المنيا- جمال محمد:
في كل فجر، تشرق الشمس على محافظة المنيا، حاملة معها أحلام البسطاء الكادحين الذين يخرجون بحثاً عن الرزق. يستقلون سيارات "البيك أب"، تلك التي تحولت إلى نعوش متنقلة على طرق المنيا، لتكون نهايتهم مأساوية على الأسفلت.
صباح اليوم السبت، تكرر المشهد الدامي على الطريق الدائري في مركز سمالوط، حيث تصادمت ثلاث سيارات، لتخلف وراءها تسعة قتلى، انتهت أحلامهم تحت عجلات الإهمال والسرعة الزائدة.
الحادث المروع كشف مرة أخرى عن خطورة استخدام سيارات "البيك أب" لنقل الركاب، تلك السيارات التي صُممت لنقل البضائع، ولكنها تحولت في صعيد مصر إلى وسيلة نقل رئيسية، تحمل على متنها أرواح البسطاء الذين لا يملكون خياراً آخر.
وتعتبر سيارات الربع نقل الأقل أمانا بين جميع وسائل النقل، غير أنها الأشهر بين قرى ونحوه الصعيد، وتشهد دائمًا حوادث مؤسفة ودامية، خاصة لجميع مستقليها سواء للتوجه إلى منازلهم في القرى أو الظهيرين الصحراويين للعمل في المزارع المختلفة، ففي حالة انقلابها أو وقوع حادث تصادم مع سيارة أخرى، تكون أجساد مستقليها عرضه التصادم المباشر، منا يُخلف وفيات عديدة.
وتبين وقوع الحادث بين سيارة نقل تريلا وسيارتين ربع نقل بالطريق الدائري، تحمل أرقام (8245 ن ب ر) نقل، (3179 ن ف و) ربع نقل، (7568 ن س) ربع نقل، وأسفر الحادث عن مصرع 9 أشخاص وجرى نقلهم إلى مستشفيات سمالوط النموذجي، وجراحات اليوم الواحد، وكشفت التحريات الأولية وقوع الحادث بسبب السرعة الزائدة، وتم التحفظ على السيارات، وأخطرت النيابة العامة للتحقيق، فيما تم التحفظ على سائقي سيارتين بالحادث وإجراء تحاليل المخدرات لهم.
وأصدر اللواء عماد كدواني محافظ المنيا بيانا شدد فيه على تفعيل قانون المرور رقم ٦٦ لسنة ١٩٧٣ الذى يحظر استخدام سيارات ربع النقل (البيك أب) فى نقل المواطنين والإسراع في الانتهاء من منظومة استبدال البيك اب بميكروباص كوسيلة آمنة ومريحة للمواطنين .
وكلف محافظ المنيا رؤساء المراكز و كافة الجهات المعنية بتكثيف الحملات الرقابية على المواقف و الطرق السريعة والصحراوية وداخل المدن لمنع استخدام سيارات البيك أب فى نقل الركاب لعدم تعرضهم للخطر والحد من حوادث الطرق التى ينجم عنها العديد من الإصابات و الوفيات وخاصة بين أهالي القرى والعمالة غير المنتظمة والمتاجرة بحياتهم والمغامرة بأرواحهم.
...