أسيوط - محمود عجمي:
مع اقتراب موعد الإفطار، يبدأ العشرات من الشباب والأطفال، برفقة الشيخ ممدوح القوصي، أحد أبناء طريقة الأشراف المهدية، في تجهيز مائدة الرحمن السنوية بمركز منفلوط في محافظة أسيوط. المائدة، التي تُقام خلال شهر رمضان المبارك، تقدم يوميًا أكثر من 2000 وجبة للصائمين، في مشهد يعكس قيم التكافل والتراحم، رغم ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وأوضح الشيخ ممدوح القوصي أن المائدة انطلقت قبل 21 عامًا بهدف تعزيز الروابط الاجتماعية ودعم الأسر الأكثر احتياجًا، قائلًا: "في البداية، كنا نقدم 100 وجبة فقط، لكن بفضل الله وتكاتف الناس، توسعنا لنصل إلى 2000 وجبة يوميًا". وأشار إلى أن المائدة تجسد معاني الوحدة، حيث يشارك المسلمون والمسيحيون في الإفطار جنبًا إلى جنب، دون تمييز.
بدأت الفكرة بفرش الحُصر أمام مسجد وضريح الشيخ صلاح القوصي، ومع مرور الوقت تطورت لتصبح فعالية منظمة، تُقام داخل سرادق مُقسّم إلى أربع مناطق: مائدة للرجال، وأخرى للنساء، وثالثة للأطفال، ورابعة مخصصة للأسر. كما يتم توزيع 500 وجبة يوميًا على الأسر الأكثر احتياجًا، خاصة الأرامل والمسنين.
وأوضح إيهاب الساوي، أحد منسقي المائدة، أن العمل يتم بروح الفريق، حيث يشارك عشرات المتطوعين في الإعداد والتنظيم، ويتم تجهيز كشوف بأسماء الأسر المستحقة لضمان وصول الوجبات إلى مستحقيها قبل أذان المغرب. وقال: "نذهب إلى منازل الأسر المحتاجة بأنفسنا، فهم شديدو التعفف، ولن يأتوا إلينا إذا لم نذهب إليهم".
من جهته، أوضح عمرو قطب، أحد المتطوعين، أن تجهيز الطعام يبدأ بعد الحضرة اليومية أمام الضريح عقب صلاة العصر، حيث تتكون الوجبة من الأرز، وقطعة من الدجاج أو اللحم أو الكفتة، مع الخضار والخبز وكوب عصير.
وأكد الدكتور محمود، أحد المتطوعين في المائدة منذ عام 2007، أن الإقبال الكبير على العمل الخيري يعكس روح التراحم بين الناس، مشيرًا إلى أن جودة الوجبات تُراعى لضمان رضا الصائمين.
وعقب انتهاء الإفطار، يبدأ المتطوعون في تنظيف الطاولات وإعادة ترتيب السرادق، قبل أن يتناولوا وجبة الإفطار بعد التأكد من إفطار جميع الضيوف، ليكون العطاء هو العنوان الأبرز لمائدة الأشراف المهدية في منفلوط.