يتواصل العمل فى مشروع إنشاء أول مترو فى الإسكندرية، للانتهاء من تحقيق حلم المواطنين لأكثر من 27 عامًا، كانوا يستقلون خلالها قطارًا متهالكًا وقديمًا للتنقل من شرق المحافظة وحتى غربها بطول 21.7 كيلومترًا، والمعروف بـ «قطار أبوقير».
تسابق الدولة الزمن من أجل الانتهاء من هذا المشروع الهام، لتستفيد الإسكندرية من توفير وسيلة انتقال سريعة وآمنة وذات جدوى اقتصادية، وسيكون هناك مردود سريع للمشروع على المواطن، خصوصًا أن المحافظة تعمل على خلق منظومة متكاملة للنقل الجماعى بهدف الحد من التكدس المرورى، لتصبح وسائل النقل الجماعية سريعة وحضارية، بما يتناسب مع القيمة التاريخية للمحافظة الساحلية. بالإضافة إلى ذلك، سيتم استغلال المسارات العلوية للمشروعات لخلق محاور طولية وعرضية للربط بين طريق الكورنيش وطريق الحرية ومحور المحمودية.
وبدأت وزارة النقل أعمال المرحلة الأولى من المشروع، الذى يقع على مرحلتين رئيسيتين؛ الأولى تتضمن الاعتماد على مسار خط سكة حديد أبو قير الحالى فى المسافة من أبو قير إلى محطة مصر بطول نحو 22 كيلومترًا، وتشمل 18 محطة، منها سطحية وعلوية، وهى: «أبو قير، طوسون، المعمورة، الصلاح، المنتزه، المندرة، العصافرة، ميامى، سيدى بشر، فيكتوريا، السوق، الظاهرية، سيدى جابر، سبورتنج، الحضرة، غبريال، باب شرق، ومحطة مصر»، إضافة إلى ورشة عمرة القطارات. وتبلغ سرعة القطارات 80 كيلومترًا فى الساعة.
أما المرحلة الثانية، فستكون للربط بين هذه المشروعات بمسار يصل إلى مدينة برج العرب الجديدة، ويمر على التجمعات السكانية الحالية مثل بشائر الخير ومناطق العجمى وصولًا إلى برج العرب، ليلتقى مع القطار السريع «العلمين - العاصمة الإدارية»، وذلك بهدف تحقيق تناغم متكامل بين وسائل النقل الجماعى المختلفة. وأكدت وزارة النقل أنه من المقرر أن يمتد المشروع بطول 21.7 كيلومترًا، من محطة سكة حديد أبو قير وحتى محطة مصر بالإسكندرية، منها 6.5 كيلومتر سطحى فى المسافة من محطة مصر حتى ما قبل محطة الظاهرية، ثم علوية بطول 15.2 كيلومتر حتى محطة أبو قير، ويشتمل على 20 محطة ( 6 سطحية،و 14علوية).
وأشارت إلى أنه يتم تنفيذ أعمال الخوازيق لأساسات وأعمدة المسار العلوى فى المسافة بين محطتى «طوسون وفيكتوريا»، وكذلك التجهيز لبدء تركيب الكمرات والعمل فى تنفيذ أساسات المحطات. وأوضحت أن المشروع سيشكل نقلة نوعية كبيرة فى منظومة النقل الجماعى الأخضر المستدام الصديق للبيئة فى الإسكندرية، كما أن له دورًا كبيرًا فى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية السريعة المستهدفة للمحافظة.
وأضافت الوزارة أن المشروع يستهدف أيضًا تحقيق التشغيل الآمن للخط، خاصة بعد إلغاء المزلقانات والعديد من المعابر المخالفة والتقاطعات مع الحركة المرورية، وكذلك استيعاب حركة النقل المتزايدة وعدد الرحلات، والمساهمة فى تخفيف الاختناقات المرورية بالإسكندرية وخفض استهلاك الوقود، إذ يعتمد التشغيل على الطاقة الكهربائية النظيفة. كما يهدف المشروع إلى زيادة الطاقة القصوى للركاب من 2850 راكبًا فى الساعة بكل اتجاه إلى 60،000 راكب، وتقليل زمن الرحلة من 50 دقيقة إلى 25 دقيقة، وزيادة سرعة التشغيل من 25 كيلومترًا فى الساعة إلى 100 كيلومتر فى الساعة، وتحقيق زمن أقصر للتقاطر من 10 دقائق إلى 2.5 دقيقة. كما يحقق الخط تبادل خدمة نقل الركاب مع خط سكك حديد «القاهرة - الإسكندرية» فى محطة مصر، ومع خط سكك حديد «القاهرة - الإسكندرية» وترام الرمل فى محطة سيدى جابر، وكذلك مع ترام الرمل فى محطة فيكتوريا، ومع خط سكك حديد رشيد فى محطة المعمورة.
ويستعد القائمون على المشروع لإضافة لمسة تراثية عبر ثلاث محطات رئيسية تعكس تاريخ المدينة وثقافتها، إذ سيتم تصميم محطات المنتزه وسيدى جابر ومحطة مصر بشكل يبرز الطابع التاريخى لهذه المواقع، مع الحفاظ على هوية كل منها. كما سيتم إنشاء ثلاث محطات جديدة لأول مرة، بجانب المحطات القديمة التى يتم هدمها وتحويلها لمحطات مترو، وهى: «باب شرق، سبورتنج، وكفر عبده»، بإجمالى ست محطات.
ويهدف المشروع، إلى جانب تحقيق التنقل الآمن، إلى تعزيز السياحة الثقافية من خلال إبراز الطابع التراثى للمحطات الثلاث، مما يعزز تجربة الركاب ويربطهم بتاريخ الإسكندرية. وسيتم إضافة طابع تراثى للمحطات التراثية لمترو الإسكندرية، وهى «المنتزه، سيدى جابر، ومحطة مصر». وبالنسبة إلى محطة المنتزه، فستكون ضمن المحطات العلوية، ويجرى تصميمها بشكل يعكس الطراز المعمارى التاريخى للمنطقة، التى تعد وجهة سياحية هامة ومعلمًا بارزًا فى الإسكندرية، إذ ستعكس المحطة جمال وروح هذا الموقع الأثرى الفريد. أما محطة سيدى جابر، فتقع ضمن المحطات السطحية، وتعد نقطة وصل حيوية المشروع، إلى جانب تحقيق التنقل الآمن، إلى تعزيز السياحة الثقافية من خلال إبراز الطابع التراثى للمحطات الثلاث، مما يعزز تجربة الركاب ويربطهم بتاريخ الإسكندرية.
وسيتم إضافة طابع تراثى للمحطات التراثية لمترو الإسكندرية، وهى «المنتزه، سيدى جابر، ومحطة مصر». وبالنسبة إلى محطة المنتزه، فستكون ضمن المحطات العلوية، ويجرى تصميمها بشكل يعكس الطراز المعمارى التاريخى للمنطقة، التى تعد وجهة سياحية هامة ومعلمًا بارزًا فى الإسكندرية، إذ ستعكس المحطة جمال وروح هذا الموقع الأثرى الفريد. أما محطة سيدى جابر، فتقع ضمن المحطات السطحية، وتعد نقطة وصل حيوية فى الإسكندرية، وسيتم تصميمها للحفاظ على روح وتاريخ المنطقة، مما يضفى طابعًا تقليديًا خاصًا يبرز هوية سيدى جابر كموقع يجمع بين الحداثة والتراث. أما محطة مصر، التى تعد من أقدم المحطات وأكثرها أهميةفى المحافظة، فسيتم الحفاظ على معالمها التراثية فى التصميم الجديد، مع التركيز على إبراز عمقها التاريخى الذى يمتد لأكثر من قرن.
وبدأت محافظة الإسكندرية تنفيذ المسار البديل لهدم كوبرى المندرة، الذى يأتى ضمن مشروع إنشاء مترو أبو قير الجديد، إذ يعترض مسار المترو. وتم البدء فى تنفيذ أعمال تمهيد المسارات البديلة لكوبرى المندرة، بدءًا من جسم النفق حتى نقطة مرور المندرة، وذلك فى إطار التمهيد لأعمال هدم الكوبرى وتطوير ميدان المندرة.
وذكرت المحافظة أنه يتم العمل على تنفيذ المسار البديل على مرحلتين؛ المرحلة الأولى داخل حرم المترو، وذلك فى الجزء الواقع بين نقطة مرور الزعيم وهيكل الكوبرى القائم، أما المرحلة الثانية، فتمتد من كوبرى المندرة (حرم المترو) وصو لاً إلى نقطة شرطة المندرة. كما ستتضمن إزالة الجزيرة الوسطى بالطريق، وإزالة الستارة النباتية والنخيل وأعمدة الإنارة والإعلانات المتواجدة على الجزيرة، وذلك من خلال توسعة حرم الطريق الناقل من قلب المندرة إلى الكورنيش والعكس، مع زيادة عدد الحارات المرورية، مما يساهم فى تحقيق سيولة مرورية كبيرة بالمنطقة.
وأوضح محمد جبريل، عضو لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، أن مشروع إنشاء مترو جديد للإسكندرية يمثل حلمًا طال انتظاره لعقود تصل إلى أكثر من 27 عامًا. وأشار إلى أن المترو يشكل نقلة نوعية كبيرة فى منظومة النقل الجماعى، ويربط المدينة العريقة من شرقها إلى غربها، مما يخفف الحمل عن شبكة الطرق العامة بالمدينة. كما أنه يوفر من استهلاك المواد البترولية، ويحافظ على البيئة، إذ يعمل بالطاقة الكهربائية.
وأضاف «جبريل» أن معدلات التنفيذ للمرحلة الأولى مُبشّرة، وتسجل نسبًا مرضية وفقًا للجدول الزمنى المقرر للأعمال، متابعًا: «المشروع يعد أول مترو يتم تنفيذه خارج القاهرة بطول نحو 22 كيلومترًا، ويهدف إلى نقل نحو 60 ألف راكب فى الساعة».