مصراوي

2025-02-20 16:40

متابعة
تبادل الانتقادات بين ترامب وزيلينسكي يدفع العلاقات الأمريكية الأوكرانية نحو التدهور السريع


واشنطن- (أ ب)

تدهورت العلاقات بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي بسرعة، بعد أن اتهم الأخير الأول أمس بأنه يعيش في "فضاء من التضليل" الروسي، في وصف ترامب نظيره الأوكراني بأنه "ديكتاتور بدون انتخابات" في تصريحات ستعقد جهود إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.


كما قال زيلينسكي إنه يود أن يكون فريق ترامب "أكثر صدقا"، في أول رد منه على سلسلة من الاتهامات التي وجهها له ترامب في اليوم السابق بما في ذلك تحميل كييف مسؤولية نشوب الحرب التي ستدخل عامها الرابع في الأسبوع المقبل.


جاءت هذه التصريحات كهجمات متبادلة بين زعيمي دولتين كانتا حليفتين وثيقتين في السنوات الأخيرة في ظل حكم الرئيس السابق جو بايدن، الذي زود أوكرانيا بالأسلحة الأمريكية المطلوبة للتصدي للغزو الروسي، واستخدم نفوذه السياسي للدفاع عن أوكرانيا وعزل روسيا على الصعيد الدولي.


لكن إدارة ترامب تبنت نهجا مختلفا، وتواصلت مع روسيا وقررت السعي للتوصل إلى اتفاق سلام. وعقد وزيرا خارجية روسيا والولايات المتحدة ومسؤولون كبار في الدولتين محادثات في المملكة العربية السعودية لتحسين العلاقات الثنائية والتفاوض على إنهاء الحرب، مع احتمال الإعداد لعقد اجتماع بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بعد سنوات من العلاقات السيئة بين موسكو وواشنطن.


وفي منشور على مواقع التواصل الاجتماعي انتقد ترامب زيلينسكي، وأشار إلى حقيقة أن أوكرانيا أرجأت الانتخابات الرئاسية التي كان من المقرر إجراؤها في أبريل 2024 بسبب الهجوم.


كما وصف ترامب زيلينسكي بأنه "كوميدي ناجح إلى حد ما" "أقنع الولايات المتحدة الأمريكية بإنفاق 350 مليار دولار، للدخول في حرب لا يمكن كسبها، ولم يكن من المفترض أن تبدأ أبدًا، لكنها حرب لن يتمكن أبدًا من تسويتها بدون الولايات المتحدة و"ترامب".


وواصل الرئيس الأمريكي منشوره بالقول إن الشيء الوحيد الذي كان زيلينسكي "جيدًا فيه هو التلاعب ببايدن" ونصحه "بالتحرك بسرعة وإلا فلن يتبقى له بلد".


كانت روسيا قد بدأت هجوم على أوكرانيا في 24 فبراير 2022، حيث قال بوتين إن هدف الهجوم كان حماية المدنيين في شرق أوكرانيا. كما اتهم الولايات المتحدة وحلفائها بتجاهل طلب روسيا منع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وتقديم ضمانات أمنية لروسيا. لكن أوكرانيا وحلفاؤها نددوا بالهجوم الروسي باعتباره عدوان غير مبرر.


في المقابل قال بوتين اليوم إن الرئيس ترامب أبلغه في الاتصال الهاتفي بينهما بأن الولايات المتحدة ستتحرك انطلاقا من افتراض أن عملية المفاوضات ستشمل روسيا وأوكرانيا "ولا أحد سيستبعد أوكرانيا منها".


وأكد بوتين الخط الرسمي لحكومته بأن روسيا لا ترفض إمكانية الدخول في محادثات مع كييف أو حلفائها الأوروبيين. وقال "الأوربيون أوقفوا اتصالاتهم مع روسيا. الجانب الأوكراني يحظر على نفسه التفاوض"، في إشارة إلى إعلان زيلينسكي عام 2022 رفضه أي محادثات مع موسكو.


في الوقت نفسه تعرب أوكرانيا والدول الأوروبية الداعمة لها عن قلقها من عدم دعوتها إلى المحادثات بين كبار مسؤولي الدبلوماسية الأمريكية والروسية في السعودية، في ظل مخاوف أكبر من أن يكون الاتفاق الذي سيتم التوصل إليه في غير صالح كييف.


وفي مؤتمر صحفي أمس لم يبد ترامب تجاوبا مع اعتراضات أوكرانيا على استبعادها من المفاوضات مع روسيا. كما قال دون الكشف عن المصدر إن نسبة تأييد زيلينسكي تبلغ 4% فقط، وأنه لم يكن يجب أن تبدأ أوكرانيا الحرب، وكان بإمكانها عقد صفقة لمنع نشوبها.


ورد زيلينسكي على هذه التصريحات قائلا "نحن نرى هذا التضليل. ونفهم أنه يأتي من روسيا" وترامب "يعيش في هذا الفضاء من التضليل".


وقال إنه يأمل أن يمشي المبعوث الأمريكي للحرب الروسية الأوكرانية كيث كيلوج في شوارع كييف ويسأل الأوكرانيين إذا ما كانوا يثقون في رئيسهم؟ وهل يثقون في بوتين؟


وردا على القول بأن 90% من المساعدات التي حصلت عليها أوكرانيا جاءت من الولايات المتحدة، قال زيلينسكي إن 34% من أسلحة الجيش الأوكراني صناعة محلية، وإن أكثر من 30% من الدعم يأتي من أوروبا.


أخيرا فإن تبادل التصريحات السلبية بين ترامب وزيلينسكي يأتي في الوقت الذي تحمل فيه أنباء جبهة القتال في الشهور الأخيرة المزيد من المشكلات للرئيس الأوكراني. فالهجوم المستمر في المناطق الشرقية من قبل الجيش الروسي الأكبر حجمًا يسحق القوات الأوكرانية، التي يتم دفعها ببطء ولكن باطراد إلى الوراء في بعض النقاط على خط المواجهة الذي يمتد لمسافة ألف كيلومتر.


للإطلاع على النص الأصلي
39
0
مشاركة
حفظ

آخر الأخبار

أحدث الأخبار

    أحدث الفيديوهات