كتبت- منال المصري:

يرى خبراء الاقتصاد الذين تحدث إليهم مصراوي أن الدولار والذهب سيكونان الأحصنة السوداء من الحرب التجارية التي شنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على المكسيك وكندا والصين.

يوم الأحد الماضي وقع ترامب على قرار بفرض رسوم جمركية على واردات كندا والمكسيك لأمريكا بـ25% مع تقليصها إلى 10% على واردات النفط من كندا.

فيما فرض ترامب 10% على واردات الصين ثاني أكبر اقتصاد على مستوى العالم، معللا ذلك بتقاعس الدول الثلاثة عن منع تسلل المهاجرين غير الشرعيين لأمريكا وتهريب مادة فينتانيل المخدرة، وهو ما أدى إلى هجوم الدول الثلاثة على القرار متعهدة بالرد بالمثل.

هيمنة الدولار

ستزيد هيمنة الدولار بقوة مقابل باقي العملات الأخرى بعد فرض أمريكا رسوما جمركية على واردات بعض الدول بأعتبار اقتصاد أمريكا الأكبر على مستوى العالم.

وقال محمود نجلة، المدير التنفيذي لأسواق النقد والدخل الثابت في شركة الأهلي للاستثمارات المالية، خلال حديثه مع مصراوي، إن الدولار يربح عادة كافة الجولات في أوقات الأزمات.

وستؤدي التوترات التجارية الحالية إلى المزيد من قوة العملة الأمريكية خاصة في حال اتجاه الاحتياطي الفيدرالي- البنك المركزي الأمريكي- إلى رفع سعر الفائدة لامتصاص الضغوط التضخمية المتوقعة من الرسوم الجمركية، وفق نجلة.

وعلى المستوى العام تتأثر عملات كافة الدول وخاصة الأسواق الناشئة ومنها مصر من قوة الدولار في أوقات الإضطرابات بسبب لجوء المستثمرين للدولار بشكل أكبر باعتباره ملاذ آمن.

زيادة مكاسب الذهب

سيعزز الذهب من مكاسبها خلال الفترة المقبلة باعتباره الملاذ الآمن في أوقات الأزمات بعد التوترات الدائرة من الرسوم الجمركية الأمريكية.

وقال محمد عبد العال، الخبير المصرفي لمصراوي، إن الذهب سيكون الملاذ الآمن وسط حالة عدم اليقين الحالية وسيزيد التكالب على شراؤه.

وتجاوز سعر وقية الذهب عالميا حاجز 2700 دولار لتسجل مستوى قياسي في ظل التوترات الدائرة بعد تهديدات ترامب بشن حرب تجارية.

ويرى محمود نجلة، أنه من المتعارف عليه أن قوة الدولار تقلل من مكاسب الذهب ولكن في ظل هذه الحرب التجارية سيكون الذهب ملاذا آمنا وسيزيد التكالب على شراؤه.

وقال رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس في وقت سابق من الشهر الماضي، إنه لا يزال متفائل باستمرار الذهب في الصعود بدعم زيادة الطلب من الصين وروسيا اللتان تستحوذان على نصف الاحتياطي بالسوق وسط مخاوفهما من تحكم الدولار بمنظومة اقتصادهم حيث الذهب يعد عملة عالمية.

العملات المشفرة

تكبدت العملات المشفرة خسائر طائلة بداية من الأسبوع الجاري بعد قرار ترامب بفرض رسوم جمركية.

وعمقت البيتكوين أكثر العملات المشفرة تداولا من خسائرها متراجعة بنحو 3.75% خلال آخر 7 أيام مسجلة اليوم نحو 95.69 ألف دولار بعد أن تجاوزت نحو 108 ألف دولار في أوقات سابقة.

ويرى محمد عبد العال، أن الدولار القوي سيمتد تأثيره إلى العملات المشفرة تحت زيادة الطلب للاستثمار في الورقة الأمريكية.

سوق الأسهم

ستنعكس قرارات ترامب على سوق الأسهم بالبورصات العالمية بين كاسب وخاسر، وفق ما قاله محمد عبد العال.

وأوضح أن المستثمرين قد يميلون للأسهم في التكنولوجية دون غيرها وسط الدعم الذي تحصل عليه من دونالد ترامب.

ويستعد المستثمرون لتلقي ضربة وشيكة لأرباح الشركات الأمريكية تحت ضغوط التضخم بعد أن وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس أمرًا تنفيذيًا يفرض رسومًا جمركية على أكبر شركائه التجاريين، حيث لم تأخذ الأسواق في الاعتبار المخاطر الناجمة عن فرض رسوم أعلى على الواردات الأجنبية، وفقأ لوكالة رويترز.

بريق العملات المحلية

ستفقد العملات المحلية على مستوى الأسواق المختلفة من بريقها في عيون الاستثمار الأجنبي غير المباشر أو كما يطلق عليه "الأموال الساخنة" بفعل حالة عدم اليقين.

وقد تبدأ بعض الأموال الساخنة في التخارج من بعض الأسواق وهو ما يؤدي إلى زيادة الضغوط على العملات المحلية وتراجعها مقابل الدولار بسبب وجود ضغط على تحويل أموالهم.

وفي حال زيادة قوة الدولار ستبدا الأموال الساخنة تقلل من استثمارها بالأسواق الناشئة وسحب البساط لصالح أمريكا، وفق ما قاله نجلة.