المصري اليوم

2025-01-16 18:32

متابعة
«زيزو» وآخرون.. أحلام سائقي الطريق الأوسطي تتحطم في لحظة: «سيارات محترقة وأرواح مفقودة»

قبل عصر أمس، كان الطريق الأوسطى في حلوان يسير في صمته المعتاد. السيارات تمر بهدوء، وسائقو النقل الثقيل يراقبون مراياهم الجانبية بحذر، كأنهم يدركون أن أي خطأ بسيط هنا قد يتحول إلى كارثة، لكن في ذلك اليوم، وعلى امتداد هذا الطريق الذي يتلوى بين المنحنيات والمرتفعات، وقعت الحادثة التي لا يمكن نسيانها.

سيارات متفحمة بسبب حادث الطريق الأوسطي

نحو 20 سيارة، ما بين نقل ثقيل ومقطورة وسيارات ملاكى، اصطدمت ببعضها البعض في سلسلة متتالية من التصادمات التي خلفت وراءها مشهدًا أشبه بساحة حرب. 4 أشخاص فقدوا حياتهم، و8 آخرون يرقدون الآن في المستشفى بين إصابات بالغة وأخرى متوسطة. الحادثة تركت وراءها جثامين مشوهة، سيارات محطمة، ورائحة احتراق امتزجت بغبار الطريق الذي لم يهدأ حتى الآن.

في الساعات الأولى من الصباح، كان الجرار متوقفًا في منتصف الطريق. لم يكن هناك ما ينبئ بالمأساة التي ستقع، لكن الجرار الذي انفصل عن المقطورة المحملة بالدقيق والأرز بدا كأنه قنبلة موقوتة وُضعت بعناية في هذا المكان. على الطريق الذي تصل فيه السرعات إلى 60 كيلومترًا في الساعة، لم يكن للسائقين فرصة للتوقف أو المناورة.

«الطريق منحنى، وماحدش بياخد باله»، كانت تلك العبارة تتكرر بين الحاضرين.. لم تكن هناك أي إشارات تحذيرية أو محاولات لإزالة الجرار قبل وقوع الكارثة. السيارات القادمة واحدة تلو الأخرى اصطدمت به، ولم تكن النتائج أقل من مروعة.

عند وصولنا إلى المكان، كان الطريق شبه مهجور إلا من بقايا الكارثة. على الجوانب، تراكمت أكوام من الحديد المحطم الذي كان يومًا ما سيارات مكتملة، شاحنة نقل ضخمة لم يبق منها سوى هيكل محطم، بجانبها سيارة ملاكى تحولت إلى خردة متناثرة. وبين هذه الفوضى، كان هناك أثر للحياة.. خفير معين لحراسة إحدى الشاحنات يقف في صمت، كأنه شاهد على كارثة عجزت الكلمات عن وصفها.

كل شىء هنا كان يشير إلى عنف الاصطدام. الزجاج المتناثر، رائحة الوقود التي لم تفارق المكان، والآثار التي تركتها النيران على أجسام السيارات التي اشتعلت إثر التصادم. الجرار الذي تسبب في الحادث ظل على حاله، منفصلًا عن المقطورة، وكأنه يُلقى بتهمة الكارثة على كل من اقترب منه.

ضحايا حادث الدائري الأوسطي

كان «أحمد»، أحد السائقين الذين كانوا موجودين في الصباح الباكر، يقف على حافة الطريق. وجهه لم يفارق العبوس، وكأن المشهد لايزال عالقًا في ذهنه. يقول إن الجرار كان متوقفًا بطريقة غريبة، وسائقه بدا عليه القلق. «لقيناه حاطط إيده على راسه»، كانت تلك هي الصورة الأخيرة التي رآها للسائق قبل أن يبدأ كل شىء في الانهيار.

السيارات التي كانت تسير بسرعة متوسطة لم تستطع تجنب الاصطدام. أول سيارة اصطدمت بالجرار كانت شاحنة محملة بمواد ثقيلة، وبعدها بدأت سلسلة الاصطدامات. البعض انقلبت سياراتهم على الفور، بينما اشتعلت النيران في سيارات أخرى.

«بقت معجنة»، هكذا وصف أحد الشهود لحظة وقوع الحادث. لم تكن هناك كلمات أخرى تليق بوصف هذا الكم من الدمار الذي بدا وكأنه كابوس حى.

4 جثامين حملتها سيارات الإسعاف إلى المستشفى، إلى جانب 8 مصابين يعانون من جروح وكسور. أحمد عبدالعزيز، الشهير بـ«زيزو»، كان واحدًا من هؤلاء الذين فقدوا حياتهم. سائق بسيط من حلوان، خرج في ذلك اليوم كعادته ولم يعد. بجانبه كان أحمد سعيد غالى، سائق آخر من نفس المنطقة، يحمل أحلامًا بسيطة على طريق لم يعرف الرحمة.

الجثتان الأخريان لاتزال هويتهما مجهولة. أشلاء متكسرة، وجثامين تحمل من آثار الحادث أكثر مما يمكن وصفه. داخل المستشفى، كان الأطباء عاجزين عن إخفاء دهشتهم من حجم الكارثة. «الحالة صعبة جدًا»، هذا ما سمعناه مرارًا من كل من قابلنا.

آثار حادث تصادم 20 سيارة علي طريق الأوسطي بـ حلوان آثار حادث تصادم 20 سيارة علي طريق الأوسطي بـ حلوان آثار حادث تصادم 20 سيارة علي طريق الأوسطي بـ حلوان

قرارات النيابة العامة

النيابة العامة بحلوان انتقلت على الفور إلى المكان. كان التحقيق في هذه الكارثة ضرورة ملحة، الطريق نفسه كان بحاجة إلى فحص، ليس فقط السيارات المتورطة.. الجرار الذي ظل في منتصف الطريق أصبح هو المتهم الرئيسى. فريق هندسى كُلّف بفحصه للتأكد من صلاحيته، بينما بدأت عملية التحقيق مع السائق الذي تركه.

النيابة أصدرت قرارًا بالاستعلام عن الجثتين المجهولتين، مع الإسراع في الإجراءات لتحديد هويتهما، كما أمرت بفحص كاميرات المراقبة على الطريق، لمعرفة اللحظات التي سبقت الحادث وكيفية وقوعه.

آثار حادث تصادم 20 سيارة علي طريق الأوسطي بـ حلوان آثار حادث تصادم 20 سيارة علي طريق الأوسطي بـ حلوان آثار حادث تصادم 20 سيارة علي طريق الأوسطي بـ حلوان شاهدا عيان يكشفا تفاصيل الحادث لـ"المصري اليوم" ضحية الحادثضحية الحادث
للإطلاع على النص الأصلي
59
0
مشاركة
حفظ

آخر الأخبار

أحدث الأخبار

    أحدث الفيديوهات