كتب- أحمد الجندي:
تصوير- محمود بكار:
استضافت القاعة الدولية بلازا “2”، ضمن فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوة بعنوان “الصين: مبادرة الحزام والطريق”، بحضور نخبة من الشخصيات البارزة في مجالي الثقافة والدبلوماسية.
شارك في الندوة السفير علي الحفني، سفير مصر السابق في الصين، والدكتور أحمد السعيد، الرئيس التنفيذي لمجموعة بيت الحكمة الثقافية، وأدارها الكاتب الصحفي يوسف أيوب.
افتتح يوسف أيوب الجلسة معربًا عن سعادته بإدارة ندوة تضم شخصيات بارزة لها إسهامات كبيرة في تعزيز العلاقات الثقافية بين مصر والصين.
الصين.. قوى اقتصادية صاعدة ومشروع عملاق
أكد السفير علي الحفني أن الصين تمتلك جميع المقومات التي تؤهلها لتكون القوة الأولى عالميًا في مجالات التكنولوجيا والاقتصاد، حيث تحتل حاليًا المرتبة الثانية عالميًا وتسعى لصدارة الاقتصاد العالمي.
وأوضح "الحفني" أن “مبادرة الحزام والطريق”، التي أطلقتها الصين عام 2013، تُعد مشروعًا ضخمًا يربط بين آسيا وأفريقيا ويضم أكثر من 120 دولة، بهدف تعزيز التجارة والاستثمار وتحسين البنية التحتية، بما يشمل تطوير الطرق والموانئ.
وأشار إلى أن المبادرة تمثل نموذجًا جديدًا للعولمة يقوم على التعاون والتنمية المشتركة، بعيدًا عن النهج الاستعماري السابق، مضيفًا أنها تشمل 3500 مشروع اقتصادي على مدار عشر سنوات، مما يجعلها واحدة من أكبر المبادرات الاقتصادية في التاريخ.
كما تحدث الحفني عن تأثير المبادرة على مكانة الصين عالميًا، حيث عززت نفوذها الاقتصادي رغم الانتقادات الغربية، خاصة فيما يتعلق بالقروض التي تقدمها للدول النامية، إلى جانب المخاوف البيئية المصاحبة لبعض المشاريع الكبرى.
المبادرة وأثرها على مصر
من جانبه، أوضح الدكتور أحمد السعيد أن “مبادرة الحزام والطريق” مشروع استراتيجي يسعى لتعزيز التعاون الاقتصادي من خلال تطوير شبكة عالمية من الممرات التجارية والبنية التحتية. وأشار إلى أن المبادرة تتكون من شقين رئيسيين:
• الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، الذي يربط الصين بالدول الآسيوية والأوروبية عبر البر.
• طريق الحرير البحري، الذي يركز على تطوير الموانئ والممرات البحرية لتعزيز التجارة الدولية.
وأكد السعيد على أن المبادرة تضم أكثر من 150 دولة حول العالم، وتحقق فوائد اقتصادية عديدة مثل تعزيز التجارة الدولية، نقل التكنولوجيا، وتحسين البنية التحتية في الدول المشاركة. كما تطرق إلى التحديات التي تواجهها، مثل تراكم الديون على بعض الدول، المخاوف من التوسع الجيوسياسي للصين، والتأثيرات البيئية لبعض المشروعات.
فرص مصر في المبادرة
أبرز السعيد المكاسب التي حققتها مصر من المبادرة، حيث ساهمت في تطوير قناة السويس، جذب الاستثمارات الصينية، وإنشاء مصانع في مجالات متعددة مشيراً إلى دور المبادرة في تعزيز التعاون في مجالات الطاقة المتجددة والبنية التحتية، إلى جانب دعم التبادل الثقافي والتعليمي بين مصر والصين.
وأكد على أهمية تعزيز استفادة مصر من المبادرة عبر تشجيع التصنيع المحلي، تحفيز الاستثمارات، وتوسيع التعاون في مجالات التكنولوجيا والطاقة النظيفة، مشددًا على ضرورة أن تكون مصر شريكًا فاعلًا في المبادرة، وليس مجرد متلقٍ للاستثمارات.
واختتم السعيد حديثه بالتأكيد على أن “مبادرة الحزام والطريق ليست مجرد مشروع اقتصادي، بل فرصة استراتيجية لمصر لتصبح مركزًا إقليميًا في التجارة والصناعة والتكنولوجيا، مما يتطلب استغلالها بذكاء لتعظيم الفوائد الاقتصادية والسياسية.”