يشهد قطاع التعليم العالي والبحث العلمي في مصر مرحلة هامة من التطوير والتحديث في إطار رؤية الجمهورية الجديدة، بهدف مواكبة متطلبات سوق العمل الحديثة وتعزيز مكانة مصر كوجهة تعليمية عالمية، وأكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي في تصريحات صحفية، أن الوزارة تسعى لتطوير المناهج والبرامج الدراسية بما يتوافق مع احتياجات الصناعة والتكنولوجيا، مع التركيز على التدريب العملي وإعداد الطلاب للوظائف المستقبلية، تأتي هذه التوجهات ضمن استراتيجيات متكاملة لتطوير النظام التعليمي وتعزيز الابتكار وريادة الأعمال، بما يسهم في خدمة الاقتصاد الوطني ودعم التنمية المستدامة.
وأضاف،يتم ربط المناهج الدراسية الحالية بالكليات والمعاهد كذلك مع آليات التدريب والتأهيل لريادة الأعمال، في ضوء احتياجات سوق العمل الحالية والمستقبلية، وبما يلبى متطلبات الوظائف المستقبلية في ظل المتغيرات التكنولوجية، التي تتماشى مع خطط الدولة الاستثمارية والاستراتيجية للتطوير قصيرة وطويلة الأجل، والعمل على مشروع تنمية أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة بالجامعات المصرية؛ لمواجهة سد العجز في بعض التخصصات والمجالات العلمية، ووضع آلية تكفل الحفاظ على القوى البشرية من الهجرة إلى الخارج، والتوسع في إنشاء برامج دراسية في تخصصات متداخلة وبينية متعددة.
جامعة حلوان: انتظام سير امتحانات الفصل الدراسي الاول..تعرف على مواعيدها بكل الكليات - صورة أرشيفيةمن جانبه قال الدكتور حسام بدراوي المفكر السياسي ومستشار الحوار الوطني لـ«رؤية 2030»، إن القضية الحقيقية لا تكمن في تطوير المناهج الدراسية فقط، بل في تطوير عملية التعلم وأهدافها بشكل شامل،حيث أن المستقبل يتطلب شبابًا قادرين على التكيف مع التغيرات المستمرة، ولديهم القدرة على فهم التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي، فضلًا عن مهارات التواصل والقدرة على الابتكار والإبداع.
وأضاف بدراوي في تصريحات خاصة لـ «المصري اليوم»، أن هدف التعلم لا يجب أن يقتصر على محتوى المناهج، بل يجب أن يكون معنيًا بكيفية العيش داخل المؤسسة التعليمية من خلال الأنشطة الرياضية والثقافية، وتعزيز روح البحث والفضول لدى الطلاب، فالمعرفة متاحة في عصرنا الحالي من خلال مختلف الوسائل، والمهم هو تعلم كيفية الوصول إليها، مع إرساء القيم الأخلاقية في الشباب.
وأشار إلى أنه لا يمكن وضع مناهج ثابتة لإعداد الطلاب لوظائف المستقبل، لأن هذه الوظائف ستشهد تغيرات مستمرة، الأهم هو إعداد الطلاب للقدرة على التكيف مع هذه التغيرات بشكل مستمر.