حالة من الحزن الشديد سيطرة على أهالى قرية كمشوش بمركز منوف، اليوم، عقب قيامهم بتوديع شابين من أبناء القرية فى جنازتهما المهيبة عقب وفاتهما فى حادث أليم.
في قرية كمشوش التابعة لمركز منوف بالمنوفية، كان أحمد جلال شاهين وأحمد يسري عاشور مثال للصداقة الحقيقية، اللي بدأت منذ الطفولة وكملت لحد اللحظة الأخيرة، كانا معروفين في القرية بأنهما لا يفترقان أبدًا، دائمًا مع بعض في كل خطوة، في الحلو والمر، في الضحك والتعب، حتى الموت ما قدرش يفرقهما.
أحمد وأحمد كانوا شبه الإخوات، يمكن أكتر، أصحاب من وهم أطفال، كبروا مع بعض في نفس الشوارع، دخلوا نفس المدارس، وكانوا سند لبعض في كل موقف. كانوا معروفين بجدعنتهم وأخلاقهم العالية، وكل اللي يعرفهم يشهد إنهم كانوا "ضهر لبعض". حتى في أحلامهم، كان عندهم خطط كبيرة للمستقبل، مشاريع كانوا بيتمنوا ينفذوها، وحياة كانوا بيخططوا لها، لكن القدر كان ليه كلمة تانية.
في مغرب يوم الثلاثاء، كانت اللحظة اللي ما حدش كان متخيلها.. حادث تصادم على الطريق الإقليمي أنهى حياة أحمد الأول في مكانه، واتنقل التاني للمستشفى في محاولة لإنقاذه، لكنه فارق الحياة بعدها متأثرًا بإصابته. الخبر وقع كالصاعقة على أهالي القرية، اللي ما صدقوش إن الصحاب الجدعان خلاص مشيوا وسابوا وراهم فراغ كبير.
تحولت السوشيال ميديا لدفتر عزاء كبير، كله كلمات حزينة ودعوات لهم بالرحمة. الأهالي والأصدقاء ما كانوش قادرين يصدقوا إنهم فقدوا اثنين من أنقى شباب القرية، اللي كانوا رمز للجدعنة والوفاء. جنازتهم كانت مهيبة، مئات من الأهالي خرجوا يودعوهم وتم دفنهم بماقبر اسرهم بالقرية.