تُعد جزيرة أبو منقار واحدة من الجزر الطبيعية المهمة فى البحر الأحمر، والتى لا تقتصر أهميتها على كونها جزيرة رملية ساحرة بل تتميز أيضًا بتنوع بيئى وبيولوجى فريد، يجعلها واحدة من أبرز المحميات الطبيعية فى مصر. تقع جزيرة أبو منقار على بُعد مسافة قصيرة جدًا من شاطئ مدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر، ويغطيها البحر الأزرق الذى يحتضن شعابًا مرجانية وحياة بحرية غنية، ما يجعلها مقصدًا للباحثين والعلماء الذين يسعون لدراسة الأنظمة البيئية الفريدة.
جانب من جزيرة «أبومنقار»كما تعد جزيرة أبو منقار إحدى أروع الجزر الطبيعية فى البحر الأحمر، وتعتبر نموذجًا فريدًا فى إدارة المحميات البيئية وحماية الحياة البحرية، بفضل شعابها المرجانية، وتعدد أنواعها البحرية وشواطئها الرملية، وكونها نقطة توقف هامة للطيور المهاجرة. تحتوى الجزيرة على الموارد البيئية الحيوية التى يجب الحفاظ عليها لضمان استدامتها للأجيال القادمة. من خلال التعاون بين المحميات الطبيعية، المنظمات البيئية، والمجتمع المحلى، يمكن ضمان استمرارية جزيرة أبو منقار كمحطة بيئية غنية ومتنوعة فى قلب البحر الأحمر. كما تعتبر من أهم مناطق نمو غابات أشجار المانجروف.
تقع جزيرة أبو منقار فى البحر الأحمر، تحديدًا مقابل شواطئ مدينة الغردقة، وتُقدر مساحتها بين ٢ و٤ كيلومترات مربعة. تتميز الجزيرة بموقعها الاستراتيجى، حيث تشكل نقطة هامة للعديد من الأنواع البحرية والطيور المهاجرة، ما جعلها واحدة من المحميات الطبيعية المميزة فى المنطقة. تتمتع جزيرة أبو منقار بتنوع بيئى فريد، خاصة فيما يتعلق بالشعاب المرجانية والأنواع البحرية المتنوعة، والمياه المحيطة بالجزيرة تحتوى على شعاب مرجانية غنية تُشكل بيئة حاضنة للعديد من الكائنات البحرية.
وأكد الدكتور حسين نصر، المتخصص بالشعاب المرجانية بمعهد علوم البحار بالغردقة، أن الشعاب المرجانية فى منطقة جزيرة أبو منقار من الأنظمة البيئية الأكثر أهمية فى البحر الأحمر، إذ تدعم حياة العديد من الأسماك والكائنات البحرية. كما تحتوى جزيرة أبو منقار على أنواع نادرة من الأسماك، وتساهم الجزيرة فى حماية الأنواع المهددة بالانقراض مثل السلاحف البحرية والدلافين. كما تعد جزيرة أبو منقار من الأماكن الحيوية لتعشيش السلاحف البحرية المهددة بالانقراض، مثل السلاحف الخضراء وصقرية المنقار، التى تجد فيها بيئة آمنة لوضع بيضها. وتعد جزيرة أبو منقار نقطة توقف هامة للعديد من الطيور المهاجرة التى تمر عبر البحر الأحمر، وتعتبر محطة رئيسية للطيور البرية والبحرية.
وأكد مسؤولو محميات البحر الأحمر أن جزيرة «أبو منقار» من ضمن الجزر الواقعة داخل نطاق محمية الجزر الشمالية، وممنوع إقامة أى أنشطة على ظهرها، والمسموح به هو القيام بأنشطة فى محيط شواطئها وليس على اليابسة منها. وتعتبر الجزيرة من أكثر الجزر البحرية التى تمتلك تنوعًا بيولوجيًا، حيث تعد محطة استراحة وتوالد لأنواع عديدة من الطيور المهاجرة، مثل «النسر العقابي» و«النورس البحري» و«مالك الحزين» و«خطاف البحر» و«الطائر الشماط»، كما أن أسراب الدلافين تعيش حولها بصفة مستمرة.
تلعب جزيرة أبو منقار دورًا أساسيًا فى حماية العديد من الأنواع المهددة بالانقراض، سواء البحرية مثل السلاحف، أو الشعاب المرجانية التى تعتبر من الموائل الأساسية للحياة البحرية. كما تجد السلاحف البحرية، التى تعانى من تهديدات عديدة، فى الجزيرة مكانًا آمنًا بعيدًا عن الأنشطة البشرية المدمرة، مما يساهم فى الحفاظ على التوازن البيئى للمنطقة.
جزيرة أبو منقار جزء من محميات البحر الأحمر الطبيعية التى تسعى لحماية التنوع البيولوجى فى المنطقة، وتخضع الجزيرة لإدارة محمية الجزر الشمالية. يتم تطبيق قوانين صارمة لحظر الصيد الجائر واستخدام أساليب غير قانونية تهدد الحياة البحرية. كما تُراقب حالة التوازن البيئى بهدف الحفاظ على استدامة الحياة البحرية للأجيال القادمة.
ورغم الجهود المبذولة للحفاظ على جزيرة أبو منقار، إلا أنها تواجه العديد من التحديات البيئية التى تهدد استدامتها. التلوث البحرى الناتج عن الأنشطة البشرية، مثل النفايات البلاستيكية والزيوت، يؤدى إلى تدهور النظام البيئى. كما أن الارتفاع المستمر فى درجات الحرارة يؤدى إلى ظاهرة تبييض الشعاب المرجانية، ما يهدد الحياة البحرية. أما الأنشطة السياحية غير المنظمة، فعلى الرغم من أن السياحة البيئية تمثل أحد مصادر الدخل الرئيسية، إلا أن الأنشطة السياحية غير المدروسة قد تؤدى إلى التدمير البيئى، سواء من خلال التلوث أو التأثير على الشعاب المرجانية.
لحماية جزيرة أبو منقار والحفاظ على بيئتها الطبيعية، تقوم محميات البحر الأحمر بعدد من المبادرات، مثل برامج التوعية البيئية التى تهدف إلى زيادة الوعى العام حول أهمية حماية البيئة البحرية والبرية فى الجزيرة. كما تُجرى الدراسات والبحوث البيئية لمراقبة الأنظمة البيئية والموارد الطبيعية فى الجزيرة، وتُراقب الأنشطة البحرية والسياحية فى المنطقة لضمان التزامها بالإجراءات البيئية.