أصعب الموضوعات التى يمكن أن يطرحها أى عمل فنى، تلك التى تم تناولها من قبل عدة مرات، وموضوع المُحلل قدمته السينما المصرية مرات عده معظمها كان فى قالب كوميدى مثل طلاق سعاد هانم، البحث عن زوج وقدمها عادل إمام فى مسرحيته الشهيرة الواد سيد الشغال، والحكاية قد تختلف فى بعض التفاصيل لكنها تتشابه فى نهايتها حيث يتحول المحلل أو الزوج المؤقت إلى عاشق وزوج أبدى! لا أعتقد أن المخرج المتميز تامر محسن قرر أن يعود لسباق رمضان بمسلسل موضوعه مستهلك، وبمتابعه الحلقات الأولى من سوف يدرك أى عاقل ومتأمل أن السيناريو الذى كتبه المخرج لا يعتمد على حدوته المُحلل، وإنما هى مجرد مدخل لطرح تفاصيل علاقات وأحداث عصرية متكررة تؤدى أحيانا الى جرائم عنف ضد النساء وتبدأ غالبا، بفتاة تعتقد ان الزواج سوف يوفر لها حياة كريمة لها ولأسرتها وتضطر لتحمل كل سوءات الزوج لإنها لاتملك وسيله للعيش بعيدا عن هذا الزوج الذى يعتبرها من ممتلكاته ولايحق لها أن تفكر مجرد التفكير فى أن تفلت من بين يديه او ان تكون لها حريه الإختيار والرفض.
اختار المخرج أن يدخل إلى موضوعه بأسلوب يثير فضول المشاهد ويضخم غدة التوقعات، فنحن أمام شخصين من عالمين مختلفين، أسر ياسين" محمد عزت" شاب محافظ محترم وملتزم واعزب، خريج جامعة ويعمل سائق اوبر، ويعيش مع أمه المسيطره "سما ابراهيم" وعلى الجانب الآخر نتعرف على ميار "مى عز الدين" وهى سيدة شابة وأم لطفل ومن بيئة إجتماعية متواضعه يتم طلاقها للمره الثالثه من زوج حاد الطباع "دياب" ثري متجبر، يريد استعادتها كإنها جزء من مقتنياته، يمنحها فرصه ايجاد محلل والزواج منه ثم الطلاق خلال اسبوع واحد فقط ، وينتزع منها طفلها ويهددها بإنها لن تراه مره اخرى إذا لم تنفذ طلبه، وتفكر ميار فى الشخص الذى يمكن ان يقبل هذا الوضع ،فلاتجد ، إلى أن تجمعها الصدفه بمحمد عزت "آسر ياسين".
مدخل مثير جدا وخاصة وأن الشاب المسالم يتعامل مع زواجه من ميار بجدية، ولا يعرف حقيقة الأمر الذى دفعها لطلب الزواج منه بدون تمهيد ولا معرفه سابقة، ولا يدرك أنها تعتبره مجرد كوبرى لتحقيق رغبتها فى استعادة طفلها وحياتها التى تعتقد أنها آمنة، ويضعنا المسلسل أمام عدة تساؤلات واحتمالات منطقية، ماذا لو تعلق محمد عزت بميار ورفض طلاقها، وبادلته هذه الرغبة أيضا، هل يتمكنان من مواجهة جبروت الزوج "أسعد" ورجاله!! فشخصية محمد عزت المسالمة لاقبل لها بالدخول فى تحديات وصراعات من أجل امرأه لم يتعرف عليها إلامن ايام!!ابطال العمل الذين شاهدناهم مراراً فى أعمال سابقه يعيد المُخرج تشكيلهم، فلاشك أن دور ميار سوف يمسح من تاريخ مى عز الدين كل أعمالها التى لم يصادفها التوفيق،وقد منحت الدور حاله مختلفه لم نألفها منها سابقا,وأعتقد أن دور ميار سوف يعيد إكتشافها،أما آسر ياسين فهو يؤكد قدرته على التلون ويفاجأ جمهوره بأداء شخصيه أبعد ماتكون عن مواصفاته،محمد عزت شاب مستكين لقدره الى حد بعيد ،لايثور او يمتعض إلا لأمر جلل،لديه قدره على فرمله مشاعره ورغباته والقبول بكل انواع الخساره،ولكن أعتقد انه سوف يحارب الدنيا فى حاله محاوله إنتزاع ميار منه،مسلسل قلبى ومفتاحه يضع الابطال والمتفرجين فى حاله ترقب لمصائر الشخصيات ومتابعه الأحداث وسوف يسجل به تامر محسن هدفا جديدا يضاف الى قائمة نجاحاته الفنيه السابقه التى لا تزال حاضره فى ذاكرة الجماهير.
مشاركة