قال الدكتور هشام كوزو، أستاذ طب السمع والاتزان فى كلية الطب بجامعة الإسكندرية، رئيس الجمعية المصرية لطب السمع والاتزان، إن تخصص طب السمع والاتزان يُصنف على أنه تخصص دقيق من تخصصات أمراض الأذن والأنف والحنجرة، ومعنى بتشخيص وتأهيل أمراض السمع والاتزان، وأنه على الرغم من كونه تخصصًا حديثًا نسبيًّا عمره لا يتجاوز 50 عامًا، لكنه متميز فى مصر عن كثير من دول العالم لأن العاملين فى هذا المجال هم من خريجى كلية الطب، وهو ما يعطى لممارسة هذا التخصص فى مصر إضافة قوية لصالح المريض.
وأضاف «كوزو»، فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم»، أن كثيرًا من التخصصات الطبية الدقيقة بها نقص شديد فى عدد الأطباء، وهذا ينطبق على تخصص طب السمع والاتزان أيضًا، كاشفًا عن أن 10٪ من السكان فى العالم لديهم مشكلة بالسمع.
وقال إن الدوخة بكل أشكالها هى العرض الطبى الأكثر شيوعًا بعد الألم، ويشمل الصداع، لافتًا إلى أن مصر تحتاج لأضعاف عدد الأطباء فى هذا التخصص لأن هذا النقص فى عدد الأطباء قد يسمح لغير المتخصصين وأحيانًا لغير الأطباء بممارسة التخصص مما يكون له تأثير سلبى على صحة المريض وجودة حياته.
وكشف عن أن أكثر من 5 ملايين مواطن بمصر وحدها يعانون أمراض السمع والاتزان، ويحتاجون إلى تدخل طبى وتأهيلى، مشيرًا إلى أن أكثر من 5٪ من سكان مصر، أى أكثر من 5 ملايين مواطن، فى حاجة إلى تدخل تأهيلى لمعالجة ضعف السبب المسبب للإعاقة، (منهم حوالى نصف مليون طفل).
ولفت إلى أن معدل انتشار ضعف السمع فى الأطفال فى الدول العربية مرتفع جدًّا نتيجة انتشار ظاهرة زواج الأقارب.
وأشار إلى أن الجمعية المصرية لطب السمع والاتزان تتكون من أكثر من 450 عضوًا حاصلين على درجات علمية فى تخصص طب السمع والاتزان، وأعضاؤها يمثلون جميع المحافظات وجميع الجامعات والمعاهد التعليمية وجميع المستشفيات سواء المملوكة للدولة بقطاعاتها المختلفة أو المستشفيات الخاصة فى مصر.
وعن الفرق بين طبيب السمع والاتزان وجراح الأذن، قال «كوزو» إنه يجب توضيح نقطة مهمة هنا، وهى أن طبيب السمع والاتزان هو مسؤول عن تشخيص وتأهيل ووصف العلاج الطبى فقط لأمراض السمع والاتزان، وكل التدخلات الجراحية هى مسؤولية جراح الأذن والأنف والحنجرة، وهى بالمثل كالفرق بين طبيب القلب وجراح القلب أو طبيب الكلى وجراح الكلى والمسالك، أو طبيب المخ والأعصاب وجراح المخ والأعصاب، وبالمثل أيضًا هناك بعض الحالات غير الجراحية يمكن علاجها بواسطة الطبيب أو الجراح.
وعن علاقة السمع بالاتزان، أوضح أن الله خلق الأذن الداخلية مكونة من جزءين أساسيين، هما قوقعة الأذن وهى مسؤولة عن حاسة السمع، والقنوات الهلالية الدهليزية، وهى مسؤولة عن حاسة الاتزان، ويخرج من الأذن الداخلية العصب المخى الثامن، وهو أيضًا مقسوم لجزءين، العصب السمعى والعصب الدهليزى المسؤول عن الاتزان، وذلك يفسر أن الكثير من أمراض السمع قد يصاحبها بعض اضطرابات الاتزان، والعكس أيضًا صحيح، وبالتالى فهذا التخصص معنى بأمراض السمع والاتزان معًا، ويُعد السمع والاتزان أهم الحواس البشرية على الإطلاق، فحاسة السمع أساسية لاكتساب اللغة والتعليم عند الأطفال، ومهمة أيضًا للتواصل والتعرف على ما يحدث حولنا.
وقال إن الأعراض الطبية المتعلقة بالسمع تشمل ضعف السمع، عدم تفسير الكلام بشكل جيد، كتمة الأذن، وش أو طنين الأذن، حساسية للأصوات أكثر من الطبيعى، وغيرها وكذلك عند الحاجة لوصف أو برمجة السماعات الطبية، أما الأعراض الخاصة بالاتزان فتشمل الدوخة، عدم الاتزان، الدوار، اضطراب الحركة، خفة أو ثقل فى الرأس مع حركات معينة أو فى أماكن محددة، الوقوع بسبب خلل فى الاتزان بالذات فى الأطفال أو كبار السن وغيرها.
ولفت إلى أن الجمعية المصرية لطب السمع والاتزان معنية بما هو جديد فى أمراض السمع والاتزان عالميًّا، فضلًا عن تبادل الخبرات فيما بين أعضائها من أجل تحسين جودة الحياة لمرضى ضعف السمع واختلال الاتزان وأسرهم، وتقديم الدعم لأعضائها فى مجالات البحث العلمى والابتكار، وتسهم بفاعلية فى نشر المعرفة والعلم الحديث والوعى فى مصر والعالم العربى، فضلًا عن تبادل الخبرات مع الهيئات والجمعيات المحلية والإقليمية والدولية ذات الصلة.