المصري اليوم

2025-02-07 15:00

متابعة
يعرف بشهر الغفلة.. عالم أزهري: الناس ينشغلون عن شعبان لوقوعه بين عظيمين

قال الدكتور صفوت محمد عمارة، من علماء مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، إنّ اللَّه تعالى جعل لكل فريضةٍ نافلةً من جنسها؛ لتكون جابرةً لما وقع فيها من خلل، ومتممة لما يكون فيها من نقصان، وصيام التطوع نافلة صيام الفرض في شهر رمضان، ويعد صيام التطوع في شهر شعبان بمنزلة السُنة القبلية لصلاة الفريضة، ويُعرف شعبان بأنَّه شهر الغفلة لأن الناس ينشغلون عنه لوقوعه بين شهرين عظيمين، وهما شهر رجب أحد الأشهر الحرم، وشهر الصيام رمضان.

وأضاف عمارة، خلال خطبة الجمعة اليوم، بمسجد قوات الأمن المركزي بمدينة كفرالشيخ، أنَّ صيام التطوع يعوض النقص ويجبر الخلل الذي يحصل في صيام الفرض في شهر رمضان؛ فيكون الصيام في شعبان بمنزلة السُنة المؤكدة القبلية في صلاة الفريضة، والصيام في شوال بمنزلة السُنة المؤكدة البعدية، وفي ذلك قال ابن رجب: «أفضل التطوع ما كان قريبًا من رمضان قبله وبعده، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها وهي تكملة لنقص الفرائض، وكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده، فكما أن السنن الرواتب أفضل من التطوع المطلق بالصلاة فكذلك يكون صيام ما قبل رمضان وبعده أفضل من صيام ما بعُد عنه».

وأكد أنَّ إحياء وعمارة أوقات الغفلة بالطاعة أمر محبب عند اللَّه عزَّ وجلَّ ولها أجر مخصوص، وكان من هدي النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أنّه يُكثر من الصيام في شهر شعبان، كما ورد في الصحيحين عن عائشة رضي اللَّه عنها أنها قالت: «ما رأيته أكثر صيامًا منه في شعبان»، وقد بيَّن لنا النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم الحكمة من كثرة صيامه في شعبان؛ فعن أسامة بن زيد رضي اللَّه عنهما، قال: قلت: يا رسول اللَّه، لم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: «ذلك شهرٌ يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهرٌ تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحبُّ أن يُرفع عملى وأنا صائمٌ» [أخرجه النسائي وأحمد]، أي: أرغب وأود أن يُرفع عملي وأنا صائم طلبًا لزيادة رفعة الدرجة.

وتابع: أنَّ الأعمال تُرفع سنويًّا إلى اللَّه تعالى في شهر شعبان، ولقد بيَّن لنا النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، أنه يحب أن يكون صائمًا عندما يرفع عمله، لإحياء شهر شعبان بالطاعات ولشحذ الهمم قبل دخول شهر رمضان؛ مؤكدا على استحباب عمارة أوقات الغفلة بالطاعة، والحكمة من تحديد هذه الأوقات لرفع الأعمال إلى اللَّه تعالى هي تنبيه الناس إلى أهمية هذه الأوقات وتشجيعهم على إحيائها بالطاعات حتى ترفع أعمالهم وهم على حال الطاعة فتجبر ما نقص منها أو تكون سببًا للغفران، اللهمَّ بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان.

للإطلاع على النص الأصلي
39
0
مشاركة
حفظ

آخر الأخبار

أحدث الأخبار

    أحدث الفيديوهات