مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراءكان الفنان الكبير يعشق الفن منذ طفولته ويسعى بكل جهده للانضمام إلى الفرق المسرحية وتعلم أصول التمثيل منذ كان طالباً فى المدرسة، وفى سبيل ذلك خاض العديد من المغامرات والتجارب ومر بالكثير من المواقف الطريفة والحزينة والصعبة حتى أصبح من أعظم نجوم الفن.
وخلال مسيرته كتب المليجى وحكى عن هذه المواقف التى مر به ومنها ما كتبه بعدد نادر من مجلة الكواكب فى الخمسينات تحت عنوان "جرجس أفندى" يحكى فيه عن أستاذه الطيب جرجس أفندى مدرس اللغة الإنجليزية الذى كان لا يتمالك دموعه حين يرى طالباً من طلابه يعانى الفقر أو اليتم أو المرض، وكان الطلاب يحبونه ويعتبرونه والدهم.
وقال إنه حدث له موقف طريف مع جرجس أفندى حين كان عضواً بفريق التمثيل بالمدرسة فكان لا يحضر أغلب الحصص ويتهرب من الواجبات ولا يرى جرجس أفندى إلا من بعيد، وتعمد ألا يقابله كثيراً حتى لا يسأله ويحرجه بطيبته وحرصه على مستقبله الدراسى.
وأوضح الفنان الكبير أنه فى اليوم المحدد لحفلة المدرسة استعد للدور الذى سيقوم به فى المسرحية وارتدى ملابس الشخصية وهو دور خادم، فارتدى قفطاناً أبيض عليه شريط أحمر، وفوق رأسه طربوشا، وذهب إلى المسرح مبكرا حتى يجلس أمام الماكيير لعمل الماكياج قبل أن يزدحم عليه باقى الطلاب المشاركين فى المسرحية ويضطر "لكروتة" عمل الماكياج لهم.
وأشار إلى أنه خرج ليمشى فى فناء المدرسة ويراجع دوره وفجأة وجد نفسه وجهاً لوجه أمام جرجس افندى الذى سد عليه الطريق وبدا على وجهه الألم والتأثر حين رأى تلميذه بملابس الخادم وسأله وهو يربت على كتفه: "خير يا ابنى لابس كدة ليه"، وهنا طرأت للمليجى فكرة يستغل بها عطف مدرسه ويتهرب من أسئلته حول تخلفه عن الحضور والمذاكرة، فتظاهر بالحزن الشديد واستجمع دموعه، وقال لأستاذه: "والدى يا افندى الله يرحمه"، فشهق الرجل شهقة هائلة وتأثر تأثراً شديداً وأخذ يواسيه قائلاً: "معلشى يا محمود هو سابك راجل وإنت تقدر تكسب وتتعلم من عرق جبينك، وأنا شايف إنك ابتديت حياتك العملية أهه"، وتمادى الفنان الكبير فى إظهار حزنه حتى رأى الدموع فى عيون أستاذه الذى طلب منه فنجانا من القهوة، وهنا أدرك المليجى أن جرجس افندى الطيب يريد مساعدته بشكل غير مباشر حتى لا يجرح كرامته، فأسرع إلى البوفيه ليحضر له القهوة، وبعد أن شربها جرجس أفندى مد يده فى جيبه ودس فى يد تلميذه ورقة فئة 50 قرشاً، وكانت ثروة بالنسبة للمليجى فى ذلك الوقت حيث كان يحصل فى اليوم بالكاد على قرش واحد، فطار من الفرح ومضى من أمام أستاذه بعدما شكره وظل يفكر ويحلم بكيفية إنفاق هذا المبلغ الكبير، وفكر فى الذهاب لمشاهدة كل مسرحيات الفرق الكبيرة، والذهاب للسينما، وأن يدعو بنت الجيران لفسحة على النيل، ثم حان وقت وقوفه على المسرح ليؤدى دوره، فإذا به يجد جرجس أفندى بين الجمهور يحملق فى وجهه ولا يصدق أنه وقع ضحية عملية نصب من تلميذه، وبعد أن أسدلت الستارة واستعد المليجى للانطلاق كى ينفذ خططه وأحلامه فى إنفاق الثروة التى معه، فوجئ بأستاذه يقف مع مخرج المسرحية ويسأله بعض الأسئلة، فأدرك أنها أسئلة تخصه، خاصة عندما رأى علامات الغيظ على وجه جرجس أفندى، الذى ما إن رأى تلميذه وقد بدل ملابس الخادم بملابسه العادية حتى أمسك به وأشبعه ضرباً ومد يده فى جيبه وأخذ منه الخمسين قرشاً وضاعت معها أحلام وخطط المليجى.
مشاركة
