اليوم السابع

2025-01-20 11:03

متابعة
105 سنوات على ميلاد "الصوت الباكى" الشيخ محمد صديق المنشاوى.. صور

 

الشيخ محمد صديق المنشاوي هو أحد أعلام، الذين تركوا بصمة لا تُمحى في تاريخ القراء والمستمعين على حد سواء، وُلد في 20 يناير عام 1920م في مدينة المنشاة التابعة لمحافظة سوهاج في صعيد مصر، والتي تبعد حوالي عشرة كيلومترات عن مركز المحافظة.

نشأ الشيخ المنشاوي في أسرة قرآنية عريقة، حيث كان والده وجده من أشهر قراء القرآن في مصر، ما جعله ينشأ في بيئة مفعمة بحب القرآن الكريم، وهو ما أثر بشكل كبير في مسيرته القرآنية منذ صغره.

التحق الشيخ المنشاوي في سن مبكرة بكتَاب القرية، حيث بدأ بتعلم القرآن الكريم كانت دراسته في الكُتَّاب بداية لمشوار طويل في مجال حفظ وتلاوة القرآن أتم حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، وكان يتلوه بطريقة تميزت بالخشوع والتركيز على مخارج الحروف وأحكام التلاوة، ولم تقتصر تلاوته على الكتابة فقط، بل كان يستمع إلى كبار القراء في مصر ويستفيد من علومهم، مما جعله يتمكن من إتقان القراءات العشر وتعلم الألحان الصوتية التي كانت تميز تلاواته فيما بعد.

في سن صغير، اكتسب الشيخ المنشاوي شهرة كبيرة في قريته والمحافظات المجاورة بسبب صوته الخاشع الذي كان يلامس القلوب، و كان يشارك في السهرات القرآنية، التي كانت تجمع أهل القرية للاستماع إلى تلاواته، وكان صوته الجهوري يترك أثراً عميقاً في النفوس وقد أطلق عليه لقب "القارئ الباكي" نظراً لتأثره العميق أثناء تلاوته للقرآن، مما جعل المستمعين يشعرون بصدق مشاعره وتفانيه في تلاوة كتاب الله.

في البداية، كان الشيخ محمد صديق المنشاوي يرفض فكرة العمل في الإذاعة، حيث كان يرى أن عمله في التلاوة يجب أن يكون في إطار عبادي بحت، وأنه لا يحتاج إلى الشهرة أو التواجد في وسائل الإعلامن وعندما وجهت إليه الدعوة من إذاعة القرآن الكريم في مصر لتسجيل تلاواته، كان رده "لا أحتاج إلى ذلك"، ولكن بعد أن أثرت شهرته بشكل كبير وأنتشرت تلاواته بين الناس، قرر قبول الدعوة في عام 1953م. وفي هذا العام، بدأ الشيخ في نشر تلاواته عبر إذاعة القرآن الكريم، وذاع صيته في مصر والعالم الإسلامي، وأصبح من أبرز القراء في تاريخ الإذاعة المصرية.

لم يقتصر تأثير الشيخ المنشاوي على مصر فقط، بل سافر إلى العديد من الدول العربية والأجنبية في إطار دعوات رسمية لتلاوة القرآن الكريم في مناسبات دينية فقد زار دولاً مثل إندونيسيا، وسوريا، والأردن، والسعودية، وليبيا، والجزائر، وقرأ في أهم المساجد مثل المسجد النبوي والمسجد الحرام والمسجد الأقصى، حيث أُعجب الجميع بقدرة الشيخ على التأثير في مستمعيه، وكانت تلاواته تتميز بالانتقال السلس بين السرعة والهدوء، مما منحها طابعاً فريداً وأسلوباً فنياً أصيلاً.

على الرغم من التحديات الصحية التي واجهها، حيث أصيب في عام 1966م بمرض أثر على قدرته الصوتية، إلا أن الشيخ محمد صديق المنشاوي استمر في مسيرته حتى وفاته، وقد نصحه الأطباء بعدم إجهاد صوته، لكن الشيخ رفض تماماً التوقف عن تلاوة القرآن، فاستمر في عمله حتى آخر أيامه.

وفي 20 يونيو 1969م، رحل الشيخ عن عالمنا، تاركاً وراءه إرثاً ضخماً من التلاوات التي لا تزال تُذاع وتُستمع إليها في جميع أنحاء العالم.

لقد ترك الشيخ محمد صديق المنشاوي بصمة لا تُنسى في مجال تلاوة القرآن الكريم تلاواته تظل واحدة من أروع التلاوات التي يحرص المسلمون في جميع أنحاء العالم على الاستماع إليها، إذ لا يزال صوت الشيخ المنشاوي يلامس قلوب محبيه وعلى الرغم من مرور 105  سنه على وفاته، إلا أن إرثه لا يزال حياً في ذاكرة كل من استمع إلى صوته العذب والجميل.

في حياته، كان الشيخ المنشاوي رمزاً للخشوع، وللإخلاص في خدمة القرآن الكريم لم يكن مجرد قارئ عادي، بل كان يعتبر التلاوة عبادة وتفانياً في خدمة كتاب الله وقد تجلى هذا التفاني في عمله على بناء مسجد في منزله بعد أن كان قد خصص الطابق الأرضي لتخزين السيارات تعاون مع أحد أصدقائه المسيحيين لبناء هذا المسجد، الذي أصبح يحمل اسم "مسجد الشيخ صديق المنشاوي" نسبة إلى والده.

لقد ترك الشيخ المنشاوي إرثاً عظيماً يتجاوز تلاواته الصوتية فقط، بل يمتد إلى تأثيره الروحي والثقافي، حيث يُعتبر أحد أبرز الشخصيات التي شكلت الذاكرة القرآنية المصرية والعربية.

أسم الشيخ محمد صديق على مقبرته 


أسم الشيخ محمد صديق على مقبرته 


 

حتى الاطفال يأنسون بالتواجد فى المقبرة


 

 

للإطلاع على النص الأصلي
21
0
مشاركة
حفظ

آخر الأخبار

أحدث الأخبار

    أحدث الفيديوهات