كتب- صابر المحلاوي:
لم يكن "مصطفى عابدين"، تاجر المواشي، يعلم أن يومه المعتاد في العمل سينتهي بجريمة بشعة تهز أركان منطقة أرض اللواء. الخلافات التي بدأت قبل شهرين بين عائلته وعائلة "الطخ" تحولت إلى عداء دموي، لتدفعه مكيدة انتقامية ثمن حياته بطريقة مروعة على يد ثلاثة أشقاء قرروا إنهاء الخلاف بتجريده من ملابسه وقتله أمام الأهالي، "لازم يتعلم عليه علشان محدش يتجرأ علينا".
قبل شهرين، اندلعت شرارة الخلافات بين عائلة "عابدين" وعائلة "الطخ"، عندما نشبت مشاجرة بين "أحمد الطخ"، أحد أفراد العائلة المتهمة، وأحد أبناء عم الضحية بسبب خلاف على مكان عرض الغنم، وانتهت المشاجرة حينها بإصابة نجل عم الضحية بجروح خطيرة، وحُكم على أحمد بالسجن لمدة ستة أشهر.
لكن الغضب لم يهدأ في قلوب المتهمين، فتجددت الخلافات، مما دفع "مصطفى" إلى مغادرة منزله في أرض اللواء والانتقال للعيش مع أسرة زوجته في منطقة كرداسة.
الخميس الماضي، بينما كان "مصطفى" متجهًا إلى عمله، لاحظ أن أفراد عائلة "الطخ" يطاردونه، حاول الهروب واتصل بزوجته وأشقائه طالبًا النجدة، "الحقوني ولاد الجزارين هيموتوني"، ولجأ إلى أحد المنازل في المنطقة ليحتمي، لكن سكان المنزل صدقوا كذب المتهمين الذين ادعوا أنه لص، فسلموه إليهم.
أخذ المتهمون الضحية إلى مكان منعزل، واعتدوا عليه بوحشية مستخدمين أسلحة متعددة، جردوه من ملابسه، وانهالوا عليه بالضرب والطعن، ما أدى إلى إصابته بنزيف داخلي وكسر في الجمجمة، ولم يكتفوا بذلك، بل صوّروه عاريًا قبل أن يلقوه في الشارع بين الحياة والموت.
نُقل "مصطفى" إلى المستشفى على يد أحد أقاربه، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة بعد ساعة بسبب الإصابات البالغة، ولم تكتفِ عائلة "الطخ" بالجريمة، بل تجولوا في المنطقة حاملين ملابس الضحية الملطخة بالدماء، مفتخرين بفعلتهم البشعة.
ألقى رجال الأمن القبض على المتهمين الثلاثة: إبراهيم (36 عامًا)، وأحمد (25 عامًا)، وعبد المنعم (21 عامًا)، وجميعهم من عائلة "الطخ"، وتم التحفظ عليهم، وقررت النيابة العامة استمرار حبس المتهمين على ذمة التحقيقات.