قبل ختام جولته بمنطقة حلايب جنوب البحر الأحمر التى استمرت يومًا كاملا، زار الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف منطقة محمية جبل علبة الطبيعية، والتقى عددًا من الأهالى والأطفال حفظة القرآن الكريم. كما صلى الأزهرى وأم المصلين فى صلاة العصر فى أحد مساجد الخلاء المنتشرة بجبل علبة.
وتعد مساجد الخلاء إحدى مناطق الصلاة المنتشرة بالتجمعات البدوية ومناطق الرعى والترحال جنوب البحر الأحمر، وهى عبارة عن مساحة صغيرة فى مكان فضاء لا يتجاوز حجمه عدد من الأمتار، مفروش بالرمال وسقفه السماء، تحيطه كمية من الأحجار من جوانبه الثلاثة، على أن يكون الجانب الرابع مفتوحًا ليدل على اتجاه القبلة، مع تمييزها بمحراب من الأحجار على شكل نصف دائرة، وتم تنظيف المساحة الداخلية من الأحجار والزلط، والإبقاء على الرمال الناعمة فقط لتيسير السجود.
وقد أطلق عليها سكان المنطقة «مساجد الخلاء» المنتشرة فى صحراء وأودية حلايب وشلاتين جنوب البحر الأحمر. وبعد ابتعادهم عن القرى والتجمعات الكبيرة وحياتهم وسط الأودية والصحراء، اضطرتهم ظروف ترحالهم والسعى بحثًا عن مراعى لأغنامهم وماشيتهم داخل الصحراء إلى تخصيص بعض الأماكن فى قلبها لأداء الصلاة بها، وتركوها للمارين من بعدهم لعشرات السنين كدليل على عبورهم من هنا، ليؤدى من بعدهم العابرون فريضة الصلاة إذا أرادوا.
وأطلق السكان من أبناء قبيلتى العبابدة والبشارية على هذه المصليات «مساجد الخلاء»، حيث تنتشر فى الأودية الجبلية بمناطق حلايب وشلاتين وأبرق والجاهلية ورأس حدربة ووادى الطرفة جنوب البحر الأحمر. وتقام مساجد الخلاء بالقرب من أماكن تواجد الآبار أو مصادر المياه لتستخدم فى الوضوء خلال الصلاة، وهى علامات مميزة فى الأودية الجبلية المختلفة والمناطق الصحراوية المفتوحة.
ويؤكد الشيخ محمد طاهر سدو، شيخ مشايخ قبائل حلايب والشلاتين، أن هذه المصليات منتشرة منذ سنوات طويلة، وكانت فى البداية داخل القرى البدوية وتم استبدالها بالمساجد المبنية والمفروشة بالسجاد. مشيرًا إلى أنه يتم تحديد القبلة فى مساجد الخلاء بمواقع النجوم واتجاهاتها، ومن خلال شروق وغروب الشمس يتم تحديد مواقيت الصلوات الخمسة. وتشهد هذه المصليات أو مساجد الخلاء إقامة الصلوات الخمس فقط، ويحافظ مستخدمو هذه المصليات على تجديد حدودها كل فترة لتعرضها لعوامل التعرية. ودائمًا ما تكون هذه المصليات بالقرب من الآبار لتسهيل الوضوء على المصلين.