قال المطران عطا الله حنا، مطران القدس، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، إن دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بمثابة سعي أمريكي للعب دور محوري فيما يسمى «بناء غزة الجديدة»، ويتخذ طابعًا استعماريًا واقتصادياً في آن واحد.
وأضاف المطران في بيان رسمى له اليوم الجمعة، أن تصريحات ترامب تعكس رؤية ايديولوجية تتبنى الفكر الاستعماري الاحتلالي بهدف إنهاء وتصفية القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن هذه التصريحات الرامية للتهجير واحتلال غزة ليست اجتهادات فردية بل جزء من تفاهمات سرية عميقة بين اليمين الأمريكي والإسرائيلي .
وتابع: «الخطر الحقيقي يكمن في العقلية التي ينطلق منها ترامب في تعاطيه مع القضية الفلسطينية وكأن الشعب الفلسطيني مجموعة عابرة من السكان».
وقال إنه لن يقبل الفلسطينيون اطلاقا بسياسة التهجير الاستعمارية والتي أطلقها ترامب وصديقه نتنياهو من البيت الأبيض، فالفلسطينيون باقون في وطنهم ولن يتخلوا عن انتمائهم لهذه الأرض، مستطرداً: «صحيح أن الفلسطينيين في غزة لن يقبلوا بالترحيل ولن يقبلوا بالنكبة الجديدة ولكن هناك مسؤولية أخلاقية وإنسانية تقع على عاتق العرب بشكل خاص وكافة الأحرار والهيئات الإغاثية بشكل عام».
وأشار إلى أن غزة دمرت عن بكرة أبيها، والأهالي فوق ركام المنازل المدمرة، فما يحتاجه أهلنا في غزة في هذه الأوقات الصعبة هو ليس فقط إطلاق الخطابات والبيانات الرافضة لسياسة التهجير بل هناك أيضا حاجة ملحة لحملات إغاثة تصل كافة المواد المطلوبة لمستحقيها وليس لفئة دون الأخرى بعيدا عن تجار الحروب الذين يستغلون المواطنين في لقمة عيشهم .
وقال إن أبناء غزة بحاجة اليوم إلى مساكن مؤقتة تأويهم حتى يتم انتشال الركام وإعادة الإعمار وهذا قد يحتاج إلى سنوات، وبموازاة المواقف والبيانات الرافضة للتهجير يجب أن يكون هنالك عمل حثيث وسريع بخطوات متسارعة من أجل إنقاذ أهلنا في غزة وهم يعيشون في أوضاع كارثية ومأساوية.
