«كان عندى أمل لآخر لحظة إنى ألاقى تركية.. كنت بتصل بيها، والمتهم يغلق الهاتف فى وشى».. بهذه الكلمات استرجعت شقيقة الضحية الثانية الحاجة «تركية» تفاصيل اختفائها على يد سفاح المعمورة.
أربعة أشهر من البحث والسؤال عن السيدة الستينية، التى لم يكن لها زوج أو ابن يسأل عنها، والتى لم تجد سوى إخوتها وأبنائهم يهتمون بمصيرها، عاشت «تركية» متعبدة لله، تصوم وتصلى وتطعم المحتاجين، حتى قادها القدر إلى لقاء المحامى «ن. م» عند أبواب المحاكم، حيث كان يعمل.
استهدفها المتهم من بين الجميع، خاصة حين وصل إلى مسامعه أنها تبحث عن محامٍ لحل نزاع مع أحد سماسرة الحى الذين تعاملت معهم، لم يتردد فى التقدم إليها، عارضًا خدماته بأسلوب سلس ولباقة مصطنعة، محاولًا كسب ثقتها، لكن اهتمامه بها تضاعف بمجرد أن علم أنها باعت شقتها مؤخرًا وأودعت ٣٠٠ ألف جنيه فى حسابها البنكى، بالإضافة إلى تقاضيها معاشًا شهريًا، حينها، رأى فيها فريسة سهلة، وبدأ ينسج حولها شباكه بإحكام، عازمًا على استنزافها حتى آخر لحظة.
اتجهت «تركية» إلى أختها تبشرها أخيرًا بأنها وجدت المحامى الذى طالما بحثت عنه، محامى «حنين» كما وصفته، الذى وعدها بأنه سيتقاضى أتعابًا مخفضة وسيساعدها فى إنهاء قضيتها مع السمسار، كانت متفائلة، معتقدة أن مشكلتها فى طريقها إلى الحل. اصطحبها المتهم إلى شقته التى حوّلها إلى مكتب للمحاماة، حيث بدأ بتوجيهها لأعماله وكأنها فى أيدٍ أمينة، لكنه سرعان ما أظهر وجهه الحقيقى، حيث قام بتقييدها واحتجازها وفقا لشقيقة الضحية والتحريات الأولية للمباحث، وبدأ فى استغلالها بكل قسوة، استولى على بطاقة الفيزا الخاصة بها، واستمر فى إرسال امرأتين بين الحين والآخر لسحب أكبر قدر من المال من حساب المجنى عليها، بينما كان يحكم سيطرته عليها بشكل متزايد، محولًا شقته إلى سجن لا مفر منه، كلما سحبوا المال، كانت آمالها فى الهروب من قبضته تتضاءل أكثر.
«كانت شاهدة على أفعاله وخاف لتطلع تفضحه»، مع نفاد الأموال، شعر المتهم بأنه لم يعد هناك ما يربطه بها، فقرر أن يتخذ خطوة أكثر وحشية، فى لحظة من البرودة واللارحمة، قتلها بكل قسوة، بعد أن أنهى جريمته، لف جثمانها فى سجادة قديمة، كأنها قطعة لا قيمة لها، ثم دفنها داخل الغرفة التى شهدت على مأساتها.