مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراءقديما ومع بدايات القرن العشرين كانت المسارح والفرق الفنية تعتبر شهر رمضان موسماً مسرحياً وفنياً بامتياز، تستعد له الفرق المختلفة بروايات وأعمال جديدة وتتنافس على جذب الجمهور، الذى كان يقبل على المسارح في ليالى رمضان، وذلك قبل عصر الإذاعة والتليفزيون.
وكانت المسارح تغلق أبوابها مع الأسبوع الأخير في شهر شعبان لتستعد للموسم الرمضانى بديكورات وتجهيزات وتجديدات تميهيداً للافتتاح مع بداية شهر رمضان ، وكان أصحاب الفرق يكثفون الإعلانات في الصحف والمجلات لإغراء الجمهور حتى يقبل على رواياتهم وأعمالهم تحت شعار "احتفالاً بقدوم شهر رمضان".
وكما ذكرت مجلة الفن في عددها الأربعين الصادر عام 1951 تحت عنوان: "رمضان في الوسط الفني بين الأمس واليوم"، عن طقوس أصحاب الفرق في شهر رمضان، فإن الفنان الكبير الضاحك الباكى نجيب الريحانى، وبالرغم من أنه كان مسيحياً، إلا أنه كان يصدر تعليمات مشددة لأعضاء فرقته وعمال مسرحه بعدم التدخين أو شرب القهوة في نهار رمضان احتراماً للشهر الكريم، وكان كثيراً ما يقيم موائد إفطار في منزله يدعو إليها الممثلين والعمال ويقدم فيها ألوان الطعام المختلفة.
فيما كانت الفنانة الكبيرة تلتزم طوال حياتها بالصيام، حيث عودتها والدتها عليه منذ سن صغير، وتميزت الأم بالتدين والالتزام بتعاليم الدين، وحثت ابنتها على ذلك، وذكرت مجلة الفن أن الفنانة الكبيرة تلقت في أحد الأيام أثناء عملها بالمسرح علقة ساخنة من والدتها في شهر رمضان، حيث ذهبت الأم إلى ابنتها أثناء البروفات في نهار رمضان، وعندما دخلت غرفتها فوجئت بها تتناول فنجاناً من القهوة، فانهالت عليها ضرباً ولكماً ظناً بأنها لم تعد تلتزم بالصيام بعد احترافها الفن وعملها بالمسرح، وتدخل أعضاء فرقة رمسيس لمحاولة إنقاذ أمينة من بين يدى والدتها، التي علمت بعدها أن ابنتها أفطرت بسبب عذر شرعى فبكت الأم واحتضنتها، وظل أعضاء الفرقة يتندرون على هذا الموقف وتلك العلقة التي نالتها الفنانة الشابة ظلماً في شهر رمضان.
مشاركة
