تشهد مصر خلال الفترة القليلة الماضية تكثيف الاستعدادات للانتهاء من تنفيذ وتطوير ثلاثة مشاريع أثرية وهى «مشروع التجلى الأعظم بسيناء، مشروع تطوير منطقة الأهرامات بالجيزة، والمتحف المصرى الكبير بالجيزة»، حيث تشهد تلك المشاريع اهتمامًا كبيرًا من قبل القيادة السياسية؛ نظرًا لأهمية هذه المشاريع باعتبارها مشاريع قومية ضخمة وتساهم فى جذب الاستثمارات وتشجيع الحركة السياحية الوافدة إلى مصر، وذلك بعد الانتهاء من أعمال التنفيذ واقتراب الافتتاح الرسمى لها.
وخلال الأشهر القليلة الماضية، قام الدكتور مصطفى مدبولى بعقد العديد من الاجتماعات مع مسؤولى وقيادات تلك المشاريع الثلاثة، بالإضافة إلى الجولات التفقدية التى أجراها رئيس مجلس الوزراء على مدار الفترة الماضية وبشكل أسبوعى، للوقوف على آخر استعدادات هذه المشاريع ومتابعة أعمال التقدم بها، استعدادًا للافتتاح الرسمى لها خلال الفترة القليلة المقبلة.
المتحف المصرى الكبير
يتبقى بعض اللمسات النهائية لمشروع المتحف المصرى الكبير، حيث تم خلال الأشهر القليلة الماضية الافتتاح التجريبى للقاعات الـ ١٢ بالمتحف المصرى الكبير، وجار خلال الفترة القليلة القادمة الافتتاح التجريبى لمنطقة المراكب، ويتبقى القاعات الرئيسية وقاعة توت عنخ آمون للافتتاح الرئاسى مع حفل الافتتاح الرسمى، وجارى خلال الأيام القليلة المقبلة من قبل رئيس مجلس الوزراء استعراض سيناريوهات احتفالية افتتاح المتحف المصرى الكبير، الذى يترقبه العالم كله، ويجرى العمل على أن تكون هذه الفعالية على أعلى مستوى دولى، تعبر عما تحقق من تقدم فى مصر فى مختلف المجالات فى الفترة الأخيرة، وفرصة كبيرة للترويج لمصر، والتعريف بما تتمتع به من مقاصد سياحية عظيمة ومتنوعة.
المتحف المصرى الكبيرمشروع تطوير منطقة الأهراماتوظهرت القاعات الـ ١٢ التى تم افتتاحها فى شكل مبهر وتصميم ممتاز، يحاكى الحضارة المصرية القديمة بمختلف عصورها الملكية، بالإضافة إلى طريقة عرض القطع الأثرية المختلفة التى تضمها كل قاعة من قاعات العرض المختلفة، بجانب وجود شاشات عرض تعرض تاريخ مصر القديم بشكل تفاعلى مبهر، وجاءت خريطة عرض القاعات الـ ١٢ الرئيسية كالتالى، القاعات أرقام (١-٢-٣) تضم آثار عصور ما قبل التاريخ وعصر ما قبل الأسرات وعصر بداية الأسرات وعصر الدولة القديمة، بالإضافة إلى عصر الانتقال الأول، بينما القاعات أرقام (٤-٥-٦) تضم آثار عصر الدولة الوسطى وعصر الانتقال الثانى، وقاعات العرض أرقام (٧-٨-٩) لتضم آثار عصر الدولة الحديثة، بينما القاعات أرقام (١٠-١١-١٢) ضمت آثار عصر الانتقال الثالث والعصر المتأخر والعصر اليونانى والرومانى.
ويحتوى المتحف المصرى الكبير على أكثر من ٦٠ ألف قطعة أثرية، تعود إلى «عصر ما قبل الأسرات»، أى فترة ما قبل التاريخ المصرى القديم، مرورًا بالعصور القديمة والوسطى والحديثة، ثم العصر اليونانى والرومانى، وبهو المتحف يضمّ التمثال الكبير للملك رمسيس الثانى، بعد أن تمّ نقله قبل ٢٠ عامًا من ميدانه الشهير فى القاهرة، المعروف باسم ميدان رمسيس، إلى مقرّ المتحف المصرى الكبير، كما يمتد الدرج العظيم على مسافة ٦٤ مترًا، وارتفاع ٢٤ مترًا، تنتشر على منصّات «الدرج العظيم»، ٦٠ قطعة أثرية من تماثيل وأعمدة وبوابات، يصل وزن بعضها إلى ٣٨ طنًا، حيث تمّ تقسيمه إلى موضوعات تلقى الضوء على الحياة الملكية، وتطوّر علاقة الملوك بالمعبودات المصرية القديمة، وفكرة البحث عن الأبدية والبعث والخلود، وتنتهى بمشاهدة بانوراما الأهرامات الثلاثة من الشباك الزجاجى الكبير.
مشروع تطوير منطقة الأهراماتجانب من مشروع التجلى الأعظمجانب من مشروع التجلى الأعظمجانب من مشروع التجلى الأعظممشروع التجلى الأعظم
يتم العمل على تنفيذ العديد من المشروعات السياحية والتنموية والخدمية بمشروع التجلى الأعظم بسانت كاترين، التى من شأنها أن تسهم فى رفع مستوى الخدمات المقدمة بهذه البقعة الفريدة من نوعها، حيث تتضمن هذه المشروعات تطوير المنطقة السياحية وإقامة الفندق الجبلى، ومركز جديد للزوار، ومجمع إدارى، والحى السكنى بالزيتونة، إلى جانب إنشاء ساحة ومبنى السلام، وتطوير وادى الدير، وتطوير منطقة إسكان البدو، فضلا عن تنفيذ العديد من الأعمال والإنشاءات التى تتعلق بشبكات المرافق، وتوسعة وازدواج الطرق، والأعمال الخاصة بتطوير مطار سانت كاترين الدولى، وذلك بما يؤهل هذه المنطقة الواعدة لاستقبال المزيد من حركة السياحة الوافدة إليها، تعظيما لما تتمتع به من العديد من المقومات.
وتشمل مناطق المشروع منطقة «النُزل البيئى الجديد»، الذى يعتبر امتداد بمنطقة وادى الراحة على مساحة ٣٩٥٠٠ متر مربع، ويتكون من ٧ مبانٍ بإجمالى ١٩٢ غرفة فندقية بيئية، كما يضم مطعمًا لكل مبنى بجانب مبنى استقبال مركزى، بالإضافة إلى إنشاء الحديقة الصحراوية بمحازاة سفح الجبل؛ لتربط النُزل البيئى الجديد بالفندق الجبلى، ويشمل إنشاء ممشى «درب موسى» ليحاكى المسار التاريخى لسيدنا موسى عبر وادى الراحة وصولًا إلى جبل التجلى، كما يشمل تطوير ٧٠ شاليهًا بالنُزل البيئى القائم، و«مركز الزوار الجديد» الذى يعد نقطة استقبال محورية للزائرين، ويتم إقامته على مساحة ٣١٧٠ متر مربع، ويضم صالة استقبال ومعلومات، محلات هدايا تذكارية، مكاتب إدارية، مكاتب حجز رحلات وطيران، مطعم وكافيتريا وصيدلية، منطقة للاستجمام، قبة سماوية لمشاهدة أفلام ثلاثية الأبعاد، بحيرة صغيرة وحديقة بها نقطة استقبال، بالإضافة إلى مناطق انتظار منظمة للسيارات والأتوبيسات والعربات الكهربائية.
وتستهدف «المنطقة السكنية بالزيتونة بمدينة سانت كاترين»، إضافة وحدات سكنية وخدمية لاستيعاب الكثافة السكانية للمدينة بعد التنمية، وتضم ٢١ مجمعًا سكنيًا بإجمالى ٥٤٦ وحدة بجودة تشطيب فوق المتوسط وفاخر، ومساحات الوحدة تتراوح من ١٠٠ متر مربع إلى ٢٣٠ مترا مربعا، وتشمل إقامة خدمات متكاملة، مدرسة ومسجدا وكنيسة ومحلات تجارية، وهدفها الحفاظ على الصورة الروحانية للمكان والحفاظ على الغطاء النباتى الطبيعى، بجانب مشروع توسعة وتطوير «مطار سانت كاترين الدولى»، والذى يشمل ثلاثة مكونات رئيسية هى، المنطقة الإدارية والخدمية وتضم: بوابة الرسوم، نقطة حراسة متقدمة، مبنى إيواء الجنود، خزان محطة وقود، موزعات كهرباء، مبنى إنارة الممرات، مبنى تأمين الترماك، مسجد، خزان مياه، مبان للصيانة، منطقة مخلفات، مبنى أرصاد، سكن للعاملين، مبنى المخازن، جراج، بالإضافة إلى منطقة مبنى الركاب وتضم: صالة ركاب بسعة ٦٠٠ راكب/ساعة، قاعة VIP، صالة سفر وأخرى للوصول دولى ومحلى، مبنى التصاريح، محطة تبريد، محطة كهرباء، منطقة انتظار سيارات.
حيث إن متوسط النسبة التنفيذية الإجمالية لمختلف المشروعات وصلت إلى ٩٠٪، وجار العمل على سرعة الانتهاء واستكمال باقى المشروعات، سعيًا لدخولها الخدمة فى أقرب وقت، والتى من بينها إنشاء كل من: مركز الزوار الجديد، وساحة السلام، والنزل البيئى الجديد، والفندق الجبلى، والمجمع الإدارى، والمنطقة السكنية الجديدة بالزيتونة، هذا فضلا عن تطوير كل من النزل البيئى القائم، والمنطقة السياحية، ووادى الدير، ومنطقة إسكان البدو، ومركز البلدة التراثية، إلى جانب ما يتعلق بتجديد وإحلال خطوط المياه، وشبكات الكهرباء، ومحاور ومسارات العديد من الطرق المؤدية لمدينة سانت كاترين، ومشروع درء أخطار السيول بالمنطقة، ووجه رئيس الوزراء، ببدء الاستعداد لاحتفالية افتتاح هذه المشروعات المهمة، التى ستسهم فى الترويج السياحى، وجذب أعداد جديدة من السياح الوافدين.
مشروع تطوير منطقة الأهرامات
تشمل أعمال التطوير بمنطقة أهرامات الجيزة، إقامة مركز لخدمة السائحين، ودورات مياه فندقية، وبوابات ذكية بتذاكر إلكترونية، وقاعات سينما، ومركز طبى، بالإضافة إلى وجود مركز لكبار الزوار، والعمل على إتاحة كل ما يحتاجه الزائر لجعل زيارته للمنطقة الأثرية تجربة مميزة بما يُسهم فى تحسين التجربة السياحية للزائرين، وإحداث أثر إيجابى يدفعهم لتكرارها والترويج لها فى بلدانهم واستقطاب زوار أكثر، بالإضافة إلى تجهيزات بوابات الدخول والتى تم تزويدها بلوحات إرشادية ومعلوماتية تتضمن التعريف بأسعار تذاكر دخول المنطقة الأثرية، وبعض الإرشادات السياحية والمعلوماتية عن المنطقة ككل ومسارات الزيارة، بالإضافة إلى تجهيز المنطقة لاستقبال السياحة الميسرة من ذوى الهمم وإعداد مسارات زيارة ودورات مياه مجهزة خاصة بهم بما يعمل على توفير كافة سبل الإتاحة بالمنطقة الأثرية.
ويأتى مخطط تطوير منطقة هضبة الأهرامات الأثرية ضمن استراتيجية الحفاظ على الموروث الأثرى والتراثى وكذلك رفع جودة تجربة الزائر لمنطقة الأهرامات، حيث اعتمد مخطط المشروع على تقسيم المنطقة ومجالها الأثرى إلى ثلاثة نطاقات تبعًا للأهمية الأثرية ومعطيات كل نطاق وطبيعته، بحيث يمثل النطاق الأول الأساس المباشر للمنطقة الأثرية ويضم كل الآثار المبنية والظاهرة والخاضعة للتنقيب الأثرى أو المحتملة، أما النطاق الثانى فيمثل منطقة عازلة، ويشكل النطاق الثالث أو الخارجى منطقة انتقالية ضمن الحدود المعتمدة للمنطقة الأثرية.
ويتضمن المشروع بمراحله الثلاث تطوير مداخل المنطقة الأثرية، وبناء سور مراقب بالكاميرات، وغرفة تحكم لأنظمة المراقبة، وإنشاء مبنى جديد للتفتيش، وتأهيل الطرق، وإنشاء مركز للزوار، وإنشاء منطقة للتريض خارج السور الأمنى مساحتها ١٨ كم مخصصة لركوب الخيل والجمال ويمكن الدخول إليها من المنطقة الأثرية ويسمح فيها بتواجد الباعة الجائلين، وتطوير منطقة الصوت والضوء، بالإضافة إلى إقامة أبنية خدمية كتلك الخاصة بالإدارة الهندسية والمخازن والورش الملحقة بها، ومبنى للشرطة، ومبنى للدفاع المدنى، وأبنية لخدمة الهجانة والخدمات البيطرية الملحقة، كما يتيح المشروع استخدام سيارات كهربائية لنقل السائحين من مركز الزوار إلى جميع المزارات الأثرية بدلاً من السيارات الخاصة والحافلات السياحية حماية للآثار من مخاطر التلوث، بتكلفة ٣٢٦ مليون جنيه.