في مشهد مهيب داخل محكمة جنايات شبرا الخيمة، الدائرة الأولى، ووسط ترقب الحاضرين، نطقت المحكمة بإحالة أوراق «طارق.ع»- قهوجي- المتهم الأول في قضية «الدارك ويب» إلى فضيلة المفتي، مع استمرار حبس «علي الدين»- طالب- المتهم الثاني، والذي حرض على الجريمة لنزع الأعضاء البشرية خاصة المجني عليه وتصوير تلك المشاهد لإذاعتها عبر الإنترت المظلم، لتحديد مصيره في الجلسة المقبلة.
قضية خطف وقتل طفل شبرا.. أسرة الضحية تستعد لإقامة العزاء
خارج قاعة المحكمة، حيث اجتمع أهل المجني عليه، كان الحزن لا يزال يُثقل قلوبهم، رغم شعورهم بأن جزءًا من العدل قد تحقق. والد أحمد، بصوت متحشرج ودموع لا تفارق عينيه، قال: «إحنا بنشكر ربنا والقضاء العادل على الحكم ده، حق ابني رجع، والحكم أثلج صدورنا، لكننا لحد دلوقتي مش بنعرف ننام، الفراق صعب، وجرحنا كبير».
أما والدة «أحمد»، فقد ظلت تمسك بصورة ابنها الراحل، وكأنها تحاول أن تستعيده للحياة ولو للحظات. تقول: «كل يوم بنعيش وجع ماحدش يتصوره أحمد كان نور بيتنا، وحياتنا اتغيرت من يوم ما رحل، بس إحنا بنثق إن العدل خد مجراه، وربنا كبير».
«شيماء»، أخت أحمد، كانت أكثرهم تأثرًا وهي تتحدث عن أخيها الذي رحل في عمر الزهور، قالت بصوت مخنوق: «كان أخويا الصغير وأقرب واحد لقلبي، كان مليان حياة وطيبة، إحنا مش عايزين أكتر من حقه، والنهارده حاسين إن جزء من العدل اتحقق».
جلسة محاكمة صغير شبرا " الدارك ويب" - صورة أرشيفيةالعائلة أعلنت أنها ستقيم عزاءً رسميًا بعد النطق النهائي بالحكم في مارس المقبل، مؤكدين أنهم رغم الحكم، سيعيشون دائمًا في ذكريات ابنهم الراحل.
القضية التي شغلت الرأي العام، كانت قد تضمنت تفاصيل صادمة عن استدراج الطفل أحمد محمد سعد وقتله بدم بارد، بتحريض من المتهم الثاني، الذي لم يبلغ الثامنة عشرة بعد، إذ أوضح أمر الإحالة تفاصيل الجريمة، التي وصفت بأنها إحدى أبشع الجرائم المرتبطة بجرائم «الدارك ويب».