عم سيد البائع المثقف اعتاد أن يجوب الشوارع يوميا ممسكا بعصا غزل البنات وقطع الحلوى وآلة موسيقية بدائية، عند سماعك صوتها فهو يخبرك بوصوله، يجلس لساعات منتظرا عملاءه، لكنه قبل أن يقوم بترويج بضاعته يلقي عليهم بعضا من الأسئلة ليقدم «عم سيد» نموذج لـ بائع غزل البنات غير التقليدي.
«لم أكمل تعليمي كان هذا بسبب ظروف أسرتي وقتها، عندما كنت طفلا كنت ابحث دوما عن التعلم هو افضل شىء للإنسان» بهذه العبارة بدأ عن سيد بائع غزل البنات بدمياط حديثه لنا.
البائع المثقفواستكمل صاحب الـ 81 عاما حديثه قائلا: «تابعت البرامج الإخبارية وكذلك الدروس العلمية المختلفة، أيضا تعلمت بعضا من الكلمات باللغة الإنجليزية، أردت أن اتعلم قدر ما استطعت، هذه الأشياء التي تعلمتها أصبحت الآن سببا في أن أصبح متميزا في مجالي».
وتابع: «أبيع غزل البنات وأعلم أنها مهنة تساعد على صناعة البهجة والفرحة لدي الاطفال والكبار أيضا، هي مهنة تراثية ارتبطت بالمصريين لكني أردت أن أسجل نفسي كأحد علامات تلك المهنة، بدأت أن أطرح أسئلة على التلاميذ من يجيب بشكل صحيح أبيع له بنصف الثمن».
واضاف: «الأطفال ينتظرون قدومي يوميا، لقائي بهم هو أفضل اوقات يومي، استعد لهذا اللقاء كل يوم بتحضير الأسئلة لهم وكذلك صناعة الحلوى المميزة» .
وأشار بائع غزل البنات الدمياطي: «البعض أطلق على البائع المثقف، وآخرون قالوا لي انني صانع البهجة، لكني اريد أن ما أقدمه أمر عادي لمن اراد أن يتميز، البائع المتجول قد يصبح علامة مميزة إذا قدم شيئا مفيدا».
البائع المثقفوأوضح قائلا: «على حسب السن يكون السؤال واللي يجاوب صح يكسب، ابيع بضاعتي بهذه الطريقة ولم انظر إلى المكسب المادي الرزق المقسوم أنا راضي بيه» .
واختتم بائع الحلوىحديثه قائلا: «ممكن أرجع بيتي ب 100 جنيه أو اقل شوية لكني بكون سعيد جدا، الرزق بتاع ربنا وحب الناس ده رزق برضه ونعمة تستحق الحمد والتعليم احلى من الحلوى».