المنوفية- أحمد الباهي:
تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي، قصة طبيبة رفضت ترك عملها بعد وفاة والدتها بمستشفى أشمون العام بمحافظة المنوفية، اتبعه نعي الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان لتصرفها النبيل.
من جانبها، قالت الطبيبة عائشة محرم من قرية البرانية التابعة لمركز أشمون لموقع "مصراوي"، إن الواقعة كانت عقب منتصف ليل يوم الثلاثاء الماضي، حيث تعرضت والدتها لأزمة قلبية ونقلت إلى مستشفى أشمون العام ولاحقًا توفاها الله، مُضيفة: "كان موجود معايا في النوبتجية 50 حالة في الحضّانة ومحتاجين رعاية ودوري أخلي بالي منهم لأنهم أمانة ومفيش أخصائي غيري، وخلاص كان أمر ربنا نفذ لوالدتي والجنازة كانت لسه تانى يوم الضهر، فانصرفت في صباح اليوم بعد انتهاء النوبتجية".
واختتمت الطبيبة حديثها، أن هذا الموقف ليس الأول، إذ تعرض طفلها لوعكة صحية قبل عام ونصف، وكانت تتابعه ثم تنصرف لمتابعة باقي الحالات التي تحتاج أيضًا لعناية، مضيفة :" علمتني والدتي عدم التقصير في حقوق العباد، لذلك كنت أعلم أن والدتي ستكون سعيدة إذا أديت واجبي نحو باقي المرضى رغم وفاتها".
في ذات السياق، أوضح مصدر مسؤول بمديرية الصحة بالمنوفية، أن الطبيبة لم تترك عملها وصممت على استكمال العمل رغم وجود 6 آخرين وتوفير بديل لها، وأخبرت رؤسائها قائلة: "ماما علمتني الالتزام وهتفرح أكتر لما أكمل شغلي، وأنا بحقق اللي عملتهولي".
كانت إدارة المستشفى قررت تكريم الطبيبة بصرف مكافأة لها من مديرية الصحة بالمنوفية، فضلاً عن تقديم شهادة تقدير على تفانيها في العمل وأصالتها في عدم التخلي عن واجبها المهني.
وكان الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، وجميع العاملين بالوزارة والجهات التابعة لها، تقدموا بنعي للطبيبة عائشة محمود محرم أخصائي الأطفال بمستشفى أشمون العام بمحافظة المنوفية، في وفاة والدتها، داعين -المولى عز وجل- أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته وأن يسكنها فسيح جناته وأن يلهم ذويها الصبر والسلوان.
وتوجه الدكتور خالد عبدالغفار، بالشكر للطبيبة عائشة محرم، التي ضربت مثالا رائعا في الوطنية والوفاء والإخلاص، بإصرارها على أداء دورها الإنساني وواجبها المهني، تجاه المرضى، وتمسكها بـ«نوبتجية» عملها على الرغم من وفاة والدتها في المستشفى الذي تعمل به، مؤكدا أن مصر ستظل عامرة بأبنائها المخلصين، الذين يؤدون واجبهم تجاه وطنهم على الوجه الأكمل، ويضعون ضمائرهم فوق رؤسهم، ويقدمون مصالح المواطنين عن مصالحهم الشخصية.
يذكر أن والدة الطبيبة عائشة محمود محرم، حضرت إلى مستشفى أشمون العام، يوم الثلاثاء الماضي، تعاني من أزمة قلبية، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة داخل المستشفى، وحجزها بالرعاية المركز إلى أن توفاها الله في تمام الواحدة صباحا، وكانت الطبيبة نوبتجية في هذا اليوم، وقامت باستدعاء أشقائها لتسلم جثمان والدتها، ورفضت ترك المستشفى وأصرت على استكمال النوبتجية، بالرغم من توفير بديل لها.