شهدت الدكتورة مايا مرسى، وزيرة التضامن الاجتماعى، رئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، فعالية إعلان نتائج برنامج الحماية من المخدرات بالمناطق المطورة «بديلة العشوائيات»، فى إطار تكليفات رئيس الجمهورية بتنفيذ برامج الحماية من المخدرات بالمناطق السكنية الجديدة.
وأكدت «مرسى» أن صندوق مكافحة الإدمان بدأ برنامج الوقاية من المخدرات بالمناطق فى يوليو ٢٠٢٠، بتكليف مباشر من رئيس الجمهورية، فى إطار اهتمامه بالارتقاء بالخصائص السكانية للأسر بالمناطق المطورة وليكون الاستثمار فى البشر جنبًا إلى جنب؛ مع التطوير الشامل والنموذجى للبنية التحتية لهذه المناطق وضمانًا لتحقيق استدامة هذه المجتمعات، حيث حرص الصندوق أن يكون تصميم تدخلاته متكاملة وتتسق مع التدخلات التنموية المتكاملة مع مختلف الشركاء.
وأضافت أن البرنامج ارتكز على منهجية عمل تستند إلى استثمار البنية التحتية المتميزة بالمناطق المطورة، فلقد استهدفت أنشطة البرنامج مراكز الشباب والمدارس النموذجية وقصور الثقافة التى تم تطويرها، إذ إن قضية الوقاية من المخدرات يتعين أن يتم تنفيذها فى إطار سياسات تنموية واجتماعية شاملة، كما تم تعبئة متطوعين من أبناء المناطق المطورة وفقًا لمعايير مُحددة وبناء قدراتهم على مهارات التواصل والإقناع وتعزيز معارفهم بشأن رسائل الوقاية من المخدرات الموجهة للشباب والأسر.
وأوضحت أنه كان للشباب المتطوع دور بارز فى تنفيذ الزيارات المنزلية والأنشطة الوقائية الميدانية باعتبارهم كوادر طبيعية بالمناطق المطورة وينتمون لنسيج مجتمعاتها الطبيعى بجانب تنفيذ تدخلات وقائية تعتمد على التقييم الدليلى ومعتمدة من الأمم المتحدة؛ حيث تم تنفيذ برنامجى «الأسر القوية» و«الحركة بركة»، بالشراكة مع مكتب الأمم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة.
وزيرة التضامن تشهد إعلان نتائج برنامج الحماية من المخدرات
ويرتكز البرنامج على محاور استراتيجية تعزز هذه الرؤية، فهو يمثل نهجًا متكاملًا لمواجهة المخدرات ليس فقط كقضية صحية، بل كعائق أمام مسيرة التنمية يؤثر على الاستقرار والسلم المجتمعى وتحقيق الإنتاجية الاقتصادية، وتعزيز المواجهة الشاملة لمشكلة المخدرات من خلال الوقاية، والعلاج، وإعادة الدمج المجتمعى، من بناء بيئة آمنة ومستدامة داخل المجتمعات المستهدفة.
وتابعت: «أقف بينكم وسط أبنائنا المتطوعين والمتعافين بالمناطق المطورة، لأستدعى مشهدًا دوليًا مهمًا حدث خلال الأسبوع الماضى أثناء استعراض التقرير الدورى الشامل لحقوق الإنسان فى مصر أمام المجلس الدولى لحقوق الإنسان بجينيف، وسبب استدعائى لهذا المشهد أننى أرى فيكم نموذجًا عمليًا لجهود الدولة المصرية فى إرساء حقوق الإنسان وصون كرامته، وترسيخ الرعاية الشاملة بدءًا من الحق فى السكن الآمن والرعاية الصحية عالية الجودة والمشاركة المجتمعية كإحدى دعائم المواطنة التى تتبناها الدولة فى جمهوريتنا الجديدة».
واستطردت: «أولت الوزارة أولوية قصوى لتنفيذ برامج الحماية والرعاية الاجتماعية الشاملة لأهلنا فى المناطق المطورة، وتم تشكيل لجان متخصصة تعمل بتناغم لضمان تنفيذ حزمة من التدخلات التنموية بكفاءة وفاعلية، وتأتى لجنة البحوث وقواعد البيانات فى مقدمة هذه اللجان، حيث ترصد المشكلات السلوكية وصعوبات التكيف لدى السكان، مما يتيح تصميم برامج تدخل دقيقة تعتمد على بيانات ميدانية حديثة، بينما تعمل لجنة التنمية البشرية على توفير المستوى اللائق من المعيشة للسكان؛ وذلك من خلال تقديم خدمات الحماية الاجتماعية، وتقديم الإعانات الغذائية والنقدية التى تحتاجها الأسر، أما لجنة التمكين الاقتصادى، فتهدف إلى إخراج السكان من دائرة الاعتمادية عبر تمويل المشروعات الصغيرة وبرامج التدريب المهنى».
من ناحية أخرى، تُسهم لجنة الوعى والتنشئة فى تعزيز القيم والسلوكيات المجتمعية الإيجابية من خلال مبادرات التوعية والزيارات المنزلية، وأخيرًا تعمل لجنة المشاركة المجتمعية والتطوع على تشجيع الشباب على العمل التطوعى والمشاركة الفاعلة فى إيجاد حلول مبتكرة للتحديات المحلية، مما يسهم فى تمكينهم مهنيًا وتعزيز انتمائهم لمجتمعاتهم، وأن هذا الهيكل المتكامل لمجموعات العمل يعكس الالتزام بتطبيق رؤية شاملة للتنمية، حيث لا يتم التركيز على جانب واحد فقط، بل تشمل التدخلات الاقتصادية والاجتماعية والبشرية لضمان استدامة النتائج الإيجابية على المدى الطويل.
وأوضحت الدكتورة مايا مرسى أنه تم إجراء الزيارات المنزلية لما يقرب من ٤٥ ألف أسرة بالمناطق المطورة والأحياء المجاورة لها وبمعدل يصل لـ٥ زيارات للأسرة الواحدة، كما تم تنفيذ برامج الوقاية داخل ٤١ مدرسة بالمناطق المطورة بشكل مستدام، كذلك تنفيذ دليل المهارات الحياتية والوقاية من المخدرات باستهداف ٧٥٠٠ طفل، بالإضافة لتنفيذ ما يقرب من ١٧٠ فعالية رياضية وفنية تحمل رسائل التوعية بأساليب غير مباشرة وجذابة، كما قام صندوق مكافحة الإدمان بإعداد ٥٥٠ كادرًا تطوعيًا بالمناطق المطورة يحملون لواء الوعى والبصيرة لأبناء مناطقهم، بالإضافة إلى تنفيذ حملات للكشف على المخدرات بين ٢٥٤٥ عاملًا بالإدارات الحكومية المختلفة بالمناطق المطورة.
وفى إطار العلاج والتأهيل، تم استقبال ١٧٠٥٢ مريضًا من المناطق المطورة والأحياء السكنية المجاورة لها، وتقديم الخدمة لهم مجانًا وفى سرية تامة ووفقًا لأعلى معدلات الجودة ويتم متابعتهم بشكل مستمر بجانب الاستمرار فى إرساء المزيد من دعائم الحماية والوقاية من المخدرات فى إطار البرنامج الطموح الذى سيتضمن خلال الفترة القادمة تنفيذ مبادرة CHAMPS للوقاية من المخدرات والعنف، والتى تستهدف الأطفال مُنذ الولادة حتى سن ١٨ عامًا، وهى مبادرة سيتم تنفيذها بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة والذى اختار مصر من أولى الدول التى تنفذ هذه المبادرة الرائدة بما يعكس ريادة مصر الدولية فى هذا المجال.
وتوجهت الوزيرة بخالص الشكر والتقدير لمحافظى القاهرة والجيزة والإسكندرية، ورؤساء أحياء المناطق المُستهدفة، وكافة الشركاء من مختلف الجهات الحكومية على مساندتهم المستمرة لأنشطة هذا البرنامج، كما توجهت بالشكر للشريك الاستراتيجى الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، وتابعت الوزيرة: «أجدد شكرى وتقديرى لأبنائنا المتطوعين بالمناطق المطورة وفخرى واعتزازى بأبطالنا المتعافين».
واستعرض الدكتور عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة الإدمان، نتائج تقييم برنامج الحماية من المخدرات بالمناطق المطورة من خلال عينة الدراسة، والتى شملت ٦٢٠٠ مفردة بالمناطق المطورة «الأسمرات- روضة السيدة- أهالينا- حدائق أكتوبر- الخيالة- المحروسة- بشائر الخير بالإسكندرية»، وأن أكثر من ٨٣٪ من مفردات العينة تم زيارتهم وتعريفهم بالخدمات التى يقدمها الصندوق، منها أنشطة التوعية والعلاج والتأهيل لمرضى الإدمان مجانًا وتعريفهم بأنواع المخدرات وتأثيراتها والاكتشاف المبكر للتعاطى بمتوسط ٥ زيارات لكل أسرة، كما أن غالبية الأسر شاركت فى الفعاليات التى ينفذها الصندوق.
وأشار إلى أن من أهم محاور عمل الصندوق فى المناطق المطورة رفع الوعى بخطورة تعاطى المخدرات، فى إطار العمل على وجود مجتمعات آمنة رافضة لتعاطى المخدرات من خلال الزيارات المنزلية وبرامج وقائية للتجمعات الشبابية وعيادات مجتمعية، مثل المشورة والعلاج والمتابعة، والكشف المبكر عن تعاطى المخدرات للعاملين بالجهاز الإدارى داخل المناطق المطورة، وتنفيذ معسكرات تأهيلية لبناء قدرات فى القيادات والكوادر الطبيعية من أبناء المناطق المطورة للمشاركة فى تنفيذ البرامج الوقائية والخدمات العلاجية التى يوفرها الصندوق داخل المناطق المطورة بإجمالى ٥٥٠ متطوعا، مع تعزيز المهارات الحياتية للطلاب من خلال تطبيق برنامج مثبت الفاعلية ومستندة للدليل العلمى مثل الحركة بركة وفواصل بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة بجانب تنفيذ مبادرات ميدانية للأطفال لتنمية المهارات الحياتية الإيجابية وتعديل السلوك مع تنظيم ورش للأطفال تتضمن المشاركة فى مجموعة من الألعاب التفاعلية التى تحمل رسائل وقائية والحفاظ على النفس كذلك تنفيذ عرض مسرحى لرفع الوعى بخطورة التدخين.
وكرمت الوزيرة مجموعة من المتعافين من تعاطى المواد المخدرة من أبناء المناطق المطورة، وشهد الحفل تكريم ١٠٠ متعافٍ من الإدمان بعد تلقيهم كافة الخدمات العلاجية مجانًا ووفقًا للمعايير الدولية داخل مراكز العزيمة التابعة لصندوق مكافحة الإدمان.