعة في منطقة أوسيم. في وقت سابق، أصدرت محكمة جنح كرداسة أحكامًا تراوحت بين 6 أشهر و3 سنوات ونصف ضد المتهمين في القضية، إلا أن أهالي 9 فتيات من الضحايا قرروا التنازل عن اتهامهم ضد المتهم الأول، محمد خالد، سائق الميكروباص، خلال جلسة الاستئناف المنظورة أمس.
وأمام هيئة المحكمة، أكد محامي سائق الميكروباص أن التنازل من أهالي الضحايا جاء بعد التأكد من أن المتهم لم يقصر في حق بناتهم، بل كان يحاول الدفاع عنهن بعد تعرضهن لتحرش من شباب أثناء سير الميكروباص، مما أدى إلى وقوع الحادث.
أثناء الجلسة، حضر أهالي الضحايا وأعربوا عن ألمهم جراء فقدان أبنائهم، مؤكدين أنهم يسعون لتحقيق العدالة في القضية. ومن بين هؤلاء الأهالي، تحدث والد الضحية «سلمى»، البالغة من العمر 15 عامًا، قائلًا بصوت ملؤه الأسى: «كنت جاي النهاردة وكأني بنتي هترجع لي من تاني. خرجوا للعمل في مزرعة عنب، ركبوا الميكروباص، والسواق نزل يتحدث مع شباب عاكسوا بناته، وبعدها وقعت السيارة في المياه. بنتي الكبيرة راحت مرجعتش، وأمها وأختها رجعوا مكسورين الخاطر».
قضية ميكروباص معدية أبو غالب - صورة أرشيفية«معدية أبو غالب» في منشأة القناطر بالجيزة تعود للعمل، بعد يوم من حادث سقوط ميكروباص من فوقها مما تسبب في وفاة 17 فتاة وإصابة آخرين - صورة أرشيفيةوبين الحضور، تحدث والد الفتاة هاجر أحمد التي كانت في الـ15 من عمرها، عن ابنته التي كانت متفوقة دراسيًا، حافظة للقرآن الكريم، وقال بحزن شديد: «هاجر كانت تساعدني في ظروفنا الصعبة، على الرغم من أنها كانت طالبة متفوقة، إلا أنها كانت تشعر بمعاناتنا، وقررت العمل بعد الامتحانات لمساعدتي في بناء بيت لنا».
هذه الكلمات والمشاهد تمثل واقعًا مؤلمًا لعائلات الضحايا، الذين لم تتوقف دموعهم وألمهم على مدار الأشهر الماضية.