استعرض الشيخ محمد كساب، أحد علماء وزارة الأوقاف، قصة عظيمة عن الصحابي الذي نال شرف دخول الجنة، والذي حير الصحابة رضوان الله عليهم بسبب مكانته الكبيرة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة»، وعندما دخل هذا الرجل، كان الصحابة في حيرة من أمرهم، لا يعرفون من هو هذا الصحابي العظيم، حتى أن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قرر أن يتعرف عليه شخصيًا.
وأضاف «كساب» خلال حلقة برنامج «حياة»، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد: «عبدالله بن عمرو بن العاص ذهب إلى الرجل وسأله عن سبب هذه المنزلة العظيمة التي جعلته من أهل الجنة، فكان الجواب بسيطًا لكنه عميقًا: 'إنني لا أحتفظ في صدري بحقد أو غش تجاه أي مسلم، ولا أنظر إلى رزق الآخرين'».
وواصل: «القصة تحمل درسًا عظيمًا، وهو أن نقي القلب الذي لا يحمل في صدره كراهية أو حسد هو الذي يستحق الجنة، هذا هو سر تميز هذا الصحابي، وأنه ببساطته كان يتجنب الغل والحقد، ما جعله يعيش بسلام داخلي مع نفسه ومع الناس».
وأشار إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «أفضل الناس كل مخموم القلب صدوق اللسان»، حيث أوضح النبي صلى الله عليه وسلم أن المخموم القلب هو الذي لا يحمل في قلبه أي إثْم أو بغضاء، ولا يعاني من مشاعر سلبية تجاه الآخرين.
وتابع «كساب»: «المخموم القلب هو ذلك الإنسان الذي لا يحسد ولا يغتاب ولا يضمر الشر للآخرين، بل يحاول دائمًا أن يكون إيجابيًا ويسعى لتحقيق أهدافه مع تمنيات الخير للآخرين، هذا هو القلب الذي يحبه الله سبحانه وتعالى».
وأوضح الشيخ أن سلامة الصدر ونقاء القلب هما من أعظم العبادات التي يمكن أن يمارسها المسلم، مشددًا على أهمية أن يسعى المسلم دائمًا لسلامة صدره وألا يحمل في قلبه أي مشاعر سلبية تجاه إخوانه، قائلًا: «القلب السليم هو الذي يقرب صاحبه من رحمة الله، وهو الأمل في دخول الجنة».