علّقت الدكتورة إيمان على، مدرب أمن المعلومات والذكاء الاصطناعي، على تداول رواد التواصل الاجتماعي، اختراق هاكر مصري للقناة 14 الإسرائيلية، والتي انتشرت بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، وهي الواقعة التي ثبت أنها مفبركة، وأنه لم يحدث اختراق لبث القناة الإسرائيلية، كما زعم المستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقالت مدرب أمن المعلومات، في تصريحات لـ «المصري اليوم»، إنه في عالم الأمن السيبراني، تعد السرية وإخفاء الهوية من المبادئ الأساسية لأي عملية اختراق ناجحة، ومن غير المنطقي أن يعلن هاكر عن جنسيته أو هويته الحقيقية، إذ يتعارض ذلك مع الهدف الأساسي لأي مخترق محترف، وهو تفادي الملاحقة القانونية وكشف مصدر الهجوم.
وأضافت أنه من المهم إدراك أن تحديد مصدر الهجمات السيبرانية ليس بالأمر البسيط، حيث يعتمد المخترقون على تقنيات متقدمة مثل الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN) والخوادم الوسيطة، مما يجعل من السهل تضليل الجهات الأمنية وربط الهجوم بدولة أو جهة أخرى.
وأكدت أن الإعلان عن أن هاكر مصري هو المسؤول عن هذا الاختراق قد يكون مجرد محاولة لتوجيه الاتهام إلى مصر أو خلق حالة من الجدل الإعلامي.
وأوضحت، أن الهجمات السيبرانية غالبًا ما تكون جزءًا من استراتيجيات أوسع تشمل الحروب السيبرانية والتلاعب الإعلامي، مضيفة أنه في كثير من الأحيان، يتم استخدام الاختراقات السيبرانية كأداة سياسية لتوجيه رسائل أو إثارة توترات.
وأشارت إلى أنه من الضروري تحليل هذه الأحداث في سياق أوسع بدلًا من التعامل معها كحوادث فردية، موضحة أن إسرائيل، على سبيل المثال، قد تستغل مثل هذه الأخبار لتعزيز موقفها الأمني أو لتبرير هجمات سيبرانية مضادة.
وفيما يتعلق بالجانب التقني للهجوم، أكدت أن اختراق قناة تلفزيونية لا يعد من الناحية الأمنية أو الاستراتيجية إنجازًا كبيرًا، مقارنة بالاختراقات التي تستهدف البنية التحتية الحيوية أو الأنظمة الأمنية والمالية.
وتابعت: هناك فرق بين الاختراقات الاستعراضية التي تهدف إلى لفت الانتباه، وبين العمليات السيبرانية الاحترافية التي تُنفذ وفق استراتيجيات مدروسة لتحقيق أهداف محددة دون الحاجة إلى الإعلان عنها.
وأكدت أن الفضاء السيبراني أصبح اليوم ساحة للحروب الحديثة، ويتطلب التعامل معه تفكيرًا استراتيجيًا بعيدًا عن العاطفة أو التسرع في تصديق الروايات الإعلامية، مضيفة: «علينا دائمًا أن ننظر إلى مثل هذه الهجمات في سياقها الأوسع، ونترك التحليل الفني للمتخصصين بدلًا من الانجراف وراء الأخبار المتداولة دون تحقق.»