افتتح الدكتور أحمد القاصد رئيس جامعة المنوفية، اليوم فعاليات الندوة التوعوية ضمن مبادرة «بداية جديدة لبناء الإنسان»، بحضور الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء بالعالم الإسلامي.
ورحب الدكتور القاصد بالمفتي معبرًا عن أمله في تعزيز التعاون بين الجامعة ودار الإفتاء المصرية لتقديم المزيد من الندوات التوعوية التي تُسهم في ترسيخ قيم المواطنة والإنسانية في المجتمع.
وفي كلمته، أشاد بدور دار الإفتاء المصرية التاريخي والريادي في توعية المسلمين بأصول دينهم وتوضيح معالم الإسلام الوسطية، مؤكدًا أهمية العودة إلى المبادئ الأساسية للإيمان لتحقيق التنمية المستدامة في مصر.
وتناول المفتي عدة محاور أساسية تتعلق ببناء الإنسان، بدءًا من البناء العقدي الذي يُعد العمود الفقري لتحقيق الطموحات والسعي نحو الذات، حيث استشهد بآية {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ...} البقرة: 225. ثم تطرق إلى البناء التعبدي والشريعي الذي يهدف إلى تهذيب النفس وترسيخ الأخلاق، مؤكدًا أن العبادة ليست مجرد أداء لشعائر دينية، بل هي وسيلة للإصلاح الروحي والفكري تساهم في بناء مجتمع متماسك.
وشدد على أهمية تعزيز الجوانب الأخلاقية والبدنية والعقلية؛ إذ إن الإنسان الإسلامي بُني على خمس ركائز أساسية هي: العقيدة، والشريعة، والأخلاق، والبدن، والعقل، مما يؤكد ضرورة حماية الجسد والاهتمام بالعلم كوسيلة لفهم الكون وتطوير الذات.
وأشار المفتي إلى أن بناء الإنسان يبدأ من القلب والعقل والروح، وأن الحرية الحقيقية لا تضر بالقيم الدينية بل تُعززها في مواجهة التحديات الفكرية والاجتماعية، مما يُعد خطوة أساسية نحو تحقيق رؤية مصر 2030 وتنمية المجتمع. واختتمت الندوة بتكريم الدكتور نظير عياد بدرع جامعة المنوفية، معبرًا عن تقدير الجامعة للدور البارز لدار الإفتاء في نشر الوعي الديني، كما تخلل البرنامج جلسة تفاعلية للرد على استفسارات الطلاب حول مسائل شرعية تتعلق بالصلاة والصيام وآداب التعامل بين الجنسين.
