يرتفع البحث في شهر رمضان عن الأدعية المستجابة، وأدعية مخصوصة بكل يوم من أيام شهر رمضان المبارك، ونستعرض فيما يلي أدعية ثابتة ومحفوظة علي مر التاريخ بحفظ القرأن الكريم، كونها من آيات القرآن الكريم، وهي الأدعية المستجابة لأنبياء الله أيوب، ويونس أو ذا النون، وزكريا.
وأعقب الله أدعية الأنبياء الثلاثة كما ورد في القرآن الكريم في سورة الأنبياء بعبارة «فَاسْتَجَبْنَا لَهُ»، ووردت الأدعية في سورة واحدة ومتقاربة في ذات الصفحة من صفحات القرآن الكريم.
الأدعية المستجابة في القرآن الكريم الواردة عن الأنبياء
الأعية المستجابة.. دعاء نبي الله أيوب: دعاء دفع الضر
أعقب الله دعاء نبى الله أيوب بالإستجابة كما ورد في القرآن الكريم: «وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ. فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِين» [الأنبياء:83-84]. لاحظ قوله: «فَاسْتَجَبْنَا لَهُ».
الأعية المستجابة.. دعاء نبي الله يونس: دعاء النجاه ودفع الغم
أعقب الله سبحانه وتعالي دعاء نبي الله يونس المعروف باسم ذا النون بالاستجابة كما ورد في قوله تعالي: «وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ. فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ» [الأنبياء:87-88] تدبر قوله: «فَاسْتَجَبْنَا لَهُ».
الأعية المستجابة.. دعاء نبي الله زكريا لطلب الذرية
وثالت تلك الأدعية المستجابة التي أعقبها بلفظ «فَاسْتَجَبْنَا» كان دعاء نبى الله زكريا: «وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ. فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ» [الأنبياء:89-90] تأمل قوله سبحانه: «فَاسْتَجَبْنَا لَهُ».
سورة الأنبياء وأدعية استجابها الله لـ3 أنبياء - صورة أرشيفية
دعوة الصائم مستجابة ولا ترد.. ما العلاقة بين الدعاء والصيام؟
يقول الحديث القدسي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به» رواه البخاري ومسلم. ودعاء الصائم عند الإفطار مستجاب، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، «ثلاثةٌ لا تُرَد دعوتهم» ومن بينهم «والصائم حتى يُفطِر» رواه ابن ماجة.
وتحدد الآيات التالية من سورة البقرة بوضوح العلاقة بين الدعاء والصيام: «يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامٗا مَّعۡدُودَٰتٖۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۚ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُۥ فِدۡيَةٞ طَعَامُ مِسۡكِينٖۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيۡرٗا فَهُوَ خَيۡرٞ لَّهُۥۚ وَأَن تَصُومُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ (184) شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ وَلِتُكۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ (185) وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُونَ (186) أُحِلَّ لَكُمۡ لَيۡلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمۡۚ هُنَّ لِبَاسٞ لَّكُمۡ وَأَنتُمۡ لِبَاسٞ لَّهُنَّۗ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمۡ كُنتُمۡ تَخۡتَانُونَ أَنفُسَكُمۡ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡ وَعَفَا عَنكُمۡۖ فَٱلۡـَٰٔنَ بَٰشِرُوهُنَّ وَٱبۡتَغُواْ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡۚ وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمۡ عَٰكِفُونَ فِي ٱلۡمَسَٰجِدِۗ تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَقۡرَبُوهَاۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ (187)».
وتوضح الآيات السابقة أن آية الدعاء «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُونَ» تتخلل آيات الصيام، بما يدل على موثوقية العلاقة بين الصيام والدعاء.
ويوضح الإمام ابن كثير: «في ذكره تعالى هذه الآية الباعثة على الدعاء، متخللة بين أحكام الصيام، إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العدة، بل عند كل فطر».
متى يكون دعاء الصائم مستجابًا؟
دعاء الإفطار هو أفضل أوقات الدعاء وهو أرجح الأوقات التي لا تُرَد فيها دعوة الصائم.
وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة» فكان عبدالله بن عمرو إذا أفطر، دعا أهله وولده ودعا بهم.
ويحب الله الإكثار من الدعاء، خاصةً في أوقات السجود وفي الثلث الأخير من الليل في رمضان وخارج رمضان. ويستحب للصائم أن يدعو الله في كل الأوقات.
ما سنن الدعاء؟
من سنن الدعاء:
- البدء بحمد الله والثناء عليه مثل قول: «يا رب لكَ الحمدُ كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك».
- الصلاة على النبي صلي الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه.
- الدعاء بما ترغب أو الدعاء من الأدعية المأثورة في القرآن الكريم والسنة النبوية.
- الاستغفار.
- ختام الدعاء بالصلاة على النبي مرة أخرى.
دار الإفتاء تجيب: ما فضل الدعاء؟
أجابت دار الإفتاء المصرية في فتوي عن فضل الدعاء في السنة النبوية الشريفة، وجاء في رد الإفتاء أن الدعاء عبادة مشروعة ومستحبة؛ لِما فيه من التضرع والتذلّل والافتقار إلى الله تعالى.
وقال الله سبحانه وتعالي: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة: 186]، وقال أيضًا عزَّ وجلَّ: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾ [الأعراف: 55].
وورد فضل الحديث عن فضل الدعاء، ما جاء عن النعمان بن بشيرٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ»، ثم قرأ: «﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]» رواه أصحاب «السنن».
قال الإمام المناوي في «فيض القدير»: قال الطيبي:.. فالزموا عباد الله الدعاء، وحافظوا عليه، وخصَّ عباد الله بالذكر؛ تحريضًا على الدعاء وإشارةً إلى أن الدعاء هو العبادة؛ فالزموا واجتهدوا وألحوا فيه وداوموا عليه؛ لأن به يُحاز الثواب ويحصل ما هو الصواب، وكفى به شرفًا أن تدعوه فيجيبك ويختار لك ما هو الأصلح في العاجل والآجل.
وورد فى الحديث أيضًا ما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنَ الدُّعَاءِ» أخرجه الترمذي وابن ماجه في «سننيهما».
وقال الإمام الصنعاني في «التنوير»: «لَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنَ الدُّعَاءِ» أي: أشد مكرومية، أي أنه تعالى يكرمه بالإجابة، ومما سبق يُعلَم الجواب عما جاء بالسؤال.. والله سبحانه وتعالى أعلم.
دعاء رمضان.. ماذا كان يقول النبي عند الإفطار؟.. دار الإفتاء توضح (فيديو)
دعاء صلاة الاستخارة.. كيفية أدائها ووقتها وكيف تعرف النتيجة (تفاصيل)