لم يكن «محمد»، الشاب ذو الـ16 عامًا، يعلم أن رحلة عودته من صلاة العشاء قرب منزله بمنطقة كرداسة شمال الجيزة ستغير حياته إلى الأبد. كان يستقل دراجته النارية ومعه ابن شقيقته- طفل صغير، لكن لحظة عابرة قلبت كل شيء رأسًا على عقب.
أول ظهور لوالد الطالب ضحية الألعاب النارية في كرداسة
يقول والده، الشيخ خالد، بصوت يملؤه الحزن لـ«المصري اليوم»: «ابني كان راجع من المسجد، وفجأة لقى قدامه مقذوف ناري طائش، ضرب في عينه اليمين، انفجرت القرنية، ودلوقتي في العمليات بمستشفى قصر العيني. مستقبله ضاع.. هو في سنة ثالثة ثانوي أزهري، وآخر العنقود عندي».
الحادث وقع في منطقة كرداسة، حيث ألقى بعض الصبية ألعابًا نارية تحوي مقذوفات خرطوش، أحدها أصاب «محمد» في عينه مباشرة، وتم نقله إلى طبيب بالمنطقة، ثم حُوّل سريعًا إلى القصر العيني لإجراء جراحة عاجلة في محاولة لإنقاذ عينه.
«ابني كان بيحلم بمستقبل، كان شايل كتابه، بيذاكر عشان يدخل جامعة كويسة.. دلوقتي مش هيشوف تاني»، يضيف والده بصوت متهدج.
في الوقت الذي لا يزال فيه محمد تحت العمليات، تنتظر عائلته بقلق أي أخبار عن حالته، وسط مطالبات بتشديد الرقابة على بيع الألعاب النارية التي تحولت إلى أدوات قاتلة في أيدي الأطفال.