المصري اليوم

2025-01-10 17:54

متابعة
«لا دليل معلوم على شهرها».. إمام المسجد النبوي: الاحتفال بليلة 27 رجب بوصفها «الإسراء» بدعة محدثة

 

دعا إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ حسين آل الشيخ في خطبة الجمعة، اليوم، إلى الالتزام بما شرع الله فهو سبيل الفلاح والتزام السنة فهي سبيل الرحمة، قائلًا: «بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم تنال محبة الله ورضوانه، والغنيمة بالأجر العظيم والثواب الجسيم، إذ قال تعالى: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)».

وفي الخطبة الثانية، أوضح آل الشيخ، أن ما ينتشر بين الناس من أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل رجب قال: (اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان)، فهذا الحديث نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا تصح، فقد ضعفه النووي، وابن رجب، وجمع من الحفاظ المتأخرين كسماحة الشيخ ابن باز، والألباني رحمة الله عليهم أجمعين، وأن الدعاء بكل خير، مشروع بالأدلة العامة من الشريعة، إذ قال الحافظ ابن رجب، قال يعلى بن الفضل: «يدعون الله تعالى ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ويدعون ستة أشهر أن يتقبل منهم»، وفقًا لوكالة الأنباء السعودية، واس.

وختم خطبة الجمعة بالتحذير من نسبة شيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا وفق استيثاق علمي مؤصل لدى أهل العلم، مبينًا أن في الاتباع سعادة وفي الاقتداء بالشرع المطهر الفلاح والفوز.

الاحتفال بليلة الإسراء

تطرق إمام المسجد النبوي إلى الاحتفال بليلة الإسراء، قائلًا: «ما يقوم به البعض من الاحتفال ليلة السابع والعشرين من رجب زعمًا أنها ليلة الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم، فهذا من حيث الأصل بدعة محدثة، مشيرًا إلى أن الواقع لم يقم به دليل معلوم لا على شهرها ولا على عينها».

متى تبدأ ليلة الإسراء؟

وفقًا لدار الإفتاء المصرية، فإنه مع اختلاف العلماء في تحديد وقت الإسراء إلا أنهم جعلوا تتابع الأمة على الاحتفال بذكراه في السابع والعشرين من رجب شاهدًا على رجحان هذا القول ودليلًا على غلبة الظَّنِّ بصحَّتِه؛ إذ قال العلَّامة الزُّرقاني في «شرح المواهب اللدنية» (2/ 71، ط. دار الكتب العلمية) عند قول صاحب «المواهب» (وقيل: كان ليلة السابع والعشرين من رجب).

والمشهور من أقوال العلماء أنَّ الإسراء والمعراج وقع في شهر رجبٍ الأصمِّ، وقد حكى الحافظ السيوطي ما يزيد على خمسة عشر قولًا؛ أشهرُها: أنه كان في شهر رجب؛ حيث قال في «الآية الكبرى في شرح قصة الإسراء» (ص: 52-53، ط. دار الحديث): [وأما الشهر الذي كان فيه: فالذي رجَّحه الإمام ابن المنير على قوله في السنة ربيع الآخر، وجزم به الإمام النووي في «شرح مسلم»، وعلى القول الأول في ربيع الأول، وجزم به النووي في فتاويه، وقيل: في رجب وجزم به في «الروضة»، وقال الإمام الواقدي: في رمضان، والإمام الماوردي في شوال، لكن المشهور أنه في رجب] اهـ.

ونقل الإمام أبوحيان في تفسيره «البحر المحيط» (7/ 9، ط. دار الفكر) عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «إنه كان قبل الهجرة بعام ونصف؛ في رجب»، وجزم بذلك الإمام ابن عطية الأندلسي في «المحرر الوجيز» (3/ 435-436، ط. دار الكتب العلمية)؛ فقال: [وكان ذلك في رجب] اهـ.

وقال الشيخ محمد أبوزهرة في كتابه «خاتم النبيين» (ص: 562، ط. المؤتمر العالمي للسيرة بالدوحة): [وقد وجدنا الناس قَبِلُوا ذلك التاريخ أو تَلَقَّوْهُ بالقبول، وما يتلقاه الناس بالقبول ليس لنا أن نردَّه، بل نقبله، ولكن من غير قطعٍ ومن غير جزمٍ ويقين] اهـ.

وقال العلَّامة المحدِّث أبوالحسنات اللكنوي في كتابه «الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة» (ص: 77، ط. مكتبة الشرق الجديد): [قد اشتهر بين العوام أن ليلة السابع والعشرين من رجب هي ليلة المعراج النبوي، وموسمُ الرجبية متعارَفٌ في الحرمين الشريفين؛ يأتي النَّاس في رجبٍ من بلاد نائية لزيارة القبر النبوي في المدينة، ويجتمعون في الليلة المذكورة، وعلى هذا فيستحب إحياء ليلة السابع والعشرين من رجب، وكذا سائر الليالي التي قيل إنها ليلة المعراج بالإكثار في العبادة؛ شكرًا لِمَا منّ الله علينا في تلك الليلة من فرضية الصلوات الخمس وجعلها في الثواب خمسين، ولِمَا أفاض الله على نبينا فيها مِن أصناف الفضيلة والرحمة وشرَّفه بالمواجهة والمكالمة والرؤية] اهـ.

للإطلاع على النص الأصلي
32
0
مشاركة
حفظ

آخر الأخبار

أحدث الأخبار

    أحدث الفيديوهات