المصري اليوم

2025-03-07 08:31

متابعة
«متحف الموزاييك».. حُلم يدخل طي النسيان

بات متحف الموزاييك، المتخصص فى فن الفسيفساء، الأول من نوعه فى مصر وحوض البحر الأبيض المتوسط، الكائن فى أرض اللاتين بجوار معبد الرأس الأسود بمنطقة باب شرقى وسط الإسكندرية، يصارع النسيان والاندثار بعد أن بدأت الدولة فى تنفيذ المشروع بإنشاء الأعمال الخرسانية الأرضية ومبنى البازارات ودق الخوازيق الخرسانية قبل أن تتوقف نهائيًا منذ أحداث ثورة ٢٠١١، أى ما يقرب من ١٤ عامًا، ليبقى إنشاء متحف للموزاييك وعرض قطع الفسيفساء النادرة مشروعًا حبيس الأدراج، وتتبخر معه آمال ورغبات السكندريين.

وبمجرد أن تطأ قدماك منطقة أرض اللاتين بباب شرقى، تطالعك جدارية ضخمة مكتوب عليها عبارة «متحف الموزاييك»، بنظام الكتابة البارزة على الواجهة، لتجد نفسك أمام بوابة حديدية أخذ منها الزمان كثيرًا واعتلاها الصدأ، ومغلقة بجنزير ضخم، وما إن تقترب منها تجد أرضًا فضاء باهتة وبقايا أطلال من أرضيات خرسانية وإنشاءات أسمنتية وقواعد فقط، ليصبح مشروع إنشاء متحف الموزاييك «فى خبر كان»، ما يتطلب تدخل الدولة والمحافظة فى إعادة إحيائه من جديد كونه سيكون المتحف الوحيد المتخصص فى فن الفسيفساء فى مصر والمنطقة العربية وحوض البحر المتوسط.

وكان المقترح الحكومى لوزارة الآثار وقت أن بدأت الأعمال يضم إنشاء مبنى متحفى رئيسى مكون من صالات عرض للقطع الأثرية، ومبانٍ خدمية خاصة، وتم الانتهاء من أعمال الإنشاءات الخرسانية ومبنى البازارات والحمامات ودق الخوازيق غير أنها توقفت منذ ثورة يناير ٢٠١١.

وقال الأثرى أحمد عبدالفتاح، عضو اللجنة الوزارية المكلفة بتجميع قطع الفسيفساء والأرضيات النادرة من المحافظات، أنه تم الانتهاء من تجميع قرابة ٥٤ قطعة فسيفساء وأرضيات متنوعة الأحجام من المواقع الأثرية والمتاحف والمحافظات، تمهيدًا لعرضها فى متحف الموزاييك بعد إحيائه وعودته للحياة من جديد.

مشروع متحف الموزاييك ينتظر قرارًا لاستئناف الأعمال المتوقفة منذ ١٤ عامًامشروع متحف الموزاييك ينتظر قرارًا لاستئناف الأعمال المتوقفة منذ ١٤ عامًامشروع متحف الموزاييك ينتظر قرارًا لاستئناف الأعمال المتوقفة منذ ١٤ عامًامشروع متحف الموزاييك ينتظر قرارًا لاستئناف الأعمال المتوقفة منذ ١٤ عامًامشروع متحف الموزاييك ينتظر قرارًا لاستئناف الأعمال المتوقفة منذ ١٤ عامًامشروع متحف الموزاييك ينتظر قرارًا لاستئناف الأعمال المتوقفة منذ ١٤ عامًامشروع متحف الموزاييك ينتظر قرارًا لاستئناف الأعمال المتوقفة منذ ١٤ عامًامشروع متحف الموزاييك ينتظر قرارًا لاستئناف الأعمال المتوقفة منذ ١٤ عامًا

وأوضح «عبدالفتاح»، فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»، أن المتحف أُعد لعرض أرضيات الفسيفساء من متاحف ومواقع الجمهورية وتجميعها فى مكان واحد يكون متخصصًا فى عرض هذه القطع الأثرية ذات الطبيعة الواحدة، مشيرًا إلى أن الدكتور زاهى حواس، وزير الآثار الأسبق، وقتما كان أمينًا عامًا للمجلس الأعلى للآثار، شكل لجنة فنية بعد الاتفاق مع اللواء عادل لبيب، محافظ الإسكندرية وقتها، وضمت فى عضويتها مجموعة كبيرة من الأثريين وأساتذة الآثار فى الجامعة، على رأسهم الدكتور إبراهيم درويش، أول غاطس للآثار الغارقة فى مصر، مدير المتحف القومى بالإسكندرية السابق، والدكتور عزت قادوس، أستاذ الآثار اليونانية الرومانية فى جامعة الإسكندرية.

وأضاف أن إبقاء المتحف كأطلال بهذا الشكل يعتبر ثروة قومية معطلة، بعدما تم تجميع ٥٤ قطعة فسيفساء من متاحف ومواقع مصرية، أبرزها المتحف المصرى والإسماعيلية واليونانى الرومانى، بينها ١٠ قطع من مكتشفات كوم الدكة، مشيرًا إلى أن محافظة الإسكندرية هى صاحبة البيت فى هذا الأمر، وعليها أن تتدخل لإحيائه.

وقال الدكتور إبراهيم درويش، عضو اللجنة الوزارية لتجميع الفسيفساء، إن بعض القطع المطروحة للعرض عُثر عليها فى شارع شامبليون، وتمثل مشهدًا أسطوريًا لببغاء وحيوانات خزفية نادرة من أروع زخارف المتحف اليونانى الرومانى، فضلاً عن عرض أرضية أقدم منزلين عُثر عليهما فى الإسكندرية، أحدهما فى شارع شامبليون، والآخر بالحديقة الدولية المواجهة لمبنى القنصلية البريطانية سابقًا، فضلًا عن لوحة فخمة تمثل الإلهة «ميدوزا»، وهى كائن خرافى تتمثل خطورتها فى عينيها، حيث إنهما ذاتا بريق، من ينظر إليهما يتحول إلى حجر فى الحال، وكانت هذه النوعية من الأرضيات توضع فى قاعات الطعام الرومانية، مشيرًا إلى أنه سيتم تحديد موقع كل قطعة وأماكنها طبقًا لأحدث وسائل العرض المتحفى.

وعن طبيعة القطع المجمعة، قال «درويش» إنها متنوعة الأحجام، لكن بينها قطع كبيرة جدًا تصل إلى ٤ أمتار فى ٦ أمتار، وتحتاج إلى قاعات كبيرة لعرضها، مشيرًا إلى أنه تم جلب قطع فسيفساء نادرة من متحف القنطرة ومواقع فى محافظتى البحيرة وسيناء، فضلاً عن التى تم الكشف عنها ضمن حفريات المجلس الأعلى للآثار خلال الفترة من ١٩٩٥ حتى الآن فى سيناء، وأيضًا فى منطقة بلوزيوم.

وكانت وزارة الآثار أعلنت فى ٢٠١١ تخصيص وزارة التخطيط مبلغ ٢٠٠ مليون جنيه لإحياء مشروع إنشاء أول متحف متخصص فى فن الموزاييك (الفسيفساء)، على أن يتم تسليمها على دفعتين، وتم وضع حجر الأساس لمتحف الموزاييك فى شهر يوليو عام ٢٠٠٩ بعد أن قامت محافظة الإسكندرية بإهداء أرض المتحف إلى المجلس الأعلى للآثار.

للإطلاع على النص الأصلي
62
0
مشاركة
حفظ

آخر الأخبار

أحدث الأخبار

    أحدث الفيديوهات