المصري اليوم

2025-01-08 23:01

متابعة
العفو عند المقدرة.. «الشيخ جمال» يضرب نموذجا للتسامح برفضه مليون جنيه دية

ضرب «الشيخ جمال إبراهيم» إمام وخطيب بـ الأوقاف في قرية شنتنة الحجر التابعة لـ بركة السبع بمحافظة المنوفية اليوم الأربعاء، نموذجا للتسامح و العفو عند المقدرة برفضه مليون جنيه دية في جلسة عرفية عقدت لإنهاء خلاف بينه وبين إحدى الأسر.

كان الشيخ جمال إبراهيم حازم الإمام والخطيب المتقاعد تعرض لحادثة مؤسفة داخل مسجد في مدينة بركة السبع الذي بناه صدقة جارية على روح شقيقه، حينما تعدى عليه شاب مهتز نفسيا من خارج القرية، 22 عامًا، بالسكين منذ عدة أشهر وهو يؤدي صلاة السنة بهدوء بعد خطبة الجمعة.

«كنت في خلوة مع الله ولم أشعر بالطعنة».. هكذا بدأ الشيخ جمال سرد تفاصيل الواقعة لـ «المصري اليوم» قائلًا: «كنت أجلس في خلوة مع الله، أصلي السنة بعد صلاة الجمعة، حين شعرت بضربة في جنبي، لم أكن أدرك أنها سكين حتى رأيت الشاب يركض نحو باب المسجد والدماء تسيل من سكين في يده».

وأصيب الشيخ بثلاث طعنات في جنبه الأيمن وفخذه ورجله اليسرى، لكنه لم يفقد هدوءه، وخرج من المسجد لينادي على أحبائه قائلًا: «يا أولاد، الواد ده ابن مين؟». ورغم جراحه، لم يظهر الغضب بل حاول فهم ما حدث.

الشاب، الذي لم تكن بينه وبين الشيخ أي خلافات أو معرفة مسبقة، فرّ هاربًا ثم سلم نفسه للشرطة. يقول الشيخ: «ربما كان يعاني من ضغوط نفسية أو ظروف خاصة. الله وحده يعلم ما بداخله».

تم عقد جلسة عرفية لإنهاء الأزمة بعد تدخل وجهاء القرية وأهل الخير، وأثناء الجلسة، حُكم لأهل الشيخ جمال بمبلغ مليون جنيه كدية تأديبية من أسرة الشاب. لكن المفاجأة كانت عندما أعلن الشيخ رفضه التام لقبول المال قائلاً: «الإسلام يعلمنا العفو عند المقدرة، ولا أريد مالًا بل أريد أن ينتبه هذا الشاب إلى خطئه ويعود لرشده.»

بروح متسامحة، قرر الشيخ جمال التصالح والتنازل عن حقه الشخصي. وأكد قائلاً: «الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقابل السيئة بالحسنة، وأنا أسير على خطاه. الحياة أقصر من أن نملأها بالبغضاء.

للإطلاع على النص الأصلي
16
0
مشاركة
حفظ

آخر الأخبار

أحدث الأخبار

    أحدث الفيديوهات