المصري اليوم

2025-02-05 22:03

متابعة
عندما يتحول مزاح على «تيك توك» إلى مأساة.. «الجنح» تصدر حكمًا في قضية «طفل إمبابة»

في حادثة مؤلمة فقد الطالب مصطفى، البالغ من العمر 15 عامًا والذي كان يدرس في الصف الأول الثانوي، حياته بعد تعرضه لجريمة مروعة نفذها اثنان من أصدقائه تحت ذريعة المزاح وتصوير مقطع فيديو لإذاعته على تطبيق «تيك توك» في منطقة إمبابة شمال الجيزة، وقد أصدرت محكمة جنح الطفل بالشيخ زايد، اليوم الأربعاء، حكمها بحبس المتهمين لمدة عامين لكل منهما، فيما تقدّم دفاعهما بطلب استئناف على الحكم الصادر.

تفاصيل الحادث

بحسب رواية والدته إيمان، كانت الحياة تسير بشكل طبيعي حتى انقلبت الأمور في مساء ذلك اليوم، إذ خرج مصطفى لزيارة جده كما اعتاد، ولم يعد بعدها. وبعد تحقيقات مكثفة، اتضح أن «مصطفى» لم يتعرض لحادث عرضي، بل كان ضحية لجريمة متعمدة، حيث استدرجه صديقاه «محمود» (16 عامًا) و«إياد» (17 عامًا) إلى مخزن صغير مستخدم لتخزين أدوات الأفراح في منطقة إمبابة، وأجبراه على الجلوس على كرسي حديدي وقيداه بحبال مشدودة، ثم تركاه في ظلام دامس لساعات طويلة.

شهادات العائلة والأقارب

في مقابلة مؤثرة، سردت إيمان تفاصيل تلك الليلة بصوت متألم، قائلة لـ«المصري اليوم»: «كنت أُحضّر لموعد مع والدتي، وتركت مصطفى ليلعب خارج البيت لساعتين، وعندما عدت لم أجد هاتفه يرن، وسرعان ما انتابني شعور بالخوف والهلع».

وأضافت «نهى»، شقيقة مصطفى الكبرى، أن كاميرات المراقبة أوضحت مشهدًا مأساويًا حيث يظهر مصطفى محاولًا فك قيوده بينما كان المتهمان يخرجان من المخزن يضحكان ويسخران منه، مما أدى في نهاية المطاف إلى سقوطه وكسر نخاعه الشوكي.

ما حدث في تلك اللحظات الحاسمة

أفادت التحقيقات أن هاتف مصطفى كان موجودًا في جيبه طوال الوقت، لكنه لم يستطع إصدار أي نداء للمساعدة بسبب قيوده وشدة الظلام الذي كان يعاني منه، وعندما عُثر على الجثمان بواسطة أحد أطفال الحي الذي لاحظ باب المخزن مفتوحًا قليلًا، هرعت فرق الإسعاف إلى المكان ونُقل الشاب إلى المستشفى، لكن الأطباء أكدوا وفاته نتيجة الإصابات الخطيرة.

الإجراءات القانونية وردود الفعل

بفضل تسجيلات كاميرات المراقبة وشهادات الشهود، تمكنت الشرطة من القبض على «محمود» و«إياد»، اللذين اعترفا أثناء التحقيق بتنفيذ الجريمة وتفاصيلها المروعة، وقد صدر الحكم من محكمة جنح الطفل بالشيخ زايد بحبس كل من المتهمين عامين، فيما تقدّم دفاعهما بطلب استئناف على هذا القرار.

انتشرت تفاصيل الحادث على منصات التواصل الاجتماعي، مما أثار موجة من الاستنكار بين أفراد المجتمع ودعا إلى ضرورة توعية الشباب بخطورة المزاح غير المسؤول، وفي تصريحاتها، عبرت «إيمان» عن ألمها العميق قائلة: «مصطفى كان طفلًا محبوبًا وكان يحلم بمستقبل مشرق، ولكن تلك الليلة تحولت أحلامه إلى كابوس لا ينتهي».

والدة وشقيقة ضحية صديقيه في إمبابة في حالة انهيار - صورة أرشيفيةوالدة وشقيقة ضحية صديقيه في إمبابة في حالة انهيار - صورة أرشيفية
للإطلاع على النص الأصلي
63
0
مشاركة
حفظ

آخر الأخبار

أحدث الأخبار

    أحدث الفيديوهات