أشار الدكتور محمد مهنا، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، إلى ما ذكره الإمام أبوالنصر الطوسي في كتابه «اللمع» عن مفهوم المقامات، حيث أوضح أن المقام هو حالة العبدبين يدي الله عز وجل، وهو ما يحققه من خلال عباداته، مجاهداته، ورياضاته، وعندما يلتزم العبدبالطاعة والعبادة، يكرمه الله ويثبته في مقامٍ من المقامات، ويتدرج العبدفي ترقيته من مقامٍ لآخر، بدءًا من مقام التوبة ثم المحاسبة، وهكذا«.
وأضاف أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، ببرنامج «الطريق إلى الله»، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس: «كما ذكر الإمام القشيري، المقامات ليست نتيجة للتكلف أو التحايل، بل هي نتائج طبيعية للمجاهدات والتضحيات التي يبذلها العبدفي طاعة الله. وقد أكد القرآن الكريم هذا المعنى في قوله تعالى: 'ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيدي'، وكذلك في قوله 'وما منا إلا له مقام معلوم'، لافتا إلى أن المقامات هي درجات روحانية يحصل عليها العبدبسبب إخلاصه وجهده».
وشرح الفرق بين المقامات والأحوال قائلًا: «أما الأحوال، فهي ما يحل بالقلوب من توفيق الله، وليست نتيجة مباشرة للمجاهدات كما هو الحال مع المقامات، فالحال هو نزول من عند الله، وهو ما يُحل بالقلوب من صفاء وطمأنينة، مثل حال الأنس، الهيبة، والبسط. وهذا يختلف تمامًا عن المقامات التي تكون نتيجة لجهد طويل ومثابرة».
وأوضح أن الأحوال لا تدوم كما المقامات، حيث قال العلماء: «دوام الحال من المحال»، وبالتالى المقامات هي درجات ثابتة يحققها العبد، بينما الأحوال هي تجليات إلهية قد تأتي وتذهب حسب التوفيق الإلهي، كما قال الإمام الجنيدي: 'الحال نزلة تنزل بالقلوب فلا تدوم'.«
وأضاف: «المقامات تحتاج إلى جهد مستمر من العبد، بينما الأحوال هي من فضل الله ورحمته، ولذا يجب على المؤمن أن يسعى إلى المقامات ويشكر الله على الأحوال التي يُنزلها عليه».