المصري اليوم

2025-01-10 08:00

متابعة
اكتشافات أثرية ضخمة خلال أسبوع فى سقارة والبر الغربي بالأقصر

خلال الأسبوع الأول من عام ٢٠٢٥، تم الإعلان عن عدد من الاكتشافات الأثرية فى مناطق مختلفة من شمال إلى جنوب مصر، حيث اكتشفت البعثة الأثرية المصرية اليابانية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة كانازاوا اليابانية، مصاطب ومقابر ودفنات تكشف المزيد عن تاريخ هذه المنطقة الأثرية الهامة، فى منطقة سقارة الأثرية التى ما زالت تبوح بأسرارها، وخلال أعمال الحفائر الأثرية بالمنحدر الشرقى لمنطقة سقارة، تم الكشف عن أربعة مقابر يرجع تاريخها إلى أواخر عصر الأسرة الثانية وأوائل الأسرة الثالثة وأكثر من عشر دفنات من عصر الأسرة الثامنة عشرة من الدولة الحديثة.

جانب من الاكتشافات الآثرية

تعود هذه المقابر إلى عصر الأسرتين الثانية والثالثة، وهى عبارة عن مصطبتين من الطوب اللبن ومقبرتين منحوتتين فى الصخر؛ إحداهما تقع بالقرب من حافة هضبة سقارة الشمالية ولها بناء علوى وبئر محصن بسدة من الحجر الجيرى على مدخل الممر المؤدى لحجرة الدفن. أما المصطبة الأخرى فمتاخمة للمنحدر الصخرى وتتكون من جزء علوى من الطوب اللبن وبئر مستطيل فى وسطها، كما تم الكشف عن عدة أوعية فى المنطقة المجاورة لها تشمل طبقًا من الألباستر المصرى ووعاء أسطوانيًا مصمتًا ربما يعود تاريخه إلى أواخر الأسرة الثانية وأوائل الأسرة الثالثة، بالإضافة إلى سدة من الحجر الجيرى التى ستقوم البعثة بالمزيد من أعمال الحفائر خلال المواسم القادمة للكشف عن ما تحويه داخلها.

جانب من الاكتشافات الآثرية

وقامت البعثة الأثرية المصرية اليابانية المشتركة خلال موسم حفائرها الحالى بأعمال الترميم والتنظيف للكتاكومب اليونانى الرومانى الذى كشفت عنه البعثة خلال مواسم حفائرها السابقة، كما تمكن فريق العمل خلال أعمال التنظيف من الكشف عن بقايا آدمية محنطة ومجموعة من القطع الأثرية، من بينها نماذج «تيراكوتا» لمقاصير جنائزية وكسرات من تيراكوتا لرأسى الإلهتين إيزيس وأفروديت، وكذلك كسرات من توابيت خشبية وقطع من الفخار. وسوف تستكمل البعثة أعمالها خلال موسم الحفائر القادم فى محاولة فك المزيد من أسرار هذه المنطقة الأثرية الهامة.

جانب من الاكتشافات الآثرية

كما اكتشفت البعثة الأثرية الفرنسية السويسرية المشتركة بجنوب منطقة سقارة الأثرية، حيث مقابر كبار رجال الدولة من عصر الدولة القديمة، مصطبة من الطوب اللبن لها باب وهمى عليه نقوش ورسومات متميزة، لطبيب يدعى «تيتى نب فو»، والذى كان قد عاش خلال عهد الملك بيبى الثانى وكان يحمل سلسلة كاملة من الألقاب المتعلقة بوظائفه الرفيعة، من بينها كبير أطباء القصر، وكاهن الإلهة سركت، و«ساحر الإلهة سركت» أى متخصص فى اللدغات السامة من العقارب أو الثعابين، وعظيم أطباء الأسنان، ومدير النباتات الطبية.

وتشير الدراسات الأولية إلى أنه من المرجح أن المصطبة كانت قد تعرضت للسرقة فى عصور سابقة، لكن الجدران ظلت سليمة تحمل نقوشًا محفورة ومرسومة رائعة الجمال، حيث نقش على إحدى جدران المقبرة شكل باب وهمى ملون بألوان زاهية، كما صور مناظر للعديد من الأثاث والمتاع الجنائزى وكذلك قائمة بأسماء القرابين، يعلوها إفريز يحمل ألقاب واسم صاحب المقبرة، كما وجد سقف المقبرة مطليًا باللون الأحمر تقليدًا لشكل أحجار الجرانيت وفى منتصف السقف نقش يحمل اسم وألقاب صاحب المقبرة، كما عثرت البعثة أيضًا على تابوت حجرى نقش الجزء الداخلى منه بخط من الكتابة الهيروغليفية يحمل اسم وألقاب صاحب المقبرة.

جانب من الاكتشافات الآثرية

وبدأت البعثة الأثرية الفرنسية السويسرية أعمال الحفائر فى الجزء الخاص بمقابر موظفى الدولة، والواقع خلف المجموعة الجنائزية للملك بيبى الأول أحد حكام الأسرة السادسة من الدولة القديمة، وتلك الخاصة بزوجاته بجنوب منطقة آثار سقارة، منذ عام ٢٠٢٢، والتى استطاعت خلالها الكشف عن مصطبة للوزير ونى الشهير، الذى اشتهر بأطول سيرة ذاتية لأحد كبار رجال الدولة فى الدولة القديمة والتى سجلت نصوصها على جدران مقبرته الثانية الموجودة فى منطقة أبيدوس بسوهاج.

ومن جانب آخر، أعلن الدكتور زاهى حواس، عالم الآثار، عن العديد من الاكتشافات الأثرية، بعد ثلاث سنوات من البحث والحفائر العلمية التى بدأت فى سبتمبر ٢٠٢٢، حيث تمكنت البعثة الأثرية المشتركة التابعة لمؤسسة زاهى حواس للآثار والتراث بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار من تحقيق عدد من الاكتشافات الأثرية المهمة فى المنطقة الواقعة عند بداية الطريق الصاعد لمعبد الملكة حتشبسوت بالدير البحرى، حيث كشفت البعثة عن جزء من أساسات معبد الوادى الذى كان يقع عند مشارف الوادى وهو بوابة الدخول الرئيسية للمعبد الجنائزى للملكة حتشبسوت المسمى «جسر جسرو» والذى يعد أجمل المعابد الفرعونية على الإطلاق.

وعثرت البعثة على عدد كبير من نقوش معبد الوادى التى تعد من أندر وأجمل نماذج فن النحت فى عصر الملكة حتشبسوت وتحتمس الثالث، التى لا يوجد مثيل لها فى المتاحف المصرية سوى نماذج قليلة فى متحفى الأقصر والمتروبوليتان. وتعد مجموعة النقوش الملكية المكتشفة حديثًا هى الأكمل على الإطلاق من بقايا معبد الوادى، الذى تعرض للهدم خلال عصر الرعامسة والأسرة التاسعة عشرة. كما عثرت على أكثر من مئة لوحة حجرية من الحجر الجيرى والرملى مسجل عليها أسماء وخراطيش الملكة حتشبسوت (اسم الميلاد واسم التتويج على العرش) وتعد جزءًا من ودائع الأساسات التى تؤكد ملكية صاحب المعبد، والمعروفة بـ Stone Name.

من بين تلك اللوحات الحجرية، لوحة فريدة من الحجر الجيرى تحمل بالنقش البارز اسم ولقب المهندس المعمارى للملكة حتشبسوت، المهندس «سنموت»، ولقبه «المشرف على القصر». تعد مجموعة ودائع الأساسات الكاملة للملكة حتشبسوت من أهم مكتشفات البعثة، والتى تأتى بعد مرور ما يقارب القرن منذ أن كشف العالم الأمريكى هيربرت وينلوك عن آخر مجموعة كاملة من ودائع الأساسات للملكة حتشبسوت فى موقع المعبد الجنائزى (١٩٢٣ - ١٩٣١).

بالإضافة إلى ذلك، تم العثور على عدد من المقابر الصخرية من عصر الدولة الوسطى (٢٠٥٠ – ١٧١٠ قبل الميلاد)، والتى كشفت فى موقع معبد الوادى عن التسلسل التاريخى للموقع، حيث بدأ إشغاله فى عصر الدولة الوسطى واستمر حتى بداية الأسرة الثامنة عشرة عندما أمر المهندس الملكى سنموت بوقف الدفن فى المنطقة، واختارها كموقع لتشييد معبد الوادى وجزء من امتداد الطريق الصاعد الذى يربط بين معبد الوادى والمعبد الجنائزى. قام سنموت بدفن هذه الجبانة أسفل كميات كبيرة من الرمال، وذلك ضمن أعمال تمهيد الموقع لتشييد معبد الوادى.

تم العثور أيضًا على عدد من المقابر الصخرية التى تعود لعصر الدولة الوسطى، وعُثر بها على عدد من القطع الأثرية المهمة، ومنها موائد القرابين المصنوعة من الفخار وعليها مجسمات للقرابين من خبز ونبيذ ورأس وفخذ الثور. تعد هذه الموائد من الآثار المميزة لعصر الدولة الوسطى.

كذلك، تم الكشف عن عدد من آبار الدفن من عصر الأسرة السابعة عشرة (١٥٨٠ – ١٥٥٠ قبل الميلاد) المنحوتة فى الصخر، وعثر بداخلها على عدد من التوابيت الخشبية بالهيئة الإنسانية، والتى تعرف بالتوابيت الريشية المميزة لعصر الأسرة السابعة عشرة. من بين أهم تلك التوابيت تابوت لطفل صغير مغلق وموثق بالحبال، التى لا تزال على حالتها منذ دفنها قبل ٣٦٠٠ سنة. بجانب تلك التوابيت، تم العثور على حصير ملفوف لا يزال بحالته الأصلية. وتعد البعثة حاليًا برنامجًا خاصًا لترميمه ونقله للعرض بمتحف الحضارة.

وفى موسم الحفائر الماضى (٢٠٢٣ – ٢٠٢٤)، نقلت البعثة المصرية أحد أهم مكتشفاتها، وهو سرير من الخشب والحصير المجدول، إلى متحف الحضارة. يعود هذا السرير إلى تلك الفترة، وكان يخص أحد حراس الجبانة، حيث عُثر عليه فى حجرة صغيرة مخصصة لإعاشة حرس الجبانة.

من بين المكتشفات المهمة أيضًا، تم العثور على أقواس رماية حربية تشير إلى الوظيفة العسكرية لأصحاب هذه القبور وخلفيتهم النضالية فى تحرير مصر من الهكسوس. كما تم العثور على مقبرة المدعو جحوتى مس، المشرف على قصر الملكة تتى شيرى، الجدة الكبرى لملوك الأسرة الثامنة عشرة، التى تُعرف بالعصر الذهبى للحضارة المصرية القديمة.

كشفت البعثة عن مقبرة المشرف على قصر الملكة تتى شيرى، جدة الملك أحمس الأول محرر مصر من الهكسوس. تُعد هذه الاكتشافات من بين أهم الاكتشافات الأثرية التى تسلط الضوء على تلك الفترة المهمة من تاريخ مصر، والتى لم يعثر لها على الكثير من الآثار. تؤرخ المقبرة بالعام التاسع من حكم الملك أحمس الأول (١٥٥٠ – ١٥٢٥ قبل الميلاد)، كما أكده التاريخ المكتوب على اللوحة الجنائزية لجحوتى مس التى عُثر عليها بالمقبرة.

كما تم الكشف عن جزء من جبانة بطلمية ممتدة شغلت موقع الطريق الصاعد ومعبد الوادى. شُيدت مقابرها من الطوب اللبن وأجزاء من حجارة معبد الملكة حتشبسوت. تم الكشف عن بعض أجزائها سابقًا بواسطة بعثات أجنبية فى بدايات القرن الماضى، لكنها لم تُوثق بشكل مناسب.

كشفت البعثة المصرية أيضًا عن عدد كبير من الآثار من تلك الفترة، منها عملات برونزية تحمل صورة الإسكندر الأكبر وتعود لعصر بطليموس الأول (٣٦٧ - ٢٨٣ قبل الميلاد). كما تم العثور على ألعاب أطفال من التيراكوتا (الطين المحروق) بأشكال آدمية وحيوانية، وعدد من قطع الكارتوناج والماسكات الجنائزية التى كانت تغطى المومياوات، بالإضافة إلى عدد كبير من الجعارين المجنحة والخرز والتمائم الجنائزية.

للإطلاع على النص الأصلي
36
0
مشاركة
حفظ

آخر الأخبار

أحدث الأخبار

    أحدث الفيديوهات